قدم قائد الجيش الوطني الليبي السابق المشير خليفة حفتر، أوراق ترشحه لمنصب رئيس البلاد، أمس الثلاثاء، إلى المفوضية العليا للانتخابات في مقرها بمدينة بنغازي، وقال إنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر القادم ليس طلبا للسلطة بل لقيادة بلاده في مرحلة مصيرية نحو التقدم.وأضاف: إن هذه اللحظة التاريخية الفارقة لا يليق أن تكون مناسبة للوعود الجوفاء، ولا تصلح لدغدغة العواطف لاستجداء الأصوات؛ بل هي بالنسبة لنا لحظة وطنية صادقة لخطاب العقل والضمير والوجدان، وبناء عليه فإنني أعدكم طوال رحلتي معكم أن اصطف إلى جانبكم مدافعا عن ثوابتنا الوطنية الراسخة وفي مقدمتها وعلى رأسها وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها، فلا شيء في منهجنا سيعلو على وحدة البلاد أو سيادتها أو هيبتها أو أمنها واستقلالها.وتابع حفتر: إذا قدر لي تولي الرئاسة بإرادتكم الحرة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب، ولنا أعوان من رجال الوطن ونسائه قادرون على إنجاز ما يستجيب لأحلامكم في تحقيق النهضة والتقدم، فأنتم خير من يعلم حجم ما في بلادنا من خيرات، ومقدار ما فيها من نعم، وما تحتوي عليه من كنوز، فإذا وضعت في أيد أمينة أحسنت إدارتها وتوجيهها فإن مستقبل شعبنا وبلادنا لن يكون محل شك.وخاطب حفتر الشعب الليبي قائلا: أدعوكم لممارسة دوركم بأعلى درجات الوعي والمسؤولية، وتوجيه أصواتكم حيث يجب أن تكون، لنبدأ معا رحلة المصالحة والسلام والبناء والاستقرار، فمن المؤكد أن دوركم لن ينتهي مع غلق صناديق الاقتراع؛ بل سيبدأ مع رحلتنا المشتركة لبناء ليبيا الحرة المستقلة المزدهرة.كانت الانتخابات الرئاسية الليبية دخلت مرحلة السخونة بعد إعلان سيف الإسلام القذافي خوض سباق الانتخابات الرئاسية وسط رفض شعبي كبير من الليبيين.ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» عن الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله، قوله إن قرار القبض على سيف الإسلام القذافي لا يزال ساريا منذ 2011، وأضاف العبدالله: «لا نعلق على أي شأن سياسي ولكن الوضع القانوني لسيف أمام المحكمة لم يتغير».وأثار ترشح نجل القذافي غضب قطاع عريض من السياسيين والمواطنين الليبيين، خاصة أنه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الأسابيع الأولى من أحداث 2011 التي أسقطت نظام والده.وكانت المرة الوحيدة التي شاهده فيها الليبيون منذ القبض عليه أثناء القتال في 2011، حين ظهر عبر رابط فيديو أمام محكمة في طرابلس قضت بالحكم عليه بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم حرب.وقال المدعي العسكري الليبي، المسؤول أمام وزارة دفاع حكومة الوحدة في طرابلس، إن الوزارة كتبت لمفوضية الانتخابات تطلب وقف ترشيح القذافي الابن.وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات استقبال المزيد من المرشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا.وأكدت المفوضية أن مكتب الإدارة الانتخابية طرابلس استقبل الإثنين، كلا من المرشح أسعد محسن زهيو، والمرشح فيضان عيد حمزة، والمرشح السنوسي عبدالسلام الزوي، وأشارت إلى ارتفاع عدد المتقدمين للانتخابات الرئاسية إلى 25 مرشحا، مؤكدة أن قبول طلبات الترشح يعد قبولا مبدئيا إلى حين التحقق من بياناتهم. وبينت المفوضية أنها سوف تعلن بعد إغلاق باب الترشح القوائم المبدئية للمرشحين، وتنشر بوسائل الإعلام وموقع المفوضية الرسمي.وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إحالة بيانات 601 من المترشحين لانتخابات مجلس النواب للجهات المختصة.
مشاركة :