تقرير إخباري: تظاهرة في غزة ومطالبات بدعم الأونروا تزامنا مع انعقاد مؤتمر للمانحين في بروكسل

  • 11/16/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تظاهر عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة تزامنا مع انعقاد مؤتمر المانحين في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم (الثلاثاء)، وسط مطالبات بتوفير دعم مالي مستدام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحمايتها من الانهيار. ورفع المشاركون في التظاهرة التي نظمت بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية في القطاع قبالة مقر الأونروا غرب مدينة غزة لافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "المجتمع الدولي مطالب بالوقوف عند مسؤولياته أمام حقوق اللاجئين" و "على الدول المانحة توفير الدعم المالي للأونروا واللاجئين". وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض في كلمة باسم القوى خلال التظاهرة إن الشعب الفلسطيني يقف موحدا خلف قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها حسب القرار الأممي 194. وأضاف أن التظاهرة ليست "تسولا" من المجتمع الدولي وإنما للمطالبة بحق مسلوب منذ 73 عاما ومازال قائما ولن يسقط حق وراءه مطالب، داعيا الدول المانحة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه توفير الحقوق للاجئين الفلسطينيين عبر تقديم الدعم المستدام. وأكد العوض أن اللاجئين الفلسطينيين يحق لهم العيش بحرية وكرامة وإنسانية في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن، داعيا الدول العربية لتقديم ما عليها من التزام للأونروا حتى تواصل تقديم خدماتها. وحذر من مغبة قبول الدول العربية بأن يكون تمويل الأونروا عربيا فقط، ونقل للخدمات للدول المستضيفة والذهاب لتوطين للاجئين الفلسطينيين، مطالبا دول العالم بمغادرة مربع الصمت والوقوف إلى جانب العدالة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودعم الأونروا. ودعا العوض حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى إنهاء حالة الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية خاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين. وجرى تنظيم فعاليات شعبية متزامنة في مخيمات القطاع والخارج بدعوة من الفصائل الفلسطينية لحث الدول المشاركة على القيام بمهامها إزاء اللاجئين الفلسطينيين ومواصلة استمرارية عمل الوكالة لضمان استقرار الأمن والهدوء في المنطقة. وقال عضو اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين في غزة زاهر البنا لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن اللاجئين يتطلعون بعيون يملأها الأمل إلى مؤتمر المانحين الذي يعقد في بروكسل تحت عنوان "الحفاظ على الحقوق والتنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين". وأعرب البنا عن أمله بخروج المؤتمر بدعم مالي مستدام من جميع الدول المانحة المجتمعة في بروكسل حتى نخرج من الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا التي نتمسك بها وندعم وجودها كونها الشاهد الحي على قضية اللاجئين. وأشار البنا إلى أن الفعاليات الشعبية المطالبة بحقوق اللاجئين والمتمسكة بالوكالة الأممية مستمرة ونطمح بأن يكون مخرجات إيجابية من المؤتمر يلبي تطلعات اللاجئين من أجل نجاح الخدمات المقدمة لهم في مناطق تواجدهم في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا. وينطلق في هذه الساعة المؤتمر الدولي لدعم الوكالة الأممية في العاصمة البلجيكية بروكسل برئاسة مشتركة من الأردن والسويد، بمشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة الأمريكية. وقال سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي عبد الرحيم الفرا، لإذاعة (صوت فلسطين)، إن الاجتماع الذي يبحث المشاكل التي تعاني منها الأونروا خاصة المالية يشارك فيه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يلقي كلمة فيه باسم الرئيس محمود عباس. وذكر أن الاجتماع يستمر عقده عدة ساعات في بروكسل اليوم بحضور وزراء خارجية أوروبيين وعرب ونواب وزراء من معظم أنحاء العالم ووفود رسمية من الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى. وتابع الفرا أن المسؤولين في أونروا سيعرضون خلال الاجتماع رؤية كاملة عن كافة المشاكل التي تعاني منها الوكالة وخطة تنموية للأعوام القادمة