أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس، ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات منذ 25 أكتوبر إلى 40 قتيلاً، بعد وفاة محمد آدم هارون، البالغ 16 عاماً، متأثراً بجراحه البالغة جراء إصابته برصاص حي في الرأس والقدم في مظاهرات الأربعاء الماضي. يأتي ذلك فيما دعت «لجان المقاومة» السودانية إلى التصعيد، والنزول في مظاهرات حاشدة اليوم والخميس المقبل، للمطالبة بعودة الحكم المدني، واحتجاجاً على العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين. وكان قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أعلن عن إجراءات في 25 أكتوبر، تضمنت حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ في البلاد، فيما أكد أن هذه الإجراءات تهدف إلى تصحيح مسار الانتقال الديمقراطي. ومنذ ذلك الحين، تنظم احتجاجات ضد الجيش تطالب بعودة السلطة المدنية، وخصوصاً في العاصمة الخرطوم. ومن جانبها، طالبت دائرة الطلاب بـ«حزب الأمة» القومي الطلاب السودانيين على امتداد الجامعات السودانية بالمشاركة الفاعلة في مظاهرات اليوم والخميس المقبل. فيما حيّت الحركة الشعبية، بقيادة عبد العزيز الحلو، جماهير الشعب السوداني الثائرة، التي خرجت في مظاهرات مستمرة طوال الأسابيع الماضية. وأدانت الحركة الشعبية القمع والعنف الذي تمارسه قوات الأمن والشرطة ضد المتظاهرين السلميين، وقالت: إن المعركة الآن بين قوي ثورية تناضل من أجل تحقيق واقع أفضل عبر تحقيق السلام، وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية، القائمة على الحريات والعدالة وبين قوى معادية للمدنية والديمقراطية لا تريد أن تتخلى عن امتيازاتها غير المشروعة، التي حصلت عليها بسبب اختلال ميزان الدولة منذ الاستقلال. وتؤكد الشرطة أنها لا تفتح النار على المتظاهرين، وتبلغ حصيلتها وفاة واحدة فقط وثلاثين جريحاً في صفوف المحتجين، بسبب الغاز المسيل للدموع، في مقابل إصابة 89 شرطياً. ودعت الحركة الشعبية إلى اصطفاف القوى الثورية في لجان المقاومة والمهنيين والهيئات الثورية والنقابية والمدنية لتأسيس سلطة انتقالية مدنيه كاملة، تقوم بتنفيذ مهام الانتقال، وإرساء ميثاق سياسي واضح المعالم، يرتكز على تأسيس سلطة مدنية انتقالية مؤمنة بمبادئ ثورة ديسمبر، ولها رؤية لمعالجة جذور المشكلة السودانية، وبناء السلام العادل والمستدام. كما دعت الحركة الشعبية لإعلان سياسي يتم التوقيع عليه من المكونات الثورية التي صنعت الثورة في الشوارع، بعيداً عن كل القوى الرافضة للانتقال المدني الديمقراطي، وتكوين قيادة سياسية من لجان المقاومة والمهنيين والقوى الثورية المتحالفة لتكوين السلطة الانتقالية. وأكدت الحركة الشعبية أنها تسير خلف لجان المقاومة في معارك الكرامة التي تخوضها الآن لتحقيق الانتصار الحاسم، وقالت: لن تسيروا وحدكم، والثورة مستمرة والنصر أكيد. ومن جانبها، أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي القيادي بجبهة التوافق الوطني المنشقة عن قوى الحرية والتغيير إدانتها مقتل المتظاهرين السلميين، وطالبت بالتحقيق الفوري وتقديم الجناة للمحاكمة.
مشاركة :