باتَ أربعةُ ملايين شاب وشابة سعوديين (إحصاء عام 1431هـ) في حيرة من أمرهم، فلا الإعلام أطلق قناة فضائية مخصصة لـهم، أسوة ببقية الفئات الاجتماعية، وباتُوا أيضا يواجهون لغة لَمْ تأخذ طابع التكامل الصياغي، ويعيشون بين فكيْ أكثر من كمّاشة، وتتنازعُهم أكثر من جهة حكومية، وأصبح الحديث عنهم في وسائل الإعلام، وفي المنتديات الثقافية والاجتماعية يحمل نوعا من التحدي، وَقد وصَفَهم الأكاديميُّ السعوديُّ المعروف د. صالح بن سبعان بأنـهم" يعانون من ظُلْم كبير، تسببت فيه العاداتُ والتقاليدُ، وساعدتْـها النُّظُم" (صحيفة اليوم، 19 شعبان 1434هــ، ص 14) فيما وصَفَ مشكلاتـهم بأنـها " لا تؤخذُ بالجديّة التي تتناسبُ مع حجمهم في المجتمع" ورأى أن الشاب السعودي " محرومٌ من أبسط حقوق الشباب" وطرحَ بعد ذلك ثلاثة أسئلة الأوّل:" لماذا لا توجدُ دُور للسينما ؟" والثانـي: "أين المسارح الثابتة والمتحركة؟" والثالث والأخير:" أين المكتبات العامة الثابتة والمتحركة ؟" وما طرحه الدكتور السبعان من عوامل جذْب محروم منها الشباب، تجعل الأرض تضيقُ عليهم بما رَحُبت، يحاصرهم سوء المصير، وينتظرهم اليأس، والحسرة، وموْتُ الإحساس الجمعي. ودخل على الخط نفْسِه الكاتبُ المعروف عبد الله القرنـي في تشخيص آخر لمشكلات الشباب بقوله:" ضاع دمُ الشباب، ولـنْ يعرف مَنْ الذي أراقَـه" فـي إشارة إلـى توزع مسؤولياتــهم بين أكثر من جهة حكومية: رعاية الشباب، ووِزارة الشؤون الاجتماعية، ووِزارة الشؤون البلدية والقروية، ووِزارة التربية والتعليم، وطالَب بـ" وجود وِزارة حقيقية تـهتم بـهم، وباتجاهاتـهم، وبمواهبهم، وتوجه طاقاتـهم" كما تمنى مشاهدَة" عقول الشباب تُنَمّى، وأفكارهم تنفذُ، وطاقاتـهم تصرفُ في أماكنها" والعودة إلـى قضية وزارة للشباب تفرض نفسها، أما الصمتُ فذاك هو الخطأُ الأكبر بعينه، ويرتفع في النهاية إلـى مستوى الخطر . صوتان ينبغي أنْ يُسْمعا، لقد أصيب الشباب بالإرهاق جراء غياب حاجاتـهم الضرورية، ولو قُدِّرَ للأطباء فحصُها بالأشعة، فسيجدون أنّ كل أعضائـهم مصابةٌ بالوَهَن، في زمن تعلو فيه التفاهات على جوْهر الأشياء. الخلاصة: الـمَخْرَجُ الوحيد من الأزمة وِزارة للشباب، يأخذ الشباب والشابات منها نصيبهم، ويصححون أوضاعهم، ولا تراق دماؤهم بين أكثر من جهة، ولا يصيبهم ظلمُ ذوي القربـى. BADR8440@YAHOO.COM للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :