تظهر حقيقة سياسة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بقوتها أو ضعفها في ما يتعلق بالملف اللبناني لدى التحدث إلى المهتمين بهذا الشأن في الحكومة الأمريكية، وبمن هم على اتصال بهذه الإدارة بعد 10 أشهر منذ عهد الديمقراطيين. وتكرر مصادر في الحكومة الأمريكية أن حزب الله هو تنظيم إرهابي يتسبب باضطراب في لبنان، وأن اهتماماته واهتمامات إيران ليست الدفاع عن البلاد كما يزعم. كما يشير المتحدثون إلى أن عرقلة حزب الله للتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت تثبت ذلك. إلا أن المصادر الأمريكية تفضل عدم الخوض في الكلام عن الشخصيات السياسية اللبنانية، لكن من الملاحظ أنهم توقفوا عن التحدث عن الحكومة ومؤسسات الدولة منذ سنوات، وباتوا يتحاشون التعليق على شخص رئيس الجمهورية، ميشال عون، لكنهم أصبحوا يتحدثون أكثر عن التصاقه بالتيار السياسي الذي تزعمه لسنوات طويلة بدلا من أن يكون رجل دولة مستقل. كذلك الأمر بالنسبة لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، إذ يتحاشون أيضا الحديث عنه في الوقت الراهن بعد أن كان قبل سنوات نجما لدى الإدارة الأمريكية لجهة إدارته للنظام المالي والمصرفي، ولتعاونه في تطبيق العقوبات الأمريكية على حزب الله، ويطالبون بالشفافية. في سياق متصل، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الإثنين، أن موسكو زودت بيروت بصور التقطتها الأقمار الصناعية يوم انفجار المرفأ. وقال لافروف، بعد أن أجرى محادثات مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في موسكو أمس الإثنين، إن روسيا أرسلت إلى لبنان صورا التقطتها الأقمار الصناعية لمرفأ بيروت قبل وبعد الانفجار الضخم الذي هزه يوم الرابع من أغسطس 2020. وأضاف لافروف، في تصريحات للصحافيين: «بناء على طلب الحكومة اللبنانية، سلمنا اليوم مواد أعدتها روسكوزموس.. صورا بالأقمار الصناعية، ونأمل أنها ستساعد في التحقيق في أسباب ذلك الحادث. القضية تحظى الآن باهتمام جاد جدا في لبنان ونأمل أن يتسنى إنهاؤها»، وفقا لرويترز. وأوضح وزير الخارجية الروسي أنه بحث كذلك مع نظيره اللبناني إمكانية مشاركة شركات روسية في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الانفجار. ولم يذكر وزير الخارجية الروسي أي شركات يمكن أن تشارك. وكانت وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس» قالت الأسبوع الماضي إنها وافقت على تقديم الصور بموجب طلب من الرئيس اللبناني ميشال عون. الجدير بالذكر أن انفجار مرفأ بيروت كان أسوأ كارثة يشهدها لبنان في وقت السلم.