تشكل إنجلترا الجزء الأكبر من المملكة المتحدة وتعتبر من أقدم البلدان الأوروبية التي استوطنها الإنسان، ويوجد فيها العديد من العوامل والمناظر الجميلة التي جعلت منها مقصداً للسياح من مختلف انحاء العالم. تتميز إنجلترا بطبيعتها السهلية الجميلة وتشتهر بأبنيتها ومتاحفها التاريخية العريقة، إضافة إلى مسارحها التي تعود إلى مئات السنين والحدائق الرائعة التي تمنح الزوار الهدوء والراحة. أما في الريف فإننا نجد الطبيعة الحقيقية بأبهى صورها والتي تتنوع بين البحيرات المائية الرائعة إلى الوديان والهضاب التي تكثر فيها الأعشاب والنباتات. لندن عندما تستعرض في ذهنك الأماكن التي يجب أن تزورها في إنجلترا فلابد أن تكون لندن في المقدمة. لندن عاصمة الضباب تلك المدينة الساحرة التي تقع على ضفاف نهر التايمز والتي كانت مركز بريطانيا العظمى عبر تاريخها الحافل بالإنجازات على امتداد 2000 عام من الزمن، ولم تظهر أي تراجع في مكانتها العريقة بين مدن العالم. يوجد في لندن العديد من الأماكن التاريخية الرائعة التي أصبحت مقصداً للزوار كالمسارح الكبيرة التي تعود إلى أيام شكسبير ومن أشهر تلك المسارح المسرح الملكي ومسرح قصر فكتوريا والمسرح الجديد والتي لا تزال تقام فيها المسرحيات الخالدة في الأذهان. ويستمتع السياح في لندن أيضاً بالذهاب إلى المتاحف التي يتجاوز عددها 12 متحفاً ويأتي في مقدمتها من حيث عدد الزوار المتحف البريطاني والمتحف الوطني والأكاديمية الملكية للفنون وتعتبر هذه المتاحف من أغنى المتاحف في العالم، وذلك لما تحتويه من تحف وآثار تعود إلى أقدم العصور. قسم من هذه الآثار يخص بريطانيا العظمى وقسم منها يخص دول أخرى من العالم حصل عليها البريطانيون منذ مئات السنين عندما كانت دولتهم سيدة العالم. ساعة بيغ بن ولا يمكن للزوار الذين يذهبون إلى لندن أن يغفلوا عن مشاهدة الصرح الفني والتاريخي المدهش ساعة بغ بن، تلك الساعة الشهيرة التي تقع على أحد أبراج البرلمان البريطاني الجديد، والذي كان يسمى برج القديس استيفيان وتحول اسمه إلى برج الملكة اليزابيث، في دائرة ويستمنستر في العاصمة البريطانية. بدأ عمل الساعة في 3 يونيو من عام 1859 ويرجع اسم الساعة إلى بنيامين هول، وزير الأشغال البريطاني آنذاك، والذي أشرف على تنفيذ المشروع وقام ادموند بيكت بتصميم الساعة وصنعها إدوارد دنت. تزن ساعة بيغ بن نحو 12.5 طن في حين يزن جرس الساعة نحو 13 طناً ويبلغ طول عقربيها 14.9 أقدام. تعتبر الساعة أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم وتشتهر بدقتها المتناهية وتعتبر دقاتها رمزاً للتوقيت العالمي. واعتاد البريطانيون سماع تلك الدقات باستمرار حتى أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية. قصر باكينغهام ومن الأماكن التاريخية العريقة التي يقصدها زوار إنجلترا باستمرار قصر بيكنغهام الشهير. بني القصر في عام 1703 لدوق باكينغهام وكان محل الإقامة الرئيسي للعائلة الملكية في مدة حكم الملكة فيكتوريا في عام 1837، والآن هو المقر الرسمي للملكة إليزابيث الثانية، تم تجهيز القصر وزين بأعمال فنية رائعة ويتألف من 19 غرفة مفتوحة للجمهور خلال ثمانية أسابيع في السنة، وتستخدم الدولة غرف القصر بانتظام