عُمان تحتفل بالعيد الوطني الـ51 للنهضة بالعزم على صون مكتسبات النهضة المتجددة وولاء راسخ لقائد المسيرة المظفرة

  • 11/18/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

◄ صدور النظام الأساسي للدولة يصون الوطن ويرسخ آلية مُستقرة لانتقال الحكم في عُمان ◄ "اللجنة العليا" اتخذت قرارات "وسطية" للتعامل مع جائحة كورونا وحماية المجتمع ◄ السيد ذي يزن يؤكد مواصلة الجهود لاحتضان ومواهب وإبداعات الشباب ◄ جلالة السلطان يولي ملف الباحثين عن عمل أولوية كبرى ◄ السيدة الجليلة تثمن دور المرأة العمانية في دعم تقدم المجتمع وازدهاره ◄ عُمان تنعم بلحمة وطنية تتجلى في الحالات الاستثنائية.. و"شاهين" خير شاهد ◄ الاهتمام بقطاع التعليم على "سلم الأولويات الوطنية".. وتوفير بيئة محفزة للبحث العلمي والابتكار ◄ "التوازن المالي" يستهدف ضمان الاستدامة المالية بالتوازي مع تطوير منظومة الحماية الاجتماعية ◄ استهداف متوسط نمو سنوي للناتج المحلي يصل إلى 3.2% ◄ تنفيذ برنامج تنمية المحافظات عبر 28 برنامجًا استراتيجيًّا ◄ الإجراءات المالية حققت نتائج إيجابية مع نمو الإيرادات 22.6% وتراجع العجز 58% ◄ بيئة مشجعة للاستثمار في السلطنة بفضل الحوافز والتسهيلات المتعددة ◄ عُمان تواصل الإسهام الفاعل في حفظ السلم والأمن الدوليين ◄ السلطنة أيدت نتائج "قمة العُلا" وعدالة قضية فلسطين ومطالب شعبها ◄ تأييد الجهود الرامية للتوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية ◄ عُمان تدين باستمرار الإرهاب بأشكاله كافةً ◄ اختيار السعودية لتكون الوجهة الخارجية الأولى لجلالة السلطان يحمل دلالات عميقة مسقط- العمانية تحتفل السلطنة اليوم الخميس، بذكرى 18 نوفمبر، العيد الوطني الـ51 للنهضة، وأبناؤها الكرام متسلّحون بالإرادة والعزيمة والثبات للمحافظة على مُكتسبات ومُنجزات النهضة المباركة المتجدّدة وصونها، بولاء راسخ لقائد مسيرتها المظفرة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- الذي أكد منذ تولّيه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، على سعيه لرفعة هذا البلد وإعلاء شأنه والارتقاء به إلى حياة أفضل. إن دعوة جلالته- أعزّه الله- أبناء هذه الأرض الطيبة إلى المشاركة الفاعلة وتقديم "كل ما يُسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء" يعدّ مبدأً من مبادئ نهضة عُمان المتجددة وعهدها السعيد للوصول إلى "الغاية الوطنية العظمى"، كي "تظل عُمان الغاية الأسمى في كل ما نقدم عليه وكل ما نسعى لتحقيقه" وهو ما ظهرت ملامحه على أرض الواقع من تحديث في التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل في مختلف المجالات. وشهدت السلطنة بقيادة جلالته- أبقاه الله- عددًا من الإنجازات على مختلف الصّعد منها صدور النظام الأساسي للدولة؛ ليكون ركنًا أساسًا لمواصلة الجهود وصياغة مستقبل أفضل لعُمان والعمانيين، وقاعدة رصينة لنهضتهم المتجددة، ويضم 98 مادة "داعمة لمؤسسات الدولة ويصون الوطن ويحافظ على أرضه ووحدته ونسيجه الاجتماعي وحمايةً لمقوِّماته الحضارية ويعزز الحقوق والواجبات والحريات العامة" ويرسخ آلية مستقرة لانتقال الحكم. العمل الشوري والديمقراطي واستأثرت عُمان بتجربة خاصة بها في العمل الشوري والديمقراطي، قام بنيانه "على أسس ثابتة من واقع الحياة العُمانية" ومرّ بعدة مراحل وصولا إلى مجلس عُمان بغرفتيه الدولة والشورى، وشهدت كل مرحلة من مراحله لبنات مختلفة من الأنظمة والقوانين حتى غدت سِمة بهدف ترسيخ منهج الشورى "بما يلبّي مصلحة الوطن ويستجيب لتطلعات المواطنين"، وفي هذا الصدد أصدر جلالةُ السُّلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- مرسومًا سُلطانيًّا بشأن قانون مجلس عُمان حوى 78 مادة منظّمة لعمل مجلسي الدولة والشورى. وأوجد فيروس كورونا تبعات مختلفة في كل دول العالم سيما في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، وعملت سلطنة عُمان ممثلة في اللجنة العُليا على اتخاذ قرارات "وسطية" راعت فيه هذين الجانبين، وإجراءات احترازية ضمنت بشكل كبير سلامة المواطنين والمقيمين، إضافة إلى التعاون والاستجابة المجتمعية وتوفير لقاحات معتمدة دوليًّا مضادة للفيروس أدت إلى تحسّن مؤشرات الوضع الوبائي في سلطنة عُمان بلغت 98.5 بالمائة. كما أولت الحكومة اهتمامًا