ارتفع إنتاج قطاع الصناعات التحويلية البريطاني في أيلول (سبتمبر) بأسرع وتيرة شهرية له منذ نيسان (أبريل) 2014 بما يشير إلى أن الاقتصاد ربما اكتسب بعض الزخم في الربع الأخير من هذا العام، في حين تراجع العجز في تجارة السلع أكثر من المتوقع. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر مكتب الإحصاءات الوطنية أن إنتاج قطاع الصناعات التحويلية زاد 0.8 في المائة في أيلول (سبتمبر) مقابل زيادة بنسبة 0.4 في المائة في آب (أغسطس)، وكان محللون اقتصاديون استطلعت آراؤهم قد توقعوا زيادة بنسبة 0.4 في المائة فقط. وأثرت الصناعات التحويلية والتجارة سلبا في التعافي الاقتصادي القوي في بريطانيا خلال العامين الأخيرين، فيما عانت الشركات العاملة في قطاع الصناعات التحويلية هذا العام ضعف الطلب من أوروبا التي تواجه أزمة الارتفاع الحاد في قيمة الجنيه الاسترليني وإن كان مسح نشرت نتائجه الأسبوع المنصرم قد أشار إلى تحسن فرص القطاع في تشرين الأول (أكتوبر). وتراجع عجز تجارة السلع في بريطانيا إلى 9.351 مليار استرليني في أيلول (سبتمبر) من 10.786 مليار في آب (أغسطس) منخفضا بذلك عن متوسط التوقعات التي جاءت في استطلاع للرأي بلغ 10.6 مليار استرليني. وعلى الرغم من التحسن، فقد أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أنه من المرجح أن تؤثر التجارة سلبا في الناتج الاقتصادي البريطاني في الربع الثالث، مشيرا إلى أن أحدث بيانات الإنتاج الصناعي لن يكون لها أثر يذكر في تقديراته لمعدل النمو الاقتصادي في الفترة من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) الذي تباطأ إلى 0.5 في المائة خلال ذلك الربع. وهبط الناتج الصناعي 0.2 في المائة خلال الشهر بعد أن زاد 0.9 في المائة في آب (أغسطس)، بينما زاد الإنتاج 1.1 في المائة على أساس سنوي انخفاضا من زيادة سنوية نسبتها 1.8 في المائة في الشهر السابق. وأظهر مسح تباطؤ النمو في قطاع البناء في بريطانيا في الشهر الماضي بعد أن سجل القطاع أسرع وتيرة نمو في ستة أشهر في أيلول (سبتمبر) الماضي لكن الزيادة التي تحققت في الأعمال الجديدة كانت الأسرع خلال عام. وهبط مؤشر "ماركت / سي. آي. بي. إس" لمديري المشتريات في قطاع البناء البريطاني إلى 58.8 في تشرين الأول (أكتوبر) بما يتوافق مع استطلاع للرأي شمل محللين اقتصاديين مقارنة بـ 59.9 في أيلول (سبتمبر). وقال تيم مور كبير الاقتصاديين لدى "ماركت / سي. آي. بي. إس" إن مسح قطاع البناء يشير إلى أن القطاع يساعد الاقتصاد على النمو في الربع الأخير من العام على نقيض الأرقام الرسمية الأولية التي أظهرت أن القطاع مثّل عائقا في الربع الثالث من العام. واستقر الجنيه الاسترليني قرب أعلى مستوى في عشرة أسابيع على أساس مرجح بالتجارة وارتفع أمام اليورو متجاهلا البيانات التي أظهرت تباطؤ النمو في قطاع البناء البريطاني حيث ركز المستثمرون على الجوانب المضيئة في المسح. وتباطأ الاقتصاد البريطاني أكثر من المتوقع في الربع الثالث بعد تسجيل أكبر هبوط في ثلاث سنوات في قطاع البناء ما عزز فرص انتهاء الفترة التي شهدت نموا اقتصاديا سريعا. وتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.5 في المائة في الربع الثالث من 0.7 في المائة في الربع الثاني مسجلا تباطؤا أكبر من التوقعات بانخفاض عند 0.6 في المائة. وسجل الاقتصاد البريطاني أكبر معدل نمو بين دول السبع الكبرى المتقدمة في العامين الماضيين واستعاد بعضا من مكاسبه التي تخلى عنها عقب الأزمة المالية في 2008 إلا أن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى تباطؤ النمو البريطاني إلى 2.5 في المائة في 2015.