يحتفل العالم في الـ 20 من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم. وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959م، واعتماد اتفاقية حقوق الطفل عام 1989م وبدأ الاحتفاء به منذ عام 1990م. وهو يوم يتيح لنا نقطة انطلاق ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى حراك لبناء عالم أفضل للأطفال. ومن هذا المنطلق وجدتها فرصة مناسبة لتسليط الضوء عبر هذه السطور المضيئة على أحد أنجح التجارب الإعلامية التي ساهمت في إيجاد جيل من الأطفال نشأوا ليكونوا أعلام بارزين من خلال أول منبر إعلامي خصص لهم في تاريخ السعودية «ركن الأطفال» الذي نماه وطوره الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري، لينطلق منه بريادة أدب الطفل في السعودية وحمل رسالة أدبية وفكرية هدفت إلى رسم مستقبل زاهر للأطفال. وهو ما نادت به الأمم المتحدة هذا العام بجعل شعار احتفال 2021م (مستقبل أفضل لكل طفل) ودعت الأمهات والآباء وعلماء الدين والقيادات المجتمعية المحلية وناشطي المجتمع المدني والشباب والأطفال أنفسهم والعاملين في التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكومي والخاص والإعلام أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم. «ركن الأطفال» وبابا طاهر اهتمت الإذاعة السعودية منذ نشأتها في العام 1368-1949م بالمرأة والطفل، واختير الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري ضمن مؤسسيها، وأوكل إليه إعداد وتقديم برنامج «دنيا الأسرة» كأول نشاط إذاعي له، وخصصت برنامج للأطفال «ركن الأطفال» أول من قدمه «بابا حطاب» وفق رواية الزمخشري في لقائه الصحفي مع الإعلامي الراحل محمد الوعيل - المنشور في كتابه «شهود هذا العصر». وهو الرسام والخطاط والمذيع والمخرج والمدبلج «جميل محمد عبد الكريم حطاب» من مواليد 1921م بطولكرم بفلسطين الذي تعاقدت معه وزارة المالية في مطلع الخمسينات للعمل مع شركة بكتل الأمريكية العاملة آنذاك في جدة حيث إنه حاصل على شهادة البكالوريوس في الرسم والتصوير الزيتي والأدب المسرحي والتمثيل من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1948م، ثم أوكل إعداد وتقديم البرنامج إلى الزمخشري. ومن حينها انطلق ببرنامجه ولقب منه بـ «بابا طاهر» الاسم الذي أحبه وعاش ومات به. واعتبره من أنجح البرامج التي قدمها وأحدث صدى إيجابي بما حققه من أهداف تربوية منشودة رسمها في ذهنه مستخدمًا خبرته في مجال التدريس التي ساعدته على اكتشاف المواهب واختيار الأنشطة المناسبة لهم للعمل معه في البرنامج وحرصه الشديد على توجيهم التوجيه الصحيح، واكسابهم المعلومة الخفيفة والمفيدة، والعمل على تقويم بعض الأمور لتصل صافية إلى أذهانهم، وتنمية هواياتهم مثل جمع الطوابع والقصص وخلافه، فشكل نخبة لم يكونوا مجرد أطفال يحضرون لإلقاء القصائد فقط، بل اختارهم بعناية ليكونوا جيل المستقبل، ووزعهم على النشاطات الاذاعية المختلفة (القصة، الشعر، الأداء، الإلقاء) وبالفعل نجح في صناعة جيل كبر ونشأ ليكون من