للترحيب بالضيوف في المناسبات الرسمية والاحتفالات. وأصبح قصر باكينغهام واحدا من المعالم السياحية المهمة في إنجلترا. ليك ديستريكت كان وليام وورد سوورث ورفاقه الشعراء الرومانسيين أول من مجدوا وكتبوا قصائدهم التي يتحدثون فيها عن جمال طبيعة منطقة البحيرات ليك ديستريكت. تلك المنطقة الرائعة التي تقع في الشمال الغربي من الريف الإنجليزي والتي تشتهر ببحيراتها الساحرة ومرتفعاتها الشاهقة حيث يوجد في هذه المنطقة أعلى قمة جبلية في إنجلترا وهي قمة سكافيل التي يبلغ ارتفاعها 978 مترا، إضافة إلى الوديان شديدة الانحدار التي تكثر هناك. يزور هذه المنطقة آلاف السياح سنوياً الذين يستمتعون بقضاء أوقاتهم في هذه الطبيعة الخلابة. وقد تم بناء عدد من المنتجعات السياحية الفخمة وفنادق الخمسة نجوم في منطقة البحيرات والتي تقدم خدمات ممتازة للزوار، ومن أشهر هذه الفنادق ليك سايد أوتيل ولانج ديل أوتيل اللذين يقعان على ضفاف إحدى البحيرات هناك ما يعطي منظراً غايةً في الروعة. ستون هينج - ويلتشاير ستون هينج هو عبارة عن موقع أثري يقع في مقاطعة ويلتشاير في جنوب غرب إنجلترا ويضم مجموعة من الأحجار والأعمدة الضخمة والمحاطة بتل ترابي.يرجع تاريخها إلى أواخر العصر الحجري وبداية العصر البرونزي أي نحو 5000 عام. يسعى علماء الآثار إلى معرفة رمزية هذه الأعمدة ولماذا بنيت، ويتوقع البعض من هؤلاء العلماء أنها كانت مركزاً احتفالياً ودينياً لسكان هذه المنطقة ويذهب البعض إلى القول إن هذه الأعمدة كانت تساعدهم على التقويم وتحديد الاعتدالين الصيفي والشتوي. ولكن مهما كانت الأسباب التي دفعت السكان إلى بناء هذه الأعمدة، فإن منظرها الرائع وتصميمها يجعل كثير من الزوار يستمتعون بالذهاب إلى هذا الموقع والتجول وسط هذه الأعمدة و تأملها لعلهم يكتشفون السبب الحقيقي وراء بنائها. أكسفورد لعدة قرون كانت جامعة أكسفورد منهلاً للعلم ومركزاً ثقافياً وأكاديمياً مهماً وكان يقصدها الطلاب من مختلف أنحاء العالم، ولعل شهرة الجامعة هي التي أعطت مدينة أكسفورد موقعها المتألق بين مدن العالم. فعند التجول في هذه المدينة ورؤية ساحاتها وطلابها وجامعاتها العتيقة يدرك الزائر كم أن هذه المدينة جديرة بأن تكون من أعرق مدن العالم. لم يتغير كثيراً شكل الجامعات والمعاهد في أكسفورد على مر الزمان، فتلك الأبنية الموجودة هي نفسها التي شهدت تخريج الأدباء والعلماء الكبار أمثال تولكين ولويس كارول وأوسكار وايلد وكثيرين غيرهم . قلعة دوفر تعتبر قلعة دوفر في مقاطعة كنت من الأماكن الرائعة والتي تستحق الزيارة في إنجلترا، فهي تعد أكبر القلاع الانجليزية وتعتبر أول قلعة مركزية في أوروبا. يرجع تاريخ بنائها إلى العصور الوسطى في عهد الملك هنري الثاني الذي حكم في القرن الثاني عشر، وكانت إحدى القلاع التي ساعدت الإنجليز في حروبهم آنذاك. وصفت قلعة دوفر بأنها الباب إلى إنجلترا و ذلك لموقعها المتميز على الساحل الانجليزي،ولأهميتها الدفاعية عبر التاريخ. وظلت القلعة رمزاً للصمود أمام الغزاة حتى أيام الحرب العالمية الثانية حيث كانت القلعة مدججة بأحدث الأسلحة المعروفة آنذاك تحسباً لوقوع هجوم وشيك على بريطانيا عبر بحر المانش من قوات النازية بقيادة هتلر.
مشاركة :