الشارقة (الاتحاد) استضاف المقهى الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، الشاعر والناقد سامح كعوش، ليتحدث في أمسية عن القصيدة الحديثة في الإمارات، وأدار الأمسية الشاعرة الهنوف محمد. وقال كعوش: «هناك تنوع شعري جاذب من الأطراف إلى المدن في الإمارات، حيث حمل أولئك الشعراء أرواحهم إلى المدن»، لافتاً إلى أن الحالة الشعرية الحداثية في الإمارات لا تتعارض مع القيم المجتمعية السائدة، بل تعبر عنها بطريقة أخرى. وأشار إلى أن قصيدة النثر في خريطتها الإماراتية تتحرك في مستويين أحدهما عام، والآخر خاص، وتتميز بخروجها على القيود كافة وإبداعها المستمر، ولفت إلى أن شعراء النثر الإماراتيين اعتمدوا رفض الرتابة، وانحازوا إلى التمرد، مشيراً إلى أن الفعل الشعري هو فعل وجودي. وتابع: «الشعر النثري في الإمارات ليس نبتاً وحشياً غريباً، بل هو ابن المكان والبيئة الممتدة على رمال الطفولة»، ولفت إلى أن قصيدة النثر الإماراتية الحديثة قدمت رؤى جمالية وانفتحت على الثقافات والمعارف، ولم يقيدها الشكل، وعكست ثقافة الشاعر. وأضاف: «شاعر قصيدة النثر واضح جداً، وينبغي أن يكون المرء ذاته، وعلى الشاعر أن يتمتع ببصيرة نافذة تخترق ما وراء الجدران». ولفت إلى أن قصيدة النثر الإماراتية منابعها واحدة، وفيها منابع عالمية، كما أن تأثر الشاعر الإماراتي هو تأثر عربي وإقليمي أيضاً. وأشار إلى ما تحدثت به الشاعرة الهنوف محمد في وقت سابق، بأن قدر الشاعر أن يرى الأمور بشكل مختلف، وكأن الشاعر يمتلك مجهراً لا عيناً، وقدر الشاعر أن يعيش حالات صِدام مع من حوله، ومن الطبيعي أن يولّد كل هذا معاناة، ويجري ذلك دموعاً في قصائدنا، حيث لا نستطيع تحويل شوكة الحزن إلى وردة.
مشاركة :