بينهم مدراء عموميين ووزراء ونخب مثقفه ونجوم لامعة في المجتمع. منهم على سبيل المثال لا الحصر (حسين الحارثي، د. زهير السباعي، سعود سجيني، صالح كامل، د. عبد العزيز خوجه، عبد الكريم نيازي، عبد الكريم جمال، عبد الله الجفري، عبد الله خياط، د. عصام قدس، محمد سعید طيب، د. محمد عبده يماني، محمود سفر، محمود سكة، بالإضافة الى الموسيقار القدير جميل محمود الذي قال في لقاء تلفزيوني "كنت ادرس في المدرسة العزيزية الابتدائية في مكة المكرمة في الشامية وكانت بدأت الإذاعة السعودية وأنا طفل من مكة المكرمة في جبل هندي، كان جبل هندي قريب من مدرستي وكانوا أوكلوا برنامج الأطفال لبابا طاهر الأستاذ طاهر زمخشري كان يجينا في المدرسة وينتقي مننا طلبة يخلينا نغني انتقى منا مجموعة 6-7 يجي يستأذن من المدير يأخدنا يطلع بنا على جبل هندي نسجل الأناشيد ونرجع المدرسة، كانت هذي البذرة الأساسية اللي غُرس فيها الفن عند الصغار". وقد اتبع أسلوب ومنهجيه جعلت علاقته بالأطفال علاقة صداقة أبوية وروحية فكانوا قمة في الوفاء والعون له في كبره ومرضه وعن ذلك روى رحمه الله: "قدمت مجموعة من البرامج أفخر وأعتز أنه برنامج الأطفال هو البرنامج الناجح،... كنت في البرنامج عندي برنامج خاص للأطفال اسمه أصدقاء الطفولة فكنت أشوف الولد العفريت النفريت اللي عيونه تلمع احس أنه هذا انسان له مستقبل أحسن، أن هذا الإنسان حيكون رجل من الرجال، أقربه وأدخله في قائمة أصدقاء الطفولة وأعطي له بطاقة اسمها صديق الطفولة وأصدقاء الطفولة كانوا أكثر من 70 من مئات الأطفال اللي كانوا يزوروني في الاستديو واللي كنت اسجل معاهم برامج لكن المختارين منهم 70 كل واحد فيهم يحمل بطاقة اسمها صديق الطفولة فالشيء اللي اعتز به أنه أصدقاء الطفولة كنا في برنامج في الاستديو نعمل حفلات بمناسبة النجاح واذكر أنه أجمل حفلة كانوا عندما نجحوا من الابتدائي للإعدادية عملنا حفلة تخرج في الاستديو بحيث انهم ينتقلوا من برنامج الأطفال إلى برنامج الطلبة فانتقلوا بحمد الله إلى برنامج الطلبة فنجاحي في برنامج الأطفال اقتطفت ثمرته في حياتي الآن لأنهم هما أصدقاء الطفولة ولكنهم أصدقائي في شدتي، وهما اللي أشعر أنهم أصدقائي اليوم كانوا يتفقدوني وأنا في المستشفى في لندن يتابعوا حركة مرضي وكانوا يتفقدوني وأنا في المستشفى في أمريكا وإلى الآن يتصلوا بيا في تونس وإلى الآن هم وراء ظهري ومعاونتي ومساعدتي المادية والمعنوية". ولم تخلوا مسيرته مع البرنامج من الصعوبات والمواقف الطريفة مع بعض الأطفال، فقد روى رحمه الله " كان هناك من هوى الرسم. وكان يكتب قصاند ركيكة، وكنت بالتالي أتجاهلها حيث لا تصلح للبرنامج، وذات مرة أعياه مسلکي هذا، فرسم صورة حمار، ولونه وشكله، وكتب عليه مع التحية بابا طاهر، ومن جرأته كتب اسمه أسفل ذلك، هذه من الأشياء التي لا أنساها وكنت أتقبلها بصدر رحب". توسيع نشاطاته مع الأطفال وتنمية هواياتهم لم تقتصر نشاطاته مع الأطفال على برنامجه «ركن الأطفال» فقط بل امتدت إلى خارج الحدود لتشمل الاهتمام بالأطفال