نبض: أدب الطفل يلد حباً ووعيا

  • 11/20/2021
  • 09:14
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عرف‭ ‬وطني‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المبكرة‭ ‬التي‭ ‬أعطت‭ ‬اهمية‭ ‬لأدب‭ ‬الأطفال‭ ‬مصاحبة‭ ‬مع‭ ‬اعمال‭ ‬المسرح‭ ‬والطفرة‭ ‬الشعرية‭ ‬لكتاب‭ ‬القصيدة‭ ‬التي‭ ‬تجاورت‭ ‬فن‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬معانقة‭ ‬ما‭ ‬للشعر‭ ‬من‭ ‬فضاء‭ ‬واسع‭ ‬رافق‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬للأطفال‭.‬ وبجانب‭ ‬ما‭ ‬للشعر‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬محفز‭ ‬للشاعر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬أغاني‭ ‬الأطفال‭ ‬ممتداً‭  ‬بجسر‭ ‬ادبي‭ ‬كان‭ ‬للسرد‭ ‬فيه‭ ‬اجواؤه‭ ‬الفنية‭ ‬والابداعية‭ ‬مدت‭ ‬جسراً‭ ‬من‭ ‬السرد‭ ‬الجميل‭ ‬والإبداعي‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭.‬ ومن‭  ‬الجدير‭ ‬ذكره‭ ‬أن‭ ‬الروائي‭ ‬والقاص‭ ‬الأديب‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬عقيل‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬اوائل‭ ‬من‭ ‬كتبوا‭ ‬للأطفال،‭ ‬يأتي‭ ‬بعده‭  ‬خلف‭ ‬أحمد‭ ‬خلف،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬بشمي،‭ ‬وعلي‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬سند،‭ ‬ويوسف‭ ‬عبدالغفار،‭ ‬ومصطفى‭ ‬السيد،‭ ‬ندى‭ ‬الفردان‭ ‬،‭ ‬حسين‭ ‬خليل‭ ‬نصيف‭ ‬وسعيد‭ ‬محمد‭ ‬سعيد،‭ ‬وحمدة‭ ‬خميس،‭ ‬وفريدة‭ ‬خنجي‭ ‬ووجوه‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬ضمن‭ ‬اسماء‭ ‬من‭ ‬سبقوهم‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬قد‭ ‬اضيفت‭ ‬للمشهد‭ ‬السردي‭ ‬القصصي‭ ‬لأدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬ تأتي‭ ‬الكتابة‭ ‬القصصية‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬الادب‭ ‬المقدم‭ ‬للاطفال‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬ابرز‭ ‬السرديات‭ ‬الفنية‭ ‬والابداعية‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تطور‭ ‬المراحل‭ ‬العمرية‭ ‬للأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬الفنون‭ ‬السردية‭ ‬الملائمة‭ ‬لعقلية‭ ‬نمو‭ ‬الطفل،‭ ‬كونها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأجناس‭ ‬المحببة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬والمصاحبة‭ ‬لميوله‭.‬ فالقصه‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬عُرفت‭ ‬على‭ ‬ايدي‭ ‬كتاب‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬تعد‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الادب‭ ‬التثقيفي‭ ‬المهم،‭ ‬له‭ ‬خصائصه‭ ‬الفنية‭ ‬والجمالية،‭ ‬متضمنا‭ ‬لغة‭ ‬التشويق‭ ‬التي‭ ‬يُشغف‭ ‬باستماعها‭ ‬الأطفال‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الكبار‭ ‬لها،‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬الأدبية‭ ‬ذات‭ ‬المتعة‭ ‬التي‭ ‬تحفز‭ ‬الأطفال‭ ‬وتعلو‭ ‬بتخيلهم‭ ‬في‭ ‬الالتصاق‭ ‬بعالم‭ ‬ابطال‭ ‬القصة‭. ‬تقدم‭ ‬الافكار‭ ‬والخبرات‭ ‬والتجاراب‭ ‬والمعلومات‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬معبر‭ ‬مشوق‭ ‬مؤثر‭ .‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬مقدرة‭ ‬القاص‭ ‬على‭ ‬صقل‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬لأبطال‭ ‬القصة‭ ‬من‭ ‬مناقب‭ ‬رسمها‭ ‬الكاتب‭ ‬عبر‭ ‬شخصياته‭  ‬في‭  ‬اعطاء‭ ‬الطفل‭ ‬ثروة‭ ‬غنية‭ ‬ذات‭ ‬منفعة‭ ‬تدفع‭ ‬بالأطفال‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬انواع‭ ‬واساليب‭ ‬الكتابة‭ ‬اللغوية‭ ‬الصحيحة‭ ‬والحوار‭ ‬الجذاب‭ ‬وتعزز‭ ‬لديه‭ ‬الشعور‭ ‬بالثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‮ ‬‭ ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الادبيه‭ ‬لدى‭ ‬الاطفال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ .‬ فالكتابة‭ ‬للأطفال‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬السهل،‭ ‬بل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خيال‭ ‬واسع‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬الكاتب‭ ‬طفلاً‭ ‬لحظة‭ ‬الكتابة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬استحضار‭ ‬الشخصيات‭ ‬المحببة‭ ‬للأطفال،‭ ‬فعالم‭ ‬الأطفال‭ ‬عالم‭ ‬يحتاج‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واعياً‭ ‬للدرس‭ ‬الذي‭ ‬يسديه‭ ‬لهذه‭ ‬الشريعة‭ ‬بحسب‭ ‬مراحلها‭ ‬العمرية‭.‬ فالتحية‭ ‬والإكبار‭ ‬لأسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬التي‭ ‬ادركت‭ ‬توثيق‭ ‬وجوه‭ ‬القصة‭ ‬الرواد‭ ‬في‭ ‬طبع‭ ‬نتاجهم‭ ‬القديم‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بهم‭ ‬وهم‭ ‬يتنفسون‭ ‬الحياة‭.‬ والعمرُ‭ ‬كله‭ ‬للرواد‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يبخلُ‭ ‬بعطائهم‭ ‬الإبداعي‭ ‬ولم‭ ‬ينتظروا‭ ‬الوقت‭ ‬ليفوت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضحكة‭ ‬طفل‭ ‬ومرح‭ ‬امة‭ ‬بالحياة،‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يحتاج‭ ‬منا‭ ‬وعياً‭ ‬اكبر‭ ‬لاحتضان‭ ‬الطفولة،‭ ‬كونها‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قلق‭ ‬يركض‭ ‬بها‭ ‬وبنا‭ ‬في‭  ‬منحدر‭ ‬سحيق‭ ‬وعميق‭ ‬القلق،‭ ‬لكننا‭ ‬بالوعي‭ ‬نحافظ‭ ‬لهذه‭ ‬الشموع‭ ‬بسمتها‭ ‬وادراكها،‭ ‬حيث‭ ‬تسمو‭ ‬بنا‭ ‬مداركنا‭ ‬التي‭ ‬تشد‭ ‬من‭ ‬حبلها‭ ‬امام‭ ‬هدير‭ ‬العاصفة‭ ‬وتكالم‭ ‬الأيام‭.‬   ‮ ‬a‭.‬astrawi@gmail‭.‬com‭  ‬

مشاركة :