تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإشراف معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن رئيس اللجنة العليا المنظمة، انطلق أمس الخميس مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي، وتستمر فعالياته حتى 1 أبريل 2022. وشهد إقبالاً واسعاً من مختلف الجنسيات التي عبّرت عن انبهارها ببرامجه المتنوعة، والتي تشتمل على أكثر من 4500 فعالية عالمية. في فضاء ممتد على مرمى البصر، حيث تتعانق ألوان علم الإمارات، وترفرف خفاقة شامخة، فوق أسوار تحرس حضارات وقصصاً إنسانية تُروى يومياً، انطلق مهرجان الشيخ زايد بنسخته الجديدة، حاملاً معه فيضاً من الفعاليات والأنشطة المميزة بما يليق بزواره من داخل الدولة وخارجها. وهو بكل ما يقدمه من أجندة شاملة تلفت الأنظار وتستدعي الاهتمام، يشكل علامة فارقة في عالم المهرجانات ذات الصبغة الإنسانية والثقافية والاجتماعية، ويرسخ مكانته ملتقى للحضارات والثقافات. إقبال كبير شهده مهرجان الشيخ زايد في يومه الأول، وزوار من مختلف الأعمار توافدوا إلى ساحته في جولات استكشافية بين ثقافات وحضارات العالم عبر أجنحة الدول المشاركة، والتي تنوعت إسهاماتها بين تقديم عروض حيّة من حرفها الشعبية وفنونها الفلكلورية وجوانب من ثقافاتها المختلفة. ونال الإرث الأصيل من العادات والتقاليد الإماراتية اهتماماً بالغاً، لما يحمله من رسائل تثقيفية تهدف إلى صون التراث والاعتزاز به، في تأكيد على أن الإمارات ملتقى الشعوب والحضارات، وأن رسالتها إلى العالم هي المحبة والسلام والتسامح. فعاليات مهرجان الشيخ زايد تجتمع تحت مظلته مختلف الشعوب بتناغم قلّ نظيره في العالم، ويأتي في صدارة أبرز الفعاليات الثقافية التي تنظمها الإمارات سنوياً، حيث تجد مختلف فئات المجتمع ما يرتقي بطموحاتها، وتتعرف عن قرب على العادات والتقاليد الإماراتية، وجوانب مختلفة من تراث الشعوب. ويسهم المهرجان في تعزيز مكانة أبوظبي وجهة رائدة، نظراً لحجم المشاركات الإقليمية والعالمية التي يتميز بها. تتلون ساحات مهرجان الشيخ زايد في دورته الحالية بألوان مبهجة تعكس مدى التنوع والثراء في محتواه وغناه، ضمن تصميم مبتكر يجعله ساحة نابضة بالحياة. ويشهد تنوعاً كبيراً في الفعاليات. ويضم 21 حياً شعبياً عالمياً، ومسارح وعروضاً فلكلورية، بمشاركة أكثر من 22.500 ألف مشارك وعارض من حول العالم، ويتضمن أكثر من 650 عرضاً وفعالية جماهيرية، وأكثر من 130 ورشة عمل للأطفال تُنمي مواهبهم، وسط إجراءات احترازية وقائية دقيقة بالتعاون مع الجهات المسؤولة. من أجواء مهرجان الشيخ زايد وسط تفاعل جماهيري لافت (تصوير عادل النعيمي) من أجواء مهرجان الشيخ زايد وسط تفاعل جماهيري لافت (تصوير عادل النعيمي) تجربة مميزة أحياء وأجنحة تنبض بالحياة، وتجربة مميزة يوفرها المهرجان في مختلف الأحياء الشعبية للدول المشاركة، ويجد كل زائر ما يناسب ذوقه ويعكس تطلعاته من ثقافات الشعوب، وطيفاً واسعاً من مختلف الفنون الشعبية والأهازيج الفلكلورية الخليجية والعربية والعالمية، ما يجعل الزوار يحرصون على زيارة المهرجان يومياً للاستمتاع بما تعرضه الأجنحة من فعاليات وورش ترفيهية وتثقيفية. وكثيرة هي المفاجآت التشويقية التي يتضمنها المهرجان في دورته الحالية، ليحقق تجربة مختلفة للجمهور منها جناح «بيت الرعب» الذي يضم العديد من الغرف المظلمة. النافورة تشكل «نافورة الإمارات» أيقونة المهرجان، وتستقطب الزوار للاستمتاع بعروضها الآسرة التي ترسم لوحات فنية تجمع بين الصورة والموسيقى. وذكرت اللجنة المنظمة أن المهرجان يتضمن فعاليات ضخمة وبرامج ترفيهية وتفاعلية شيقة وحصرية. وتُعد «نافورة الإمارات» الأولى من نوعها وتقدم عروضاً عالمية كل 45 دقيقة، بدءاً من الساعة 4:00 عصراً. وتدمج بين العروض