الشكاوى تتضاعف والرؤساء يغرقون الأندية بالديون ويهربون

  • 11/7/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

* لم يعد غريبا أن يغيب لاعب كرة محترف عن تدريبات فريقه، أو يشاهد آخر في لجنة الاحتراف باتحاد الكرة وقد قدم شكوى مطالباً بمستحقاته، ولن يتفاجأ الوسط الرياضي وهو يقرأ أو يسمع عدة خطابات قادمة من سويسرا (مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم) تهدد بمعاقبة هذا النادي، أو ذاك؛ لأنه ببساطة ماطل في دفع مستحقات المدرب، أو المحترف الأجنبي، أو وكيل اعمال، أو ناد، وما يحز بالنفس ويدعو إلى الأسى هو تكرار اسم الاندية السعودية، من دون غيرها من الأندية الخليجية والعربية، أو حتى الأجنبية، ما يؤكد أن لدينا أزمة كبيرة، ومشكلة مزمنة تتطلب العمل والجهد المضاعف، من قبل الرئاسة العامه لرعاية الشباب، واتحاد الكرة. الأزمات المالية في ازدياد.. وسمعة الكرة السعودية على المحك وإذا كان الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد قد تدخل وتصدى لمشكلات ناد أو اثنين أو ثلاثة، فلن يكون باستطاعته على الدوام انقاذ كل الاندية التي لديها مشكلات وأزمات من صنع إداراتها وانظمة الاحتراف القديمة. أتذكر أنه بعد رئاسة الاخ الصديق د. عبدالله البرقان لجنة الاحتراف هاتفته وهنأته وتحدثت معه حول مشكلات الاندية، وكان لدي احساس بأن الفأس سيقع على الرأس، عاجلاً أو آجلاً، وجاء توقعي بعد مشاهدتي العقود الموقعة بملايين الريالات والدولارات، إذ إنها سهلة في البداية ولا تتطلب دفع المبالغ الكبيرة، وإنما تجدول على مدة العقد شهرياً فيتم دفع الشهر الأول والثاني، وربما الثالث وبعدها تكون الخزينة خاوية والرصيد صفراً والسبب بسيط ويدركه الرئيس العام، ورئيس اتحاد الكرة، والبرقان، لكن الأكثر مسوؤلية وهما أحمد عيد، ورئيس لجنة الاحتراف، لم يحركا ساكنا لحل المشكلة. لذا من الطبيعي جداً أن تكتظ غرفة فض المنازعات والاحتراف بالشكاوى، منها ما هو معلوم، ومنها ما هو تحت بند السرية، ولم تكن تغريدات البرقان، أو التدخلات الابوية التي يقوم بها أحمد عيد، لتقضي على المشكلة التي تكبر يوما بعد يوم، ونقول بصريح العبارة فشل اتحاد الكرة ولجنته في حلها على الرغم من أن ذلك ليس صعباً أو مستحيلاً. مشكلة الاندية السعودية، ليست مخصصة، ولها ملاك ومساهمون ومنظمة ادارياً ومالياً ولديها موارد ضخمة تجعلها تتخطى كل أزماتها، وهي ليست شركات مساهمة كبرى، أو بنوكاً يتوافر في خزائنها على مدار الساعة السيولة المالية، جراء الأرباح لذلك لا تعاني، فالخبراء والموظفون والمستشارون والمديرون التنفيذيون يتسلمون مستحقاتهم في وقتها؛ لأنهم ببساطة من يساهم في نجاح الشركة ونمو اقتصادها مالياً، وكذلك الأندية الأوروبية والأجنبية بشكل عام، وبالذات الكبيرة لا تعاني فهي تستثمر بشكل مدروس وناجح، وتدر أرباحاً من وراء جلب النجوم، سواء ببيع القمصان، والاعلانات، أو الاستثمار المالي في أي مجال تستغل فيه شعبية النادي. الأندية مواردها