من الحالات الشائعة بين النساء وربما تصاب به المرأة من دون ملاحظة ذلك، وبالرغم من أنه لا يشكل خطورة إلا أن التعرف إليه ضروري لتدرك المرأة ما يدور بداخل جسمها. يوجد بجسم المرأة مبيضان على جانبي الرحم الذي يوجد في تجويف الحوض، كل واحد منهما تقريباً بحجم حبة اللوز، ووظيفتهما إنتاج البويضات لدى المرأة في سن الإنجاب، حيث ينتج شهرياً أحد المبيضين - بالتبادل - بويضة واحدة تستقر بكيس مجاور للمبيض مملوء بسائل، ثم تُحرر البويضة إلى قناة فالوب ويتلاشى الكيس. تقول د. ماري مينكين أستاذ النساء والتوليد والصحة الإنجابية بكلية الطب جامعة يال، إن جسم المرأة لديه القابلية لحدوث تكيس المبيض، فإذا لم يحرر المبيض البويضة تنمو ويكبر حجمها لتتحول إلى تكيس بالمبيض، ويحدث أحياناً ما يعرف بـتكيس الجسم الأصفر وهو تجويف يتشكل بعد تمزق الكيس وتحريره للبويضة، وتنزف تلك التكيسات وتسبب آلاماً بمنطقة الحوض تختفي عادة بعد أسابيع قليلة، وتكون صغيرة الحجم (1 إلى 2 مليمتر)، وفي بعض الحالات يمكن أن يصل حجمها إلى بوصة واحدة، وتضيف د. ماري قائلة إن المرأة ربما تتعرض إلى نوع آخر من التكيس ما يعرف بـ التكيس الجلداني الذي يتشكل عندما تبدأ خلايا المبيض بالانقسام من دون وجود تخصيب للبويضة ويحتوي على أنسجة مختلفة مثل أنسجة الشعر، والأسنان، والعظام؛ وهو نوع نادر، ولكنه عندما يحدث يكون بحجم كبير يصل إلى 10سم، وربما يحتاج إلى إزالة جراحية. لا تظهر أعراض عادة لتكيس المبيض فهو لا يؤثر في الدورة الشهرية إلا في حالة تكيس الجسم الأصفر الذي يحدث نزيفاً، وفي الأغلب تختفي الحالة من تلقاء نفسها، ويكشف عن وجود تلك الحالة لدى المرأة بالصدفة أثناء فحص الحوض عندما يلاحظ الطبيب كبر حجم أحد المبيضين، أو الفحص بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية، وفي حالة التأكد من الإصابة به يتم الفحص عن طريق الموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل، ولكن في بعض الحالات تشعر المرأة التي لديها تكيس بالمبيض بألم في منطقة الحوض أو البطن؛ وفي حالات نادرة تظهر بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أوالغثيان والقيء وتنتج عن التواء المبيض الذي ربما يؤدي إلى قطع الدورة الدموية عنه وهي كما سبق حالة نادرة، ويتابع المريض تطور التكيس - بصرف النظر عن نوعه - لعدة أسابيع لأنها في الأغلب تختفي ويتجنب إجراء عملية جراحية إلا عند الضرورة القصوى أي في حالة التواء المبيض، ويشكل التكيس خطورة كذلك في حالة استمراره لأكثر من 3 دورات شهرية متتالية، أو نموه لأكثر من 4 بوصة، أو الاشتباه في أنه ورم وليس تكيساً. تحول أقراص منع الحمل من تكون التكيس بالمبيض وذلك لأنها تحول دون عملية إنتاج البويضات الإباضة، ولكنها لا تعالج التكيس بعد حدوثه كما كان يعتقد كثير من الأطباء ويصفونها للنساء اللاتي يعانين تلك الحالة، وذلك ما ورد في نتائج الدراسة التي أجريت عام 2014 أن تلك الطريقة لم تقم على معلومات كافية. توجد حالة من التكيس تعرف بـ تكيس المبيض المتعدد وهو تواجد أكثر من كيس حول المبيض ويحدث اضطراباً في انتظام الدورة الشهرية، وصعوبة حدوث الحمل؛ ومن أعراضه عمق وخشونة الصوت وكثافة شعر الجسم لدى المرأة وهما حالتان ترتبطان بارتفاع معدلات هرمون الذكورة، وفي الوقت نفسه لا يعني ذلك أن الاضطراب الهرموني يلازمه تكيس المبيض طول العمر. في معظم الحالات يحدث التكيس قبيل مرحلة انقطاع الطمث وأحياناً بعد انقطاعه في المراحل الأولى، ووجدت دراسة أجريت عام 2010 ونشرت نتائجها بالمجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة، أن الفحص المهبلي بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية لعدد 16,000 امرأة فوق عمر 55 عاماً أسفر عن وجود تكيس بالمبيض لدى 14% منهن بعد الفحص الأول، ثم اختفت تلك الحالة لدى ثلث العدد خلال السنوات التي تلت الفحص؛ وتخلص النتيجة إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث وتوقف الدورة الشهرية معرضات لحدوث تكيس المبيض لذلك يجب على الأطباء الذين يلاحظون وجود نمو غير عادي بالمبيض لدى النساء بتلك المرحلة العمرية ألا يفسروه مباشرة على أنه ورم خبيث فربما يكون نوعاً من التكيس.
مشاركة :