بالآثار الاقتصادية التي أوجدتها الجائحة من خلال لجنة مُعالجة الآثار الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا (كوفيد-19)؛ حيث اتخذت قرارات هدفت إلى التخفيف من آثار وتداعيات الجائحة على المؤسسات والشركات بمختلف مستوياتها. رعاية الشباب إن تخصيص سلطنة عُمان يومًا للشباب الذي يوافق 26 من أكتوبر سنويًّا يعكس اهتمام وحرص الحكومة بقيادة جلالةِ السُّلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- بهذه الفئة وإيمانًا منه بدورهم في التنمية؛ حيث أكد- أعزّه الله- خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في أكتوبر الماضي "على أهمية إيجاد آليات وقنوات اتصال معهم لإيضاح الجهود المبذولة كافة لتلبية متطلبات مسيرة التنمية في مختلف القطاعات". ولفت صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد في كلمة له خلال رعايته احتفال سلطنة عُمان بيوم الشباب العُماني في أكتوبر الماضي إلى أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب دشّنت البوابة الذكية التي زُوّدت بأحدثِ الإمكاناتِ التقنيةِ لتصبحَ الوجهةَ الأولى للموهوبين والفنانين في شتى القطاعات بهدف احتضان مواهب وإبداعاتِ الشباب. وانعكاسًا للاهتمام السامي لجلالته بهذه الفئة وترجمةً للحرص المتواصل الذي يوليه لملف تشغيل الشباب العماني ودعم أصحاب الأعمال العاملين لحسابهم الخاص، فقد تم إطلاق مجموعة جديدة من المبادرات التشغيليّة في شهر مايو الماضي. كما إن ترؤس جلالته- أعزّه الله- اجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل في 5 يوليو الماضي؛ يحمل دلالة عميقة على أن هذا الملف يُعدّ من أهم الأولويات الوطنيّة؛ حيث بارك- أعزّه الله- خلال ترؤسه مجلس الوزراء في 15 يونيو الماضي هذا البرنامج الذي يهدف إلى "إيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف في كافة قطاعات الدولة وشركات القطاع الخاص وتحليل البيانات الخاصة بالباحثين عن عمل حتى دخولهم إلى سوق العمل". وتُمثل المرأة العُمانية ركنًا مهمًّا في نهضة سلطنة عُمان المتجدّدة وقد أكد جلالةُ السُّلطان المعظم- أيّده الله- على حرصه على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها وهو من "الثوابت الوطنية". وأشارت السّيدةُ الجليلةُ حرمُ جلالةِ السُّلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- في كلمة بمناسبة يوم المرأة العالمي في مارس الماضي إلى الجهود العظيمة التي تقوم بها المرأة في "عُمان، وفي كافة دول العالم في بناء وتنمية ودعم أسرهن ومجتمعاتهن، والإسهامات الفاعلة والمؤثرة في القضايا الإنسانية والعالمية". واحتفاءً بيومها السنوي أصدر صاحبُ السّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب قرارًا وزاريًّا بإشهارِ نادي المرأة العُمانيّة للرياضة والإبداع الثقافي، ترجمةً للأسس التي تتبنّاها سلطنة عُمان في مجال تمكين المرأة في شتّى المجالات التنمويّة وتحفيزًا لدورها في المجالات الرياضيّة والثقافيّة.  اللحمة الوطنية لقد حبا اللهُ هذه الأرض الطيبة وأبناءها المخلصين نِعمًا شتّى من بينها التآخي والتآزر والتلاحم وظهر ذلك جليًّا من خلال اللحمة الوطنية المساندة للجهود التي بذلتها حكومةُ جلالةِ السُّلطان المعظم ممثلة في اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة للتعامل مع الآثار الناجمة عن الحالة المدارية "شاهين" في أكتوبر الماضي بالإضافة إلى الاستجابة السريعة من عاهل البلاد المفدى- أعزّه الله- الذي أمر بتشكيل لجنة وزارية لتقييم الأضرار التي تعرضت لها منازل المواطنين وممتلكاتهم المختلفة بهدف توفير جميع أشكال الدعم والمساعدة اللازمة للتخفيف من حِدة التأثيرات. إن الأمم لا تقوم نهضتها إلا بالعِلم وهو مبدأ آمن به العمانيون منذ انطلاق نهضتهم المباركة قبل 51 عامًا؛ حيث أكد قائد نهضة عُمان المتجدّدة حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أنَّ الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف مستوياته سيكون في "سُلم الأولويات الوطنية" من خلال توفير البيئة الداعمة والمحفّزة للبحث العلمي والابتكار وهو ما نلمسه من تخصيص وزارة معنية بالتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بفروعها في محافظات سلطنة عُمان وصدور نظامها في يونيو الماضي، إضافة إلى