ليس صدفة أن تكون البطولة الأولى رياضياً على مستوى العالم، تستضيفها انتاناريفو عاصمة مدغشقر مخصصة للبيتانك (لعبة الكرات)، إذ تحول هذا النشاط الموروث من حقبة الاستعمار الفرنسي إلى ما يشبه الرياضة الوطنية. وفي صباح يوم عمل عادي في منتصف الأسبوع، يتنافس عشرات لاعبي البيتانك الهواة على ملعب غير المؤهل بالكامل قبالة بحيرة انوسي في وسط العاصمة. لا تؤثر جذور الاشجار التي تعترض وسط الملعب على تركيز اللاعبين الذين يتنافسون على ابتكار حركات لاظهار براعتهم في اللعبة، على مرأى من فضوليين يراقبون مجريات المنافسة ويعلقون عليها. وفي واجهة أكبر بحيرة في البلاد وعلى سفح تلة تنتشر عليها أحرف كلمة انتاناريفو بما يشبه التلة الشهيرة في هوليوود، يعج «نادي تانا للبيتانك» بالروا، حيث لا يوجد اشجار تعقد مسار اللعبة والأراضي مصانة بشكل جيد. ويتوافد نحو مئة من المولعين بالبيتانك، رجالا ونساء، كل يوم لممارسة هوايتهم المفضلة. ويستذكر كليت رامامونجيسوا (75 سنة) ماضيه مع اللعبة التي اكتسبت شعبيتها في ظل الاستعمار الفرنسي قائلاً: «بدأت لعب البيتانك العام 1964 خلال خدمتي مع الجيش الفرنسي. ويقول ميشال راناريفيلو في استراحة بين مباراتين: «هنا لا تتسنى الفرصة لنا للحصول على المعدات المطلوبة، لدرجة اننا نفتقر للكرات في مدغشقر. وفي حال توافرها، يكون سعرها باهظاً للغاية». واستضافت مدغشقر مطلع الشهر الجاري بطولة العالم في البيتانك، وهي أولى المنافسات العالمية التي تنظمها البلاد في كل النشاطات الرياضية مجتمعة. وانتهت هذه المنافسات في الرابع من كانون الاول (ديسمبر) الجاري بفوز مدغشقر على بنين التي اخرجت فرنسا في نصف النهائي، بعدما كانت التوقعات ترجح فوز الاخيرة، نظراً إلى أنها لم تخسر اي منافسة منذ العام 2001. وأورد رئيس الاتحاد المحلي لهذه اللعبة بيريل رازافيندراينوني إن البيتانك في مدغشقر ككرة القدم في البرازيل. في البداية كانت هواية، غير أن الفوز المحقق العام 1999 اتاح تعميم هذه اللعبة على مدن البلاد الاخرى. ويتحدث لاعبون كثر في نادي تانا للبيتانك عن «فساد» ينهش المسار الاحترافي لهذه اللعبة في البلاد مع بيع مباريات نهائية لحساب منافسين في مقابل بضعة الاف من الدولارات، وهو مبلغ طائل في بلد يناهز معدل الأجور الشهرية فيه خمسون دولاراً. ولتفادي تكرار مثل هذا السيناريو، تم جمع لاعبي البيتانك في مكان ابقي طي الكتمان قبل منافسات بطولة العالم للعبة في مدغشقر مع حجز هواتفهم الذكية ومنع اجرائهم اي اتصال بما في ذلك مع عائلاتهم.
مشاركة :