شحيحة جداً وعلى الرغم من ذلك تمارس هدراً مالياً يوقعها في منطقة الخطر، فهي تعتمد على دعم أعضاء الشرف، وهذا لم يعد كالسابق، أو على رؤسائها الاثرياء الذين مع ذلك هم الأكثر عرضة للشكاوى، أو على عقود الرعاية والنقل والدعم الحكومي، وما تقدمه لهم رابطة دوري المحترفين وهذا غير كاف على الاطلاق. بعض إدارات الاندية الجديدة تتورط بديون تجاوزت ال 140 مليوناً تركتها لهم الإدارات السابقة أو تحديداً الرئيس السابق؛ لأن الأندية الكبيرة هي شخص واحد هو الرئيس، والبقية للأسف مكملو نصاب فقط، إلا من قلة، لذا من الطبيعي أن تكون هناك مشكلات وليس مشكلة وأزمات فلا نظام يحمي ويجبر الرئيس الذي ورط النادي واستقال أن يلتزم بالسداد هو اختار راحة باله وليغرق من يغرق بالديون. لم يجبر أحد رؤساء الاندية أن يورطوها بالديون لكن بعضهم أراد أن يظهر بمظهر البطل، ويكسب تعاطف الجماهير، ويستمتع بالظهور الإعلامي وحملة التغريدات المؤيدة له، وسرعان ما ينكشف سوء عمله وأخطائه العشوائية والفردية، ليقع المحترفون ضحية وعوده، ويتحاملوا على انفسهم، ويصبحون في مواقف محرجة مع أسرهم، فلا رواتب، ولا مستحقات، ولا هم يحزنون، وكل المواعيد وهم. لذا أكرر مطالبتي لمن يهمه الأمر بالتدخل العاجل جداً والاستعانة بأهل الخبرة والرأي؛ للوصول إلى حلول تنتهي بضمانات تعطي كل ذي حق حقه، وأن يكون اتحاد الكرة ولجنته أكثر شجاعة برفض أي عقد يكون بدايته ابتسامات وتحد أمام الكاميرا والفلاشات وآخره شكاوى عبر (الفيفا) وغرفة فض المنازعات. واستغرب الحل المسكن الذي ابتدعه اتحاد الكرة بجدولة المستحقات على مخصصات الاندية، وبرأيي انه حل فاشل ومرده ضعف الاتحاد وعجز لجنة الاحتراف عن حماية اللاعبين والمدربين وأي جهة لها مطالبات، وعجزها أيضاً عن ظاهرة إغراق الرؤساء الاندية بالديون، ومن ثم النجاة بورقة صغيرة تتضمن الاستقالة، من دون أدنى مسؤولية والهروب من دون حساب. هذه المشكلة ستبقى كما هي بل ستتفاقم إذ لا بارقة أمل، فمسؤولو اتحاد الكرة إن وضعوها نصب أعينهم وأدركوا أن وضعنا لدى (الفيفا) وسمعة الكرة السعودية أصبحت مخجلة، ومحاولة إخفاء خطابات الشكاوى ووضعها في الادراج لن تجدي، وليست عملية احترافية حضارية، وإذا كانت تتم بسبب ضغوط بعض رؤساء الأندية وسلطتهم التي تجاوزت الحدود الادبية، فلم هذا الضعف الواضح إذاً؟ فكل الدول اتحاداتها الأهلية الرياضية هي الأقوى، وهي صاحبة السلطة على الأندية، ولا يعنيها هذا النادي، أو ذاك، هي تعمل وفق لوائح حديثة، وقراراتها شجاعة، وثقتها بسلامة ونظامية هذه القرارات وعدم جراءة أحد على نقضها، أما هنا فبالعامية (الله يرحم الحال) كيف يرجى من الاتحاد التطوير وهو يتراجع بكل بساطة عن قرار إيقاف لاعبين في المنتخب السعودي خرجوا على الأنظمة في المعسكر، وضربوا بلوائحه عرض الحائط، وفي الأخير يتم استدعاؤهم لقائمة المنتخب وكأن الفوز بهذه المباراة ارتبط بحضورهم وليس بمجموعة منضبطة تقدر أهمية ارتداء شعار الوطن ومسوؤليته!!

مشاركة :