السعوديين المقيمين بالخارج وربطهم بوطنهم حينما شكل مجموعة من الأطفال السعوديين الملتحقين بمدرسة المنيل الخاصة بالجيزة في مصر وتدريبهم على أداء النشيد الترحيبي الذي كتبه «هليت يا ملك» ولحنه الملحن السوري عبد الغني الشيخ للترحيب بالملك سعود بن عبد العزيز في أول زيارة له لجمهورية مصر العربية كملك في العام 1954م وسجل النشيد في إذاعة صوت العرب التي اذاعته كمفاجئة للملك سعود، ثم سجله لاحقًا للإذاعة السعودية. ومن طريف ما روي أثناء تسجيل ذلك النشيد ما نشرته مجلة الإذاعة المصرية (العدد 992 السبت 15 رجب 1373هـ - 20 مارس 1954م) "وقد حدث أثناء تسجيل هذه الأغنية في أستوديوهات الإذاعة، وكان الوقت بين المغرب والعشاء، أن أمسك أحد الأطفال بمعدته فجأة، فاهتز المهندسون خوفًا، وارتعد الأستاذ طاهر زمخشري «بابا طاهر» مدير البرامج الخامسة والإخراج في الإذاعة العربية السعودية الذي يقدم هذا الركن هناك للأطفال السعوديين أقول حدث أن أمسك أحد هؤلاء الأطفال بمعدته، فاقترب منه بابا طاهر وقال له ايه يا ولد فيه ايه؟ ورفع الطفل يده وأشار بأصبعه إلى فمه، ولم يفهم بابا طاهر شيئًا فعاد يسأله، فيه أيه يا ولد؟ أصلي أنا مفطرتش ما فطرتش ازاي؟ أصلي صايم .. صايم؟! طول النهار؟ أيوه طيب نجيب لك ساندوتش؟ لا.. ومرة ثانية بهت بابا طاهر وعقدت الدهشة لسانه..، وفي هذه الأثناء تقدم مهندس الصوت واقترب من الطفل وقال له انت صوتك وحش ليه النهارده؟ لاننا صايمين، وانتم فوتونا صلاة المغرب وكاد بابا طاهر يمسك بعقدة أخرى للقصة، وبدأت الدهشة تترك وجهه فقال له وفيه حد غيرك صايم؟ ورد الطفل ايوه .. فيه واحد تاني .. وعادت أعصاب بابا طاهر ومهندس الإذاعة إلى مكانها.. وملأت الفرحة بإيمان الأشبال السعوديين نفسيهما، واقترب بابا طاهر من أحد الفتيات الصغيرات وقال لها وانت ليه مانتش صايمه؟ وردت الصغيرة لا، انا بصوم زيهم.. ولكن لما عرفت في تسجيل فطرت وضج الاستديو بالضحك". وعن أهمية تنمية هوايات الأطفال قال في كلمته بحفل تكريم الأستاذ عبد العزيز أحمد الرفاعي في اثنينية خوجة (05/07/1403هـ - 25/04/1983م) "ومن الذكريات التي أحب أن أرويها لكم هذه القصة الممتعة الطريفة: كان الأستاذ محمد سعيد طيب - مدير تهامة حاليًا - طالبًا في المرحلة الابتدائية يدرس بالفصل الرابع يبلغ من العمر تسع سنوات، وجاءني ذات يوم وقال لي: بابا طاهر أنا عندي هواية أرغب أن أقوم بتنفيذها. فقلت له: وما هي هوايتك؟ فقال: لقد فكرت أن أجمع إنتاج المملكة العربية السعودية من المؤلفات. قلت له: يا ولدي.. هذه فكرة طيبة جدًا ولكنها تحتاج إلى بذل سخي من المال والجهد، فإذا توفَّر لديك ذلك فتوكل على الله. فقال: سأقوم بتنفيذها ولكن ما هي الخطة التي نسير عليها حتى نحقق ما نسعى إليه؟ فأرشدته إلى أن يقوم بالاتصال بمدير المطبوعات بوزارة المعارف، والحصول على بيان بأسماء الأدباء وبأسماء مؤلفاتهم إن وجدت. - ودارت الأيام بسرعة، وجاء وفد جامعة الدول العربية برئاسة الدكتور طه حسين، الذي طلب فور وصوله إلى المملكة من مرافقه السيد محمد فدا - الله يرحمه - أن يزوِّد الوفد بكل إنتاج المملكة العربية السعودية، من مؤلفات الأدباء والعلماء السعوديين، فشمروا السواعد بحثاً عن المؤلفات السعودية فما استطاعوا العثور على أكثر من أربعين مؤلفاً وعندما أخبر الأستاذ محمد سرور الصبان بذلك - وهو صاحب الكلمة في الموضوع - قال: هذا غير صحيح إن مؤلفاتنا أكثر من ذلك فابحثوا قبل أن تعطوا الوفد إجابة غير صحيحة، فأجابه المسؤولون بالوزارات المختلفة أنهم لا يعلمون أكثر مما أعطوه. فطلب الشيخ محمد سرور الصبان من السيد محمد فدا أن يتصل بي هاتفيًا ويطلب مني مساعدته في معرفة المؤلفات السعودية التي تمت حتى الآن. - فاتصل بي الأستاذ محمد فدا وأخبرني بالقصة كاملة وكان الأستاذ محمد فدا - يرحمه الله - يشغل في ذلك وظيفة مدير المدرسة الثانوية التي يدرس بها محمد سعيد طيب، فقلت له: قل لمساعدك أن يرسل إلي محمد سعيد طيب الطالب بمدرستكم فاستفسر مني قائلًا: وما علاقة الطالب محمد سعيد طيب بهذا الموضوع؟ فقلت له: إذا أحببت الوقوف على حقيقة المؤلفات فأرسله إليَّ. - جاءني محمد سعيد طيب يرتجف من الخوف وسألني قائلًا: ماذا تريد مني يا بابا طاهر وقد انقطعت علاقتي بك؟ - فهدَّأت من روعه، وقلت له: ما أخبار هوايتك؟ وأين وصلت؟ وكم بلغ عدد الكتب التي صدرت في المملكة العربية السعودية؟ فأجابني بقوله: هوايتي تسير في الطريق التي رسمتها، وقد حققت الشيء الكثير مما توقعته، وبلغ عدد الكتب التي صدرت في المملكة حتى الآن ما بين 350 و450 كتاباً. ولدي فهرست يوضح ذلك ويبيِّن عنوان الكتاب والمجال الذي ألِّف فيه. - فطلبت منه إحضار الفهرست، فما توانى في ذلك وأحضرها فسلمتها للأستاذ محمد فدا. - هذه القصة سردتها عليكم لأروي لكم كيف لعبت الهواية دورًا كبيرًا جدًا في مسيرة محمد سعيد الطيب حتى يصبح بهوايته مديرًا عامًا لتهامة." بابا طاهر والتحية الأخيرة للأطفال كنت من المحظوظين الذين حضروا وشاهدوا أخر نشاطات «بابا طاهر» مع الأطفال في حفل تكريمي له قبل وفاته بفترة وجيزة من قبل فريق برنامج افتح يا سمسم وجمعية الثقافة والفنون بفندق البلاد بجدة بحضور الفنان التشكيلي عبد الحليم رضوي مدير عام الجمعية آنذاك شارك فيه مجموعة من طلبة مدارس جدة الابتدائية وفرقة أبو هلال للفنون الشعبية، فرأيت كيف كانت السعادة تغمره وهو يرى رسالته وحلمه يتحقق في ذلك الحفل الذي أحاطه فيه الأطفال من كل مكان، فرغم ما كان يعاينه من المرض وكبر السن وتقارب الخطى لم يمنعه ذلك من حضور الحفل والوقوف لتحية أطفال مدارس جدة وفريق افتح يا سمسم والقاء كلمة وقصيدة «سمسم والوحدة الصماء» ولعلها أخر قصيدة نظمها في حياته، فاستهل كلمته "افتح يا سمسم وفتح الباب سمسم وانطلق من الباب مائة طفل عربي في وحدة صماء وانطلقوا في خطوة جادة، ولكن انطلقوا إلى أين؟!!