ما أقره مجلس الوزراء في الشهر ذاته بإنشاء فرع من الجامعة بمحافظة مسندم، وإنشاء كلية الدقم في سبتمبر الماضي ومقرها محافظة الوسطى، كما إنه المؤمل من الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040 التي تتواكب مع رؤية "عُمان 2040". والتوجيهات السامية القاضية ببناء 6 مدارس بتكلفة مالية تقديرية تبلغ حوالي 8 ملايين و850 ألف ريال عماني ستضاف إلى صروح العلم البالغ عددها 2430 مدرسة و11 جامعة حكومية وخاصة و18 كلية خاصة ستمكن أبناء وبنات سلطنة عُمان من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة. وتواصل سلطنة عُمان في نهضتها المتجدّدة اهتمامها البالغ بكل ما يتعلق بالمحافظة على البيئة على المستويين المحلي والعالمي حيث أصدر جلالةُ السُّلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- مرسومًا سلطانيًّا في أغسطس الماضي بإنشاء محمية خور خرفوت الأثري بمحافظة ظفار لتضاف إلى المحميات الأخرى المتنوعة في سلطنة عُمان ليصبح عددها 21 محمية. التوازن المالي لقد أثّر انخفاض وتذبذب أسعار النفط والإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا المستجد على اقتصادات معظم دول العالم، وسلطنة عُمان ليست بمعزل عن هذه الآثار التي دفعتها إلى اتخاذ إجراءات وتدابير لمواجهتها من خلال خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020- 2023)؛ حيث ترأس جلالتُه- أعزّه الله- في أبريل الماضي اجتماع اللجنة الرئيسة للبرنامج الوطني للتوازن المالي بهدف متابعة تنفيذ البرنامج في عامه الثاني لخفض الدّين العام وضمان الاستدامة المالية، مباركًا- أيّده الله- المبادرات لتطوير منظومة الحماية الاجتماعية في إطار متابعته- أعزّه الله- الأوضاع المعيشية للمواطنين بما يضمن لهم استمرار مستوی العيش الكريم اللائق والتخفيف من تأثيرات هذه المرحلة التي تشهد تحديات مختلفة. وفي ظل هذه الأوضاع انطلقت الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) هذا العام وهي الخطّة التّنفيذية الأولى للرّؤية المستقبليّة "عُمان 2040" التي ترتكز على 4 محاور رئيسة تتفرع منها 14 أولويّة وطنيّة و88 هدفًا استراتيجيًّا و68 مؤشّرًا لقياس الأداء. وتستهدف الخطة متوسط معدل نموّ سنويّ يقارب 3.2 بالمائة في الناتج المحلي للأنشطة غير النفطية من خلال التّركيز على قطاعات اقتصاديّة واعدة مثل الصّناعات التحويليّة ذات المحتوى التّكنولوجي المرتفع والزراعة والثروة السمكيّة والاستزراع السّمكي والتّصنيع الزّراعي والغذائي والنقل والتخزين واللّوجستيات. وسيعمل مشروع برنامج تنمية المحافظات الذي جاء تنفيذًا للتوجيهات السّامية على تخصيص مبلغ 10 ملايين لكل محافظة خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة (2021 -2025م) بواقع مليوني ريال عُماني لكل عام لتنمية الجانب الاقتصادي للمحافظات من خلال 28 برنامجًا استراتيجيًّا ستُسهم في تحقيق أهداف الخطة ورؤية عُمان 2040. التحفيز الاقتصادي وترتكز خطة التحفيز الاقتصادي التي اعتمدها مجلس الوزراء في مارس الماضي على خمسة محاور رئيسة تتمثل في "حوافز متعلقة بالضرائب والرسوم وحوافز محسّنة لبيئة الأعمال والاستثمار وحوافز لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحوافز لسوق العمل والتشغيل وحوافز مصرفية تهدف إلى دعم الجهود المبذولة للتخفيف من آثار تداعيات أزمة كوفيد-19 على الاقتصاد الوطني. ولقد أظهرت هذه الإجراءات المالية وعلى رأسها خطة التوازن المالي متوسطة المدى نتائج إيجابية؛ حيث سجلت سلطنة عُمان ارتفاعًا في إجمالي الإيرادات بنسبة 22.6 بالمائة وانخفاضا في العجز بنسبة 58 بالمائة حتى نهاية سبتمبر الماضي. وتوقع صندوق النقد الدولي في سبتمبر الماضي من خلال تقريره وفقًا للمادة الرابعة من اتفاقية تأسيسه، تعافيَ الأنشطة الاقتصادية في سلطنة عُمان وتحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بحوالي 2.5 بالمائة في هذا العام و4.2 بالمائة في عام 2023. وأشاد الصندوق بالإجراءات التي اتخذتها سلطنة عُمان للتعامل مع جائحة كورونا وسياسات الضبط المالي وتعزيز بيئة الأعمال ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة. كما أسهمت الإجراءات التي اتخذتها سلطنة عُمان في تعديل التصنيف الائتماني في عدد من الوكالات ومن بينها وكالة "موديز"؛ حيث