لإيجاد حل لجميع المشاكل، لافتا إلى أن الوفد الفلسطيني سيضغط باتجاه مطالبة المجتمع الدولي لدعم الوكالة ماليا وقانونيا. وأكد أهمية عقد الاجتماع وتوقيته في ظل محاولات إسرائيلية "لمحاربة" الوكالة وإنهاء عملها، داعيا دول العالم لتقديم كل الدعم الممكن للوكالة لكي تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين. وحذر مسؤولون في الوكالة الأممية على مدار الأيام الماضية من أن العجز المالي الذي تعاني منه الأونروا قد يؤثر على دفع رواتب العاملين فيها خلال الأشهر المقبلة، مشيرين إلى أن العجز وصل إلى حوالي 100 مليون دولار. وأكد المسؤولون في تصريحات منفصلة أن الآمال ما زالت معقودة على اجتماع بروكسل للارتقاء بمستوى الدعم ورسم آليات تمويلية مستدامة طويلة الأمد وسد العجز المالي والإبقاء على الخدمات الأساسية التعليمية والصحية وتوزيع المواد الغذائية للاجئين الفلسطينيين في سوريا والأراضي الفلسطينية. وفي السياق ذاته، أكدت حركة حماس في بيان ضرورة ضمان التوصل إلى مخرجات إيجابية في الاجتماع تضمن رؤية واستراتيجية عمل تحقق الاستدامة وتشكل حماية للمؤسسة الدولية في مواجهة محاولات تقويضها وتعطيل خدماتها. وقال البيان إن الحركة تنظر بأهمية بالغة للمؤتمر في حشد الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين بما يتناسب مع الزيادة المضطردة في عددهم، والتطوير المطلوب لهذه الخدمات، ومواجهة أزمة التمويل التي تمرّ بها كل عام. واعتبر البيان أن أزمة التمويل التي تمر بها الوكالة "خطيرة" وتحولها إلى هدف ثابت للسياسة الإسرائيلية وتخرجها عن دورها وتفويضها على طريق محاولات شطب ملف اللاجئين الفلسطينيين، باعتباره جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وشدد على أن بقاء الأونروا وحماية تفويضها واجب المجتمع الدولي الذي كان طرفا أساسيا في خلق المشكلة، وأن استمرار عملها حسب التفويض الممنوح لها عامل أساسي في الاستقرار والتنمية في الإقليم وخارجه. ودعا البيان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الاتحاد الإفريقي وأصدقاء الشعب الفلسطيني إلى المساهمة في تشكيل حاضنة للأونروا ودعم دورها وأهمية وجودها. من جهتها، أطلقت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) نداء للمجتمع بضرورة التحرك ودعم الوكالة لتحقيق تطلعات اللاجئين الفلسطينيين بإنهاء معاناتهم بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ويضمن لهم احترام حقوقهم المكفولة بالعودة والتعويض عملا بالقرار الأممي 194. وأعربت الهيئة في بيان عن قلقها من تحذيرات الأونروا من معاناتها من عجز مالي ما يجعلها على وشك الانهيار، معتبرة أن الأزمة ستنعكس سلبا على ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون في إشباع حقوقهم على الخدمات التي تقدمها المنظمة الدولية. وحذر البيان من أن الأزمة المالية ستزيد من الضغوط على حياة اللاجئين البائسة أصلاً، مؤكدةً على ضرورة التحرك السريع لدعم ميزانية الأونروا لضمان استمرار قيامها بمسؤولياتها تجاه اللاجئين، بما يعزز الكرامة الإنسانية والأمن والاستقرار بالمنطقة. يأتي ذلك فيما احتج عشرات الموظفين في الوكالة بمدينة غزة اليوم قبالة المقر الرئيسي للأونروا غرب المدينة بدعوة من اتحاد الموظفين فيها، رفضا لتقليص خدماتها بسبب أزماتها المالية من خلال تعليق الدوام جزئيا في كافة مدارس الأونروا. وقال رئيس الاتحاد أمير المسحال خلال مؤتمر صحفي إن الفعالية تأتي انسجاما مع مناطق اللاجئين الخمسة غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن للمطالبة بالحفاظ على الوكالة الأممية واستمرار ديمويتها حتى حق العودة وتقرير المصير. واعتبر المسحال أن حقوق الموظفين "خط أحمر لا يمكن السكوت عنها أو تمريرها تحت أي ذريعة، داعيا الوكالة الأممية للبحث عن طرق أخرى لحل الأزمة دون المساس بالموظفين وحقوقهم المكتسبة والاعتداء عليها من خلال التهديد اليومي لمصدر رزقهم مما خلق بيئة غير آمنة وغير مستقرة" للموظفين أثرت سلبا على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين. وتأسست أونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في العام 1949 وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.6 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن. وتشتمل خدمات أونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

مشاركة :