يرفض معظم اللبنانيين السلطة الحاكمة وأحزابها، وبشكل خاص حزب الميليشيات المسلحة، الذي استطاع بتحالفه مع التيار العوني الهيمنة على القرار اللبناني، خدمة لأجندة إيران، وهناك حراك لبناني واسع باتجاه إحداث انقلاب حقيقي في موازين القوى الحالية بالطرق السلمية في مواجهة السلاح المنفلت لدى الميليشيا، مؤكدين أن التغيير يبدأ عبر الانتخابات النيابية المقبلة، التي ستعيد رسم لبنان الجديد ـ كبلد عربي الهوية والانتماء، ويشير مراقبون إلى أن ذلك عبر عنه اللبنانيون من الإقبال الكثيف للمغتربين في كل القارات للتأكيد أن هنالك قراراً شعبياً اتخذ ضد منظومة السلطة في لبنان وعلى رأسها «حزب الله» وحلفائه وإنهاء هيمنتهم على القرار اللبناني.وبحسب مصادر رسمية، فإن العدد الكلّي للناخبين المسجلين فاق كل التوقعات وبلغ 244.442 بعد إقفال باب التسجيل مقارنة بـ 92.810 في انتخابات عام 2018، لافتة إلى أن هذا الإقبال الكثيف حصل نتيجة تعلق المغتربين بوطنهم الأم من جهة ومشاركتهم في التغيير المنشود والتخلص من منظومة الفساد، التي أسس لها الحزب الإيراني.استرداد الدولةوأكد عضو تكتّل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي، في تصريح صحفي، أن مشروع حزب القوات اللبنانية هو استرداد الدولة من دويلة «حزب الله» واستعادة ثقة اللبناني بطبقة سياسية تعمل من أجل المواطن بجرأة وشفافية لا كما هو الحال الآن، حيث الغموض والتواطؤ سيد الموقف، معتبراً أن اللحظة الانتخابية النيابية هي اللحظة المفصلية للبنان ولوجوده وعنوانها الأساسي «هوية ومستقبل لبنان ونمط عيش اللبنانيين»، مشدّداً على أن «كل ورقة تدخل في صندوق الاقتراع كفيلة لضمان نجاح هذا المشروع وهذه مسؤولية كل مواطن حريص على مستقبله ومستقبل أولاده في لبنان».خدمة إيرانوأشار القيادي في حزب القوات إلى أن «حزب الله يهدف لقيام جمهورية إسلامية وخدمة المشروع الإيراني في لبنان»، مؤكدّا أن شهداء «القوات» لم يستشهدوا ليقوم هكذا مشروع مناقض لهويتنا والعقد الاجتماعي بين المكونات اللبنانية. مؤكدا أن السياسة المتّبعة بين حزب الله والتيار العوني ليست سوى تبادل المصلحة على السلاح مقابل السلطة والمال» وشدد على أن «القوات» رأس الحربة اليوم بوجه الاحتلال الإيراني، ليختم قائلًا: «وحدها القوات قادرة تربح هالمعركة لأنو ما بيصح إلّا الصحيح».مافيا «وسخة» من جهتها، شددت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، في حديث تليفزيوني، على أنّ «هناك خوفا وهلعا لدى قوى السلطة من صناديق الاقتراع لذلك لم تنظم انتخابات فرعية ولا ندري ما سيكون مصير الانتخابات النيابية». وقالت: «يبدو أنه سيتم تأجيل الانتخابات النيابية إلى شهر آيار، وهم يسعون لكسب المزيد من الوقت وهناك تخبط داخل أحزاب التركيبة». أضافت: «نواجه مافيا «وسخة» والانتخابات المقبلة مصيرية لقوى السلطة على قاعدة «يا قاتل يا مقتول»، نتخوف من تأجيل الانتخابات النيابية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية». وأكّدت أنّ «دخول أي مجموعة تغييرية مهما كان حجمها إلى مجلس النواب هو دخول تدميري لأحزاب السلطة».غير استقلاليينبدوره، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أمس أن الاستقلال يشكو من وجود لبنانيين غير مستقلين. واللبنانيون يشكون من وجود مسؤولين وقادة وأحزاب غير استقلاليين.وأضاف الراعي في كلمته أمس إن الاستقلال لا يتعايش مع ولاء فئات من الشعب لوطن آخر، ولا مع ضعف الدولة أمام الخارجين عنها وعليها. كما أن الاستقلال لا يتعايش مع حكم لا يوفر لشعبه الحياة الكريمة والرفاه والعمل والعلم والعدالة والضمانات الصحية والاجتماعية.كما أن الاستقلال لا يتعايش في وطن تحول ساحة صراعات لجميعِ مشاكل الشرق الأوسط والعالم.وقال: حبذا لو يؤمن المسؤولون، واللبنانيون عموما، في ذكرى الاستقلال، بأن وجود لبنان هو أساسا مشروع استقلالي وسيادي وحيادي في هذا الشرق. حبذا لو يدركون أن ضعف وحدة لبنان ناتج من ضعف استقلاله. وبالتالي إن بداية الإنقاذ تبدأ باستعادة استقلالِ لبنان وترسيخِ حياده الإيجابي الناشط في كل ما يختص بالسلام وحقوق الإنسان والحوار السياسي والثقافي والديني والاستقرار في بيئته العربية.تجويع الشعبوفي سياق متصل، أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، في عظة الأحد، أنّ «الإنسان في لبنان أصبح يائساً مستضعفاً يعاني الفقر والجوع والمرض، يستجدي الدواء والعلم، ولم يعد منشغلاً بحريته وكرامته وعنفوانه». وقال: «أما إذا كان شجاعاً وذا رأي حرّ، فيقمع ويعنّف ويتنمّر عليه، في زمن ساد فيه الفساد والحقد والقوة والبطش والإملاء والإقصاء وكل أنواع الظلم الاجتماعي». وأضاف: «رأي شعبنا لم يعد مسموعاً عند من أولاهم الشعب ثقته، وقد أصبح صوته مستهاناً به، يشترى ويباع، لأنّ المتحكمين بالشعب قاموا بتجويعه وتطويعه كما يشاؤون». وختم: «آخر مسمار غرز في نعش المواطن، هو رفع أسعار الأدوية فأصبح مستحيلاً على الفقير، الذي يصيبه مرض أن يبقى على قيد الحياة، وإذا شاء الشفاء، أجبر على قرع أبواب المتحكمين برقاب الشعب، فيعطى مقابل تقييد حريته وكتم صوته في الاستحقاق الانتخابي».
مشاركة :