لا يزال «حزب الله» يكبل الأداء الحكومي اتساقا مع سيطرته على مقاليد الدولة اللبنانية، لصالح إيران ومشروع ولاية الفقيه، فها هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يستطيع دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع منذ أحداث الطيونة ـ عين الرمانة.الرئيس العاجز عن دعوة حكومته إلى الاجتماع، كيف بإمكانه إيجاد حل للأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إذا كانت بوابة المعالجة هي وضع حد لـ«حزب الله»؟ويجزم المحلل السياسي أسعد بشارة في تصريح لـ (اليوم)، بأن «هيمنة حزب الله على لبنان وقراره أصبحت واضحة ولا لبس فيها»، لافتا إلى أن «الحزب هو الذي يعين بشكل مباشر أو غير مباشر أركان التركيبة الحاكمة من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة إلى السيطرة على مجلس النواب، وبالتالي فهو يمسك بالقرار اللبناني ويجيره لصالح إيران».ويوضح أن «الكلام الذي صدر عن المملكة العربية السعودية بأن الأزمة مع لبنان ليست مع لبنان وهي مع حزب الله هو كلام صحيح، لأنه يجب الفصل الصحيح بين لبنان كدولة وكأغلبية شعبية، وما بين من يمسك بقراره ويجيره لمصلحة إيران».وقال: «لا أتوقع أن يتراجع حزب الله عن هذا الأمر على الإطلاق، لأن هذه الورقة هي ورقة ثمينة بيد إيران، وهي تطرحها على طاولة مفاوضاتها في فيينا وفي أي مفاوضات إقليمية وتجيرها على حساب لبنان ومصلحته، وآخر ما كبدته الوصاية الإيرانية للبنان هو الانتكاسة الكبرى التي أصابت العلاقة مع الدول الخليجية وتحديدا السعودية، فمن الطبيعي أن تتخذ هذه الدول هكذا قرارات بحق لبنان بعدما وجدت أن لبنان تحول إلى منصة لإيران لتدريب الحوثيين في اليمن، ولإرسال المخدرات إلى السوق السعودية وهي جريمة ضد الإنسانية».ويضيف بشارة: «لكي نتحدث عن التخبط الحاصل في الحكومة اللبنانية يجب أن نتحدث عن وجود حكومة لبنانية فعلية أساسا، عندما فشل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جمع حكومته بعد أحداث الطيونة وما قام به حزب الله في ملف المرفأ، إنما هو يقول بنفسه عن نفسه بأنه لا يترأس حكومة لبنانية، بل يترأس حكومة لمصلحة إيران في لبنان وهو أمر مفروغ منه، وهو حتى اليوم يستمر في تدوير الزوايا، علما بأن المرحلة لا تحمل تدويرا للزوايا أو شراء للوقت»، مشيرا إلى أن «رئيس الجمهورية ورئيس حكومة يعجزان عن جمع حكومة خلافا لإرادة حزب الله، هذا وحده يختصر كل الصورة، بالتالي علينا أن نتحدث ماذا يقرر نصر الله في لبنان، أو ماذا يصرح عون أو ميقاتي، من هنا نعلم من يتحكم بلبنان».
مشاركة :