الملك سلمان.. قصة مع التحديات - أيمـن الـحـمـاد

  • 11/8/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

اختيار مجلة "فوربس" ذائعة الصيت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن قائمة الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم، وأقوى الشخصيات على مستوى العالم العربي، جاء في وقت تمخر فيه المملكة عباب التحديات صوب سنّ قوانين وإصلاحات وقرارات سياسية واقتصادية كبيرة، بمحاذاة اضطرابات تضرب منطقة الشرق الأوسط، تلك القرارات التي أصدرها الملك سلمان أخذها على عاتقه بشجاعة كبيرة وسط تهديدات إقليمية شرسة. دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز فترة حكمه بحزمة إصلاحات عريضة على مستويات عدة بدءاً من مؤسسة الحكم في المملكة، مروراً بإصلاحات هيكلية على المستوى الحكومي من أجل إعطاء جسم الدولة مرونة أكبر وقدرة على التكيف مع المتغيرات التي تسود العصر الحالي، وليكتسب هذا الجسم رشاقة تخفض من الحركة البيروقراطية المنهكة. كانت المتغيرات التي مرّت بالمنطقة خلال الفترة الماضية واسعة التأثير، فسمات العالم العربي اليوم يمكن تلخيصها في أمرين رئيسيين: الفوضى، وبروز الحركات المتطرفة، وكلا الأمرين أجبرا المملكة وحلفاءها على اتخاذ قرارات كان ولا بد من اتخاذها، فكانت "عاصفة الحزم" التي جاءت كخطوة من أجل حفظ التوازنات في المنطقة والحفاظ على أمنها الإقليمي، واستطاع الملك سلمان خلال عدة أيام تشكيل تحالف عسكري عربي نادر، إذ منذ حوالي سبعين عاماً لم يسبق أن انضوت دول عربية تحت لواء عسكري واحد، وهذا لم يكن لولا الثقة الإقليمية والدولية بقدرات المملكة وقيادتها. لقد اضطلعت المملكة منذ فترة طويلة بشؤون المنطقة العربية والدول الإسلامية، فقدمت المبادرات والدعم من أجل احتواء الأزمات والاضطرابات التي تربطها مع المنطقة علاقة لا تنتهي، وكان التدخل الإيجابي السعودي مطلباً في كثير من الأحيان، لكن شكل الأزمة الحالية مختلف من جهة طول أمده وشراسة مآلاته، فكان لزاماً التعامل مع مقتضيات الموقف بالشكل المطلوب تفادياً لمزيد من الخسائر. قصة الملك سلمان مع التحديات ومواجهتها ليست بالجديدة، فهو الذي بنى العاصمة السعودية الرياض ونقلها من مدينة وادعة بسيطة على مستوى الإنسان والبنيان إلى مصاف المدن الحضارية، إذ كان يسكنها 100 ألف نسمة عام 1954 وهو عام تسلم الملك سلمان لإمارتها، وعندما غادرها عام 2011م ليتولى حقيبة الدفاع كان يقطنها 6 ملايين نسمة. إن مثل تلك البيانات التي تصدرها وسائل إعلام دولية مؤثرة على مستوى العالم تدفعنا للزهو بقيادتنا والفخر برموزنا والاطلاع على حجم التقدير والتأثير الذي تحظى به المملكة.. ولأجل حماية مكتسباتنا، علينا أن نعمل باتجاه الدفاع عن وطننا، والوقوف أمام التحديات التي تواجهه يداً بيد مع قيادتنا.

مشاركة :