، انطلقوا بعد أن فتح لهم الباب سمسم لا من الخليج وحده بل فيهم اللبناني والعراقي والمصري واليمني والسوداني وكل أبناء العالم العربي انطلقوا إلى أين؟!! انطلقوا إلى الخليج وهم يحملون الصورة للخليج في الحضارة والازدهار فمرحبًا بزهور وبراعم الخليج مرحبًا بزهور وبراعم سمسم لأن سمسم يمثل الطفل العربي لا الخلج فقط، فقد وفق سمسم كل التوفيق فبرنامج افتح يا سمسم وفق في تحقيق الوحدة الصماء في الطفولة العربية.. والهدف من خطواتهم الجادة في وحدتهم الصماء إلى المستقبل لأنهم هم رجال المستقبل، أما هذه فتحيتي عن البراعم في جدة لفريق برنامج سمسم فتحيتي عن هذه الزهور والبراعم التي تمثل مدارس جدة لفريق سمسم. أنت يا سمسم في دروب العلا قبس *** والنور فيض من رجائي أنت يا سمسم مهوى أمة *** بارك خطوك في الدرب السواء الثناء منك وفي *** راقص الإشعاع شفاف والضياء وحواليكم زهور عطرها *** بنشر الفرحة من نسج البهاء وفي خليج هتف المجد به **** بالأغاريد صداها في الجواء يملي الدنيا حنين وهوى *** ويعود الرجع صداح العطاء من قلوب فتح الباب لها *** خطوها الراقص في درب العلا في خليج رافد الخير به *** قد سقى الأزهار من خير الرواء فازدهرت تضحك والرجع لها *** يفر الدنيا بترديد الغناء من فريق بارك الله فنا *** فيه لما صار جذاب الأداء يا زهور هتفت لأمة *** والصدى جاب أفانين الفضاء الصدى يحمل من أنفاسها *** التحايا لجميع الأوفياء لبني الضاد، بني الضاد والذين *** استبشروا ببواكير صباح ذي مضاء فإذا الصبح الذي طالعنا *** ببراهين النقاء وعلاج في خليج يرقص البشر به *** في شغوف من سني وعيني لقائي البشاشة على أكبادها *** تتهادى بنعيم ورخاء والتي يضحك في اسياقه *** موكب يختال في برد الإناء والمزامير التي يشدو بها *** أنفس تمرح في ظل الإخاء ولم ينتهي بابا طاهر من ذلك البيت حتى جلس على الأرض منهكًا ومجهدًا لا يكاد يتلكم وما أن أخذ شربة ماء حتى وقف ثانية كالأسد العجوز فقال سامحوني فإنني أصبحت أردد دائمًا خطوتي تلتوي فما عدت أمشي لا.. ولا استطيع حتى القعودا أتنزه ولا أريم مكاني وفؤادي ينتاب مني نشيدا ثم أكمل قائلًا: النوايا جمع الشمل لها *** في رحباً من هاتف القضاء المسرات بها أقفية *** في حواشيها تباروا بالدعاء للذي أعطى ليبقي رفده *** باسطاً بالنور فيئ من صفاء انت ياسمسم من أعماقنا *** صيحة تهتف فينا للبناء فلترى أنت ومن أكبادنا *** خفقة والرجع صداح الأداء هاتف بالطفل في كل الورى *** أن يعز بالخطر العزم المضاء للعلى للغد للشوى *** الذي كان فيه الشاوي في صرح النماء في خليج باسم النور به *** صاغ من اشعاعه أسمى لوء في ظلاله منه تمشي أمة *** هي بالوحدة تدعوا بالوفاء". وبتلك المشاركة أسدل الستار على نشاطاته الأدبية بصفة عامة ومع الأطفال بصفة خاصة التي بدأها كمدرس في دار الايتام بالمدينة المنورة في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي. ولعلها تكون بادرة طيبة من وزارتي الثقافة والإعلام باغتنام فرصة موضوع احتفالية اليوم العالمي للطفال هذا العام (مستقبل أفضل لكل طفل) لإطلاق مبادرة تعنى بتخليد سيرة وإرث رواد أدب الطفل في بلادنا وعلى رأسهم الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري «بابا طاهر» رحمه الله.
مشاركة :