لا أعرف ما الذي أجبر إحدى الصحفيات السعوديات - هداها الله - لتحليل تقريرين لوزارة الصحة، ولمصلحة الإحصاءات العامة، حول معدل أعمار السعوديين، ومن منهم سيعيش حتى يبلغ عام 1500هـ، والأعمار بيد الله؟!. الخبر يقول إنه لن يبقى من السعوديين الحاليين الآن (على قيد الحياة) بعد 63 عاماً - والعلم عند الله - سوى 6 ملايين مواطن فقط، هم تحديداً من تقل أعمارهم اليوم عن 15 سنة، أي ما نسبته 5 في المئة من إجمالي عدد السعوديين، إضافة للمواليد الجدد، والأجيال القادمة خلال السنوات المُقبلة، ليش النكد ده؟ ربنا يطول بأعماركم جميعاً!. متوسط أعمار السعوديين الكلي المأمول حسب التقرير مصلحة الإحصاء يبلغ 74.4 عاماً، بفارق ضئيل جداً بين الجنسين، يصل معدل عمر النساء السعوديات إلى 75.6 سنة، بينما يموت رجالهن في المعدل عند 73.1 سنة - والعلم عند الله - أشعر بأنها مؤامرة نسائية للتخلص منا (معشر الرجال)، ولكن يمكن المساهمة في رفع متوسط الأعمار بإذن الله، عند التقليل من حوادث السير، ومنع التدخين، ومحاربة زيادة الوزن!. اغمض عينيك الآن، وتخيل أن الله أطال في عمرك، ووصلت فعلاً للعام 1500 هـ، كيف هي الحياة؟ أرجوك بلِغنا؟ هل تحققت أحلامك ليستمتع بها أبناؤك وأحفادك؟ أم أن أزماتنا مازالت كما هي؟ ماذا عن التحديات؟ والطموحات هل تغيرت؟ وتبدلت؟!. حدثنا عن أزمة الإسكان، هل تغير فكر السعوديين تجاهها؟ هل سيسكن أحفادنا الفضاء مع التطور الفكري والعلمي؟ ماذا حصل في معدلات البطالة؟ خبرنا هل اقتنع المُجتمع بالسماح للمرأة بالقيادة؟ لا تقل إنها باتت من الأمور المضحكة؟ عندما يترحم الأحفاد على أجدادهم؟!. نفسي أعرف هل هناك من يستخدم (قطار الرياض) بعد أن صبرنا عليه طوال هذه السنين، وعاصرنا إنشاءه، أم الكل سيتسابقون للحصول على الأطباق الفضائية الخاصة؟! هل انحلت أزمة استقدام الخادمات؟ من فاز في مباراة فلسطين الشهيرة؟ هل وصلت أندية رياضية سعودية جديدة للعالمية؟!. على ماذا يطقطق أحفادنا (جيل 1500هـ)؟ ما هي همومهم ومشاكلهم ؟ كيف ينظرون لنا؟!. هل يعتقدون أننا خلفنا لهم مشاكل، وتعقيدات لم تحل؟ أم يرون أننا حافظنا لهم على (تاريخ، وأرض، وثروة) يستطيعون بها مواصلة المسيرة على المنهج القويم؟!. افتح عينيك الآن، وحاول التعايش مع واقعك، فجيل السعوديين لعام 1500هـ، لن يعنيه كل ما سبق، فحتماً لديه طموحاته وأحلامه، وأمامه تحدياته الخاصة، فقط لنتعلم من ماضينا، ونعيش حاضرنا، ونعمل لمستقبلنا..!. وعلى دروب الخير نلتقي. مقالات أخرى للكاتب (أنا حُرّة.. أنتِ طالق)! (الهلال العالمي) والشعوب الأخرى! احذر (طفلك) الرقمي؟! هل يجب أن نكتشف (الربع الخالي) من جديد؟! الزوج السعودي (الرومانسية بالفطرة)!
مشاركة :