«حمى الذهب» تصيب البلغاريين على خطى أسلافهم «التراقيين»

  • 11/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مرور أكثر من الفي عام على عصر «التراقيين» الذين خلفوا وراءهم كنوزاً أثرية مذهلة، عادت «حمى الذهب» لتضرب بلغاريا البلد الفقير الذي تحولت فيه هواية التنقيب عن هذا المعدن الثمين في مياه الأنهار إلى مصدر رزق لجهات أكثر احترافية. وعلى طول نهر توندغا في وسط بلغاريا، يعمد حوالى 12 رجلاً وامرأة واحدة هي ميلكا غانيفا إلى غسل رواسب الطمي لاستخراج الرقائق الذهبية الثمينة منها. وتقول هذه الموظفة (59 سنة) والعاملة منذ عامين في هذا المجال في محيط سد كوبرينكا إن «هذا الموقع غني على الأرجح بما أن التراقيين اختاروه عاصمة لهم». وتغطي مياه هذا السد المشيد في المرحلة الشيوعية آثار العاصمة القديمة للحضارة التراقية «سيفتوبوليس» التي دخلت التاريخ بفضل غناها الكبير بالذهب. مثلها مثل الحال في لغانيفا، يمارس حوالى 1500 بلغاري بدرجات متفاوتة من الانتظام هذه الهواية بالتنقيب عن الذهب في مياه الأنهار والتي اكتشف كثيرون أنها باتت مسموحة قانوناً منذ العام 2009. ويشير رئيس اتحاد المنقبين البلغاريين كيريل ستامينوف عن الذهب المؤسس حديثاً إلى أن «لمعان الذهب عنصر جذب، خصوصاً في بلد فقير»، لافتاً إلى أن هذه الموجة تطاول أشخاصاً من «الأوساط والمهن كافة». وتشهد دورات التدريب على هذه الهواية إقبالاً كثيفاً حتى أن مسابقات للتنقيب عن الذهب في مياه الأنهار تقام تحت عدسات الكاميرات. وتسجل بلغاريا خصوصاً انتشاراً لعمليات التنقيب غير الاحترافية عن الذهب، فبحسب تقرير حكومي نشر في آب (اغسطس) الماضي، «كل الأنهار البلغارية تقريباً تحتوي على الذهب» من دون أن تطاولها أنشطة الاستخراج الصناعي التي تتركز في المنجم المقام في الهواء الطلق في تشيلوبيتش. ويلفت ستامينوف إلى أن «الذهب لطالما كان موجوداً هنا. ليس صدفة أن تكون أرض بلغاريا الحديثة مهد الحضارة التراقية». ويثير اكتشاف بضع رقائق فقط من الذهب رضا واضحاً لدى أكثرية المنقبين. ودفع الولع بهذه الهواية البعض إلى التخلي عن كل شيء بهدف التمتع بهذا الشغف. ومن بين هؤلاء هريستو مافرودوف. هذا الوضع مرده خصوصاً إلى أن العمل في هذا المجال مضنٍ اذ إن كل متر مكعب من رواسب الطمي يحوي أقل من 0.5 غرام من الذهب، وهو مستوى يوازي محتوى 400 معول أو 100 دلو يتعين غسله ونخله بعناية فائقة. لكن ثمة بعض النصائح المفيدة يمكن اتباعها في هذا المجال بحسب نيكولاي كوستادينوف اذ إن «الذهب أثقل من الماء بواقع 19 مرة ومن الصعب أن ينتقل في المنعطفات المائية. لذا نبحث عن مكامن في نقاط التحويل على الأنهار أو في محيط جذور الأشجار أو الاحجار الضخمة». ويتعين التدقيق في شكل رقائق الذهب باستخدام عدسات مكبرة: «ففي حال كانت مستديرة فإن ذلك يعني أن مياه الأنهار نقلتها لكيلومترات عدة. أما اذا كانت مسننة فإن مكمن الذهب قريب جداً منه».

مشاركة :