تضمن منتدى الشعر العربي بالطائف في يومه الثاني، ورشتي عمل تحدثتا عن "اتجاهات القصيدة الحديثة"، و"إيقاع قصيدة النثر"، وذلك بحضور 30 متخصصاً ومهتماً بالشعر العربي، ومتابعاً لتطوراته، مدركاً لتاريخه الممتد منذ قرون. وعرّفت الورشة الأولى "اتجاهات القصيدة الحديثة"، التي قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور عادل المظيبري، الجمهور بأبرز الاتجاهات الشعرية الحديثة عبر نماذج من قصائد سعودية وعربية حديثة، كما ناقشت بنية القصيدة وإيقاعها، ومصادر الصور الشعرية. واستعرضت الورشة الثانية "إيقاع قصيدة النثر"، التي قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور علي المالكي، وما يميز قصيدة النثر عن غيرها من حيث البنية والإيقاع، ومصادر الإيقاع في القصيدة النثرية، ومقارنتها بغيرها من الأنواع الأخرى؛ حيث رأى العديد من المتخصصين أن الإيقاع من أبرز مظاهر الحداثة في القصيدة العربية المعاصرة، خصوصاً أن خروج القصيدة العربية من إطار البيت أو القافية الواحدة يعد أبرز صور الحداثة في القصيدة حضورًا، وأكثرها وضوحًا، فقد تمكّن الشاعر المعاصر من الوصول إلى مساحات من الحرية الموسيقية؛ محدِثًا صدمة إيقاعية لا عهد للمزاج السائد بها. بالمقابل تعتبر قصيدة النثر أو القصيدة الخرساء هي مقطوعة مفتوحة مستقلة لا تلتزم بقافية أو وزن تحوي الكثير من الإيحاءات، والصور الشعرية، متحررة من الوزن والقافية في بنية حية وبناء شعوري متكامل ومتنام، وعمل فكري نشط، ففيها الإشارات والإيماءات، والإلهامات، والتلميحات التي تؤثر في فكر القارئ إلى حد التقبل والرّضى.
مشاركة :