عرف وطني البحرين من الدول المبكرة التي أعطت اهمية لأدب الأطفال مصاحبة مع اعمال المسرح والطفرة الشعرية لكتاب القصيدة التي تجاورت فن العمل المسرحي من على خشبة المسرح معانقة ما للشعر من فضاء واسع رافق الأعمال المسرحية التي قدمت للأطفال. وبجانب ما للشعر من دافع محفز للشاعر في كتابة أغاني الأطفال ممتداً بجسر ادبي كان للسرد فيه اجواؤه الفنية والابداعية مدت جسراً من السرد الجميل والإبداعي في كتابة قصة الطفل. ومن الجدير ذكره أن الروائي والقاص الأديب عبد القادر عقيل يعد من اوائل من كتبوا للأطفال، يأتي بعده خلف أحمد خلف، وإبراهيم بشمي، وعلي الشرقاوي، وإبراهيم سند، ويوسف عبدالغفار، ومصطفى السيد، ندى الفردان ، حسين خليل نصيف وسعيد محمد سعيد، وحمدة خميس، وفريدة خنجي ووجوه جديدة هي اليوم ضمن اسماء من سبقوهم من كتاب قصة الطفل قد اضيفت للمشهد السردي القصصي لأدب الطفل في البحرين. تأتي الكتابة القصصية للطفل في المقام الاول من الادب المقدم للاطفال حيث تعد من ابرز السرديات الفنية والابداعية التي صاحبت تطور المراحل العمرية للأطفال، حيث تعد قصة الطفل من اهم الفنون السردية الملائمة لعقلية نمو الطفل، كونها واحدة من الأجناس المحببة لدى الأطفال والمصاحبة لميوله. فالقصه القصيرة التي عُرفت على ايدي كتاب قصة الطفل تعد نوعاً من الادب التثقيفي المهم، له خصائصه الفنية والجمالية، متضمنا لغة التشويق التي يُشغف باستماعها الأطفال علاوة على قراءة الكبار لها، كونها من الفنون الأدبية ذات المتعة التي تحفز الأطفال وتعلو بتخيلهم في الالتصاق بعالم ابطال القصة. تقدم الافكار والخبرات والتجاراب والمعلومات في شكل معبر مشوق مؤثر . علاوة على مقدرة القاص على صقل شخصية الطفل حيث ما لأبطال القصة من مناقب رسمها الكاتب عبر شخصياته في اعطاء الطفل ثروة غنية ذات منفعة تدفع بالأطفال على فهم انواع واساليب الكتابة اللغوية الصحيحة والحوار الجذاب وتعزز لديه الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على الاعتماد عليها وتحمل المسؤولية كما تسهم في اكتشاف المواهب الادبيه لدى الاطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم . فالكتابة للأطفال ليست من السهل، بل تحتاج إلى خيال واسع وان يكون الكاتب طفلاً لحظة الكتابة من حيث استحضار الشخصيات المحببة للأطفال، فعالم الأطفال عالم يحتاج من الكاتب أن يكون واعياً للدرس الذي يسديه لهذه الشريعة بحسب مراحلها العمرية. فالتحية والإكبار لأسرة الأدباء والكتاب التي ادركت توثيق وجوه القصة الرواد في طبع نتاجهم القديم والاحتفاء بهم وهم يتنفسون الحياة. والعمرُ كله للرواد الذين لم يبخلُ بعطائهم الإبداعي ولم ينتظروا الوقت ليفوت من دون ضحكة طفل ومرح امة بالحياة، في عالم يحتاج منا وعياً اكبر لاحتضان الطفولة، كونها تعيش في زمن قلق يركض بها وبنا في منحدر سحيق وعميق القلق، لكننا بالوعي نحافظ لهذه الشموع بسمتها وادراكها، حيث تسمو بنا مداركنا التي تشد من حبلها امام هدير العاصفة وتكالم الأيام. a.astrawi@gmail.com
مشاركة :