المرئية والليزر والماء والنار على أنغام موسيقية متنوعة، فضلاً عن مسيرة الحضارات التي تشتمل على فرق فلكلورية عالمية تجوب الساحات بأهازيج تراثية شعبية من مختلف أنحاء العالم. وكذلك مسرح الأطفال الترفيهي الذي يجمع بين المرح والثقافة مع السيرك والعروض الضوئية والليزر والحكواتي وعرض الأميرة والأبطال وسواها. ومن الأجنحة الجديدة التي تشكل نقطة جذب للجمهور من الأطفال والشباب، جناح الفرسان، الذي يشارك لأول مرة. ويتضمن منطقة التزلج العائلية ومسرح الأطفال والأنشطة التفاعلية التثقيفية، وفيه فعاليات رياضية ترفيهية ممتعة مليئة بالحماس تناسب مختلف الفئات العمرية، من الكارتينج والفروسية والرماية والسهم والقوس ورياضة القفز على الحبال للأطفال وحبل الانزلاق، وتجربة القيادة الافتراضية للسيارات والطائرات وجدار التسلق، والكثير من الرياضات المشوقة. أسواق وأحياء باقة ثرية من الفعاليات التي تعكس الموروث الثقافي الإماراتي، يخصصها المهرجان ضمن أجنحته ومعارضه وأحيائه الشعبية، بينها الحي التراثي الإماراتي بأجوائه التي تعكس الحياة الإماراتية قديماً. ويضم فعاليات وأسواقاً شعبية وعروضاً حية عن الحرف الإماراتية، بحيث يعمل المهرجان على تعزيز ثقافة صون التراث الإماراتي والاعتزاز به، عبر أنشطة تحث النشء على التمسك بالتراث وبتفاصيل الحياة الإماراتية التي عاشها الأجداد. ويضم «سوق الوثبة» منتجات وحرف تراثية ضمن أجواء تقرّب الزوار من النمط القديم، من أكلات شعبية وحرف تراثية وملابس تقليدية، وبخور وعطور وحلي تشرف عليها مجموعة من الحرفيات في ورش مفتوحة. ويمكن للزوار تعلّم حرفة ما، وتظهر هذه الحرف دور المرأة الإماراتية قديماً، وكيف أسهمت في رفعة بلادها وكافحت مع الرجل في تأمين وسائل العيش. كما تظهر مدى قدرتها على الإبداع باستغلال الموارد الطبيعة وتحويلها إلى منتجات مفعمة بالجمال. أكلات شعبية يزخر مهرجان الشيخ زايد بتنوع واسع بالمأكولات التي تمثل الشعوب المشاركة، وتعكس ثقافتها، وتبين مدى استغلال ما تتوفر عليه من موارد طبيعية وثروة حيوانية لإعداد أطباقها، ويضم مطاعم عصرية تلبي مختلف الأذواق. وتأتي المأكولات الشعبية الإماراتية في صدارة ما يطلبه الزوار، وتوفر أكشاك ومطاعم الأكلات الشعبية الإماراتية الموزعة على مناطق مختلفة من المهرجان مجموعة كبيرة من الأطعمة. وتم تجهيز الساحات والمناطق بالطاولات والكراسي، تم توزيعها على مسافات متباعدة وفق إجراءات السلامة، كي يستمتع الزوار بتناول الطعام في بيئة صحية آمنة، تراعي التباعد بين الجالسين. وتتوزع في موقع المهرجان أكشاك ومطاعم عربية وآسيوية وعالمية. ساحات مفتوحة يعكس المهرجان العادات الطيبة لأهل الإمارات عبر الجلسات الشعبية المفتوحة على الهواء الطلق والساحات الفسيحة المحاطة بالأضواء والألوان، والتي تتيح الاستمتاع بالفعاليات والأنشطة وهم يتجولون في الساحات المستوحاة من تقاليد الضيافة وصفات الكرم في المجتمع المحلي وسط أجواء ترفيهية تجمع العائلة والأصدقاء. وأثناء الجلوس لتناول ما لذ وطاب من مأكولات طازجة، يعيش الزوار تجارب تذوق رائعة تناسب مختلف الأذواق. «الدرونز» احتفالاً بنسخته الجديدة، استقبل المهرجان في مشهد آسر عروض طائرات «الدرونز» الضوئية الأولى من نوعها في المنطقة، وتم إطلاقها لاستقبال الزوار مع عروض مُبهرة وألعاب نارية. جناح الخمسين جناح الخمسين شكل ضمن تصميم فريد نقطة جذب كبيرة للجمهور، ويعد من الإضافات البارزة التي تشهدها هذه الدورة. يضم معرضاً فنياً فريداً من نوعه يستعرض رحلة الإمارات خلال الـ50 عاماً الماضية، ويُسلط الضوء على دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء الإنسان والمجتمع، ورؤيته الثاقبة في بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات.
مشاركة :