عدلت نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من سلبية إلى مستقرة في أكتوبر الماضي مع التأكيد على التصنيف عند Ba3، وتوقعت انخفاض معدّل الدّيْن العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 80 بالمائة في 2020 إلى 60 بالمائة في 2024 وانخفاض الاحتياجات التمويلية الحكومية سنويا إلى الناتج المحلي الإجمالي من 22 بالمائة في 2020 إلى 10 بالمائة. وعدلت وكالة "ستاندر آند بورز" نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من مستقرة إلى إيجابية. وأوضحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في شهر مايو الماضي أن الخطة المالية أسهمت في تعزيز آفاق تحسن المركز المالي لسلطنة عُمان وتوقعت "أن يتراجع عجز الميزانية العامة إلى 6.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي، وأن يرتفع النمو الاقتصادي لسلطنة عُمان بنحو 3.3 بالمائة العام المقبل". تشجيع الاستثمار لقد أوجدت حكومة السلطنة بقيادة جلالةِ السُّلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- بيئة مشجّعة للاستثمار من خلال تهيئة التشريعات والنظم والموانئ والمناطق الحرة واللوجستية يدعمها موقع استراتيجي فريد يتوسط الأسواق التجارية العالمية واستقرار سياسي وأمني. وأثبتت المتغيرات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي خلال عهد النهضة المتجدّدة أن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان ثابتة من خلال سعيها إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والإسهام الفاعل والحقيقي في حفظ السِّلم والأمن الدوليين والدعوة إلى تغليب المصلحة العامة عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها مصالحها وهو ما أكدت عليه سلطنة عُمان أمام الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي. كما ظهر سعي سلطنة عُمان الدؤوب إلى الإسهام في خدمة قضايا السلام من خلال عدد من القضايا مثل تأييدها التطورات الإيجابية التي نتجت عن قمة العُلا التي عُقدت بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ونجاحِ جهودِ المصالحة التي قادتها دولة الكويت الشقيقة وتأكيدها المتواصل في المحافل الدولية على عدالة القضية الفلسطينية ومطالبِ الشعب الفلسطيني، ومساعيها مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوثين الأممي والأمريكي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية للتوصل إلى تسويةٍ سياسيةٍ شاملة للأزمةِ القائمة في اليمن، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، وإدانتها المستمرة للإرهاب بأشكاله كافة. وأخذت سلطنة عُمان بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على عاتقها الالتزام بالصدق والموضوعية في مواقفها السياسية المختلفة مدعومة بالقيم والمبادئ العُمانية الرصينة بنهج متوازن وبنّاء. العلاقات مع السعودية ولا شك أن "زيارة الدولة" التي قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة في يوليو الماضي ولقاءه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملكَ المملكة العربية السعودية، لها دلالات عميقة على قوة ما يربط البلدين والشعبين الشقيقين سيما وأنها أول زيارة يقوم بها عاهل البلاد المفدى- أيّده الله- إلى خارج سلطنة عُمان منذ توليه مقاليد الحكم، وقد تُوّجت بتأسيس المجلس التنسيقي السعودي العماني وفتحت آفاقًا أرحب وأوسع بين البلدين الشقيقين للتعاون في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية. قوات السلطان المسلحة لقد حظيت قُوات السُّلطان المسلحة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى باهتمام من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- شملت جميع النواحي لدورها الملموس والماثل للعيان في "حماية هذا الوطن العزيز، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته". وختامًا.. إن "الأعياد الوطنية للأمم رمزٌ وعزّةٌ وكرامةٌ ووقفة تأمّل وأمل للماضي والمستقبل"، ومؤسّس عُمان الحديثة ونهضتها المباركة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- سيظل في وجدان كل عُماني وعُمانية الذين ما زالت ألسنتهم تلهج له بالدعاء وفاءً وعرفانًا لما بذله من صنيعٍ حسنٍ لهذه الأرض الطيبة وأبنائها المخلصين على مدى 50 عامًا.

مشاركة :