«التعشير».. من رقصة حربية إلى فن شعبي مبهج

  • 11/23/2021
  • 02:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحول «التعشير الحجازي» من رقصة حربية قديمة تشبه الاستعراض العسكري لبث الحماسة في المحاربين وفرحة للانتصار، إلى فن من الفنون الشعبية التي تعرض في الأفراح والمناسبات لبث الفرح والبهجة في النفوس، ويرتدي ممارسوها اللباس التقليدي للمعشرين المسمى «المذولق»، ويتوج رؤوسهم العقال «المقصب»، وتعلو وجوههم أثناء ممارسة هذا الفن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الموروث، الذي يعبر عن أصالة الرجل الشعبي ويمثل إرثا ثقافيا تاريخيا أصيلا، وتحوز حركات المعشرين وخطواتهم الاستعراضية المتناسقة على إعجاب وانبهار المشاهدين بهذا الموروث الأصيل، لما فيها من احترافية عالية في طريقة الاستعراض والرقص بالبنادق المعروفة بـ«القداحي» أو «المقمع» في صورة تبين رشاقة وجمال حركات المؤدين.خطوات استعراضيةويؤدى التعشير شخص أو شخصان أو أكثر في وقت واحد، فيمشي العارض بطريقة معينة وبخطوات مرتبة واستعراضية تتناسق فيها الأدوار والمهام، ويداعب فيها العارض «المقمع»، الذي يكون محشوا بالبارود ليتحول إلى لهب تحت قدميه بعد ضغطه على الزناد يعانق بعدها العارض السماء، ويصاحب فن التعشير أهازيج أبرزها لون شعبي مشهور في الحجاز يعرف بـ«الرجز» أو ما يسمى «الردح» في بعض المناطق والمحافظات، يتغنى من خلاله الشاعر بكلمات تدعو إلى الفخر والاعتزاز، فيما يدخل «المعشرون» إلى الساحة بالتناوب وبطريقة معينة.طرق التعشيرويحتاج التعشير إلى مهارة ولياقة ورشاقة وتدريب، فيطلق العارض الطلقات النارية عبر بندقيته المقمع، وأثناء الوثب في الفضاء ينبغي على العارض ألا ينحني من جسمه سوى حركات الركبتين وأسفل الجذع أثناء القفزة، ثم يوجه فوهة بندقيته باتجاه الأرض بكلتا يديه، وبسرعة خاطفة يضغط على الزناد، وهناك طرق متعددة للتعشير الحجازي، منها ما هو يكون سهلا يمكن للجميع استخدامه، ومنها ما هو صعب يتطلب احترافية وممارسة عالية للمعشر، ومن أشهر تلك الحركات حركة الجنب لليمين أو اليسار، وحركة الكفت وهي بإنزال البندق من أسفل الأقدام، وحركة الخلف وهي حركة صعبة لا يؤديها إلا المحترفون.

مشاركة :