أجبرت الصحبة السيئة الشاب أحمد أن يقع فريسة سهلة في بئر تعاطي المخدرات، منذ العشرين من عمره، ليجد نفسه تائها في نهاية المطاف. يقول أحمد الذي يعتبر أحد ضحايا طريق الضلال: «بدأت تعاطي المخدرات في عمر صغير، لم أكن حينها أتجاوز العقد الثاني من عمري، كان لي صديق يتعاطى الحشيش ، وكنا دائما ما نقضي أوقات فراغنا برفقة بعض، وفي البداية كنت أتناول الحشيش معه ومع الوقت أصبحت أتعاطى الهيروين». ويستطرد: لم أكن أعتقد أنني سأنحرف يوما إلى هذا الطريق، كنت اعتقد أن الأمر بسيط، وأنه مجرد ترفيه حتى أنني لم أكن أتعاطى الحشيش إلا في عطلة نهاية الأسبوع، ومع الوقت أصبحت أتعاطاه بشكل يومي ثم تطور الأمر وأصبحت أتعاطى الهيروين بجرعات صغيرة ، ولما لم تعد تلك الجرعات تحقق لي الأثر الذي أريده زدتها إلى أن أدمنت عليها، ولم أعد أستطيع أن أكف عن تناولها ، بل إنني كنت أقضي يومي كله في انتظار الجرعات التي أتعاطاها، إلى حد أنني كنت أقترض من أصدقائي ما أحتاجه من المال، وأفعل المستحيل لكي أدبر ثمن الجرعة. ويتابع حديثه: وفي يوم لم أجد ما يكفي من المال لشراء الكمية التي أحتاجها. ففكرت ولم أجد حينها أمامي إلا طريقا واحد للحصول على النقود، فسرقت خلسة مفتاح الخزنة وسرقت ذهب والدتي، ولأول مرة أمد يدي لأسرق، وكان أول إنسان سرقته هو أعز إنسان علي والدتي العزيزة، ولأن أخي في ذلك الوقت كان يمر بضائقة مالية، وكان مقبلا على الزواج ، فدارت جميع الشكوك حوله، واتجهت نحوه أصابع الاتهام، وشاع الأمر في العائلة، وبات في أنظار الجميع هو المتهم حتى أنه كان في غاية الحزن، وأقسم لأمي إنه بريء، لكن لم يكن هناك أحد في البيت من الممكن أن يسرق إلا هو أو أنا، حيث إنه لم يوجد في ذلك الحين في المنزل سوى والدي وأنا وأخي لذا لم يصدقه أحد. وأضاف، نظرا لما تكنه لي والدتي من حب شديد لم يدر لحظة بخلدها أن حبيبها ، وابنها الذي تؤثره هو السارق، وذات مرة كنت جالسا مع والدتي فشاهدتها تمسح عبراتها وهي تقول: تمنيت أن أموت قبل أن اكتشف أن أخاك الأكبر، ابني وفلذة كبدي هو الذي سرقني. تركت تلك الكلمات أثرا كبيرا في نفسي ، فقضيت الليل كله أبكي ولا أدري ماذا أفعل، أنبني ضميري لدرجة أنني لم أكن أستطيع النوم بسهولة، وكنت كثيرا ما أرى كوابيس وأحلاما مزعجة تؤرقني. وأوضح، إنه في خطبة الجمعة التي تلت ذلك اليوم سمعت خطبة مؤثرة عن التوبة، إلى أن شرح الله صدري في يوم ، وقررت أن أواجه أهلي، وأطلب منهم العون والمشورة. تحملت كلماتهم القاسية وخاصة أخي ونظراتهم المؤلمة وخضعت للعلاج في مستشفى الأمل، ولأنني كنت تحديت نفسي، وشددت عزيمتي، واتخذت قراري بالعلاج مهما كلفني الأمر ، فمكثت في المستشفى أربعة شهور حتى تماثلت للشفاء وتوقفت عن الإدمان. ويختتم حديثه بالقول: إن نصيحتي لكل شاب وفتاة أن يحذروا من رفاق السوء ، فإن بعض الشباب لا يدرك أثرهم السيئ، ومخاطر صداقتهم إلا بعد أن يقع في الفخ ، ويدفع الثمن غاليا، ويكفي أن ندرك أثر الأصدقاء في حياة الفرد حين نتأمل الحديث النبوي الشريف «إن المرء على دين خليله».
مشاركة :