خليفة بن عبيد المشايخي khalifaalmashayiki@gmail.com حينما يُصيب كل منِّا ضيق وضعف وتحل بنا النوائب، فإنه في أحيان كثيرة نحتاج إلى من يكون لنا حماية ومصدر قوة وسندا وعونا، ونتوق إلى من يبقى لنا محفزا على النجاح دوما، ومواسيا عند المنا والملمات وينبري لنا صونا، ومنقذا لسقوطنا عند فشلنا ومعززا لنا كالملهمات، فإن بلغ هذا ذاك، فإنه سيصير كالذي ماله مالي إذا كنت معدمًا، ومالي له إن جار دهر ولا قارب. وحينما تحجبنا المشكلات عن سعادتنا وتبقينا بالقرب من الأخطار، ويعتدي علينا خل أو تك زلة منه، فإنه للدهر خله فهو له مكافٍ كافٍ، وللأيام كله فالله كفيل به، سيأخذ لك ما أصابك منه، وسيعطيك حقك قدر الذي ضامك به. قارئي العزيز، شاء الله أن جعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف، تتداخل بيننا الانتماءات فنتآلف، وتجمعنا وشائج القربى وروابط الدم ووحدة المصير والاعتصامات بحبل الله المتين فنتكاتف، وتوحدنا الجماعات وتقوينا اللقاءات، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". ولما كان قول الله تعالى كما تقدم، فإن العسر يتيسر بالتعاون والإخاء، والصعب يتذلل بالبذل والعطاء، والخطب يهون بحب الله واجتماع الكلمة وتفقد الأحوال ودوام الإحسان، فالمولى عزَّ وجلَّ قال أيضًا "سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما. إذن نفهم أنه متى ما شددنا بعضنا بالتآزر والتعاضد، فإنه لن يصل لنا الأعداء، فالرماح تأبى إذا اجتمعن تكسرا، وإذا افترقن تكسرت آحادا. إن العلاقات بين الناس عزيزي القارئ الكريم تضعف بضعف إيمانهم، وتنفك بقلة وفائهم، وتتلاشى بمرض قلوبهم وانعدام تقواهم وذهاب إخلاصهم، فلا بعدها يكون هناك مؤشر تقوى، ولا بسببها ترعى حقوق، وعند حدوثها تتلاشى المحبة والتناصح ويأتي العقوق، ويغيب بين الأشقاء الحرص على الإصلاح ودفع الظلم والأذى والفلاح. ففي الأيام تحدث التجارب والمواقف، ويمتحن الرجال فتظهر ما بالعواطف، فربما بعدها يدوم الود والتواصل، ويظهر من كان صاحباً لك لا كاشفا، فرب أخ لك لم تلده أمك، فالله الله في التآلف واحترام بعضنا وتقدير كل منِّا للآخر. حينما تكون أحوال الناس في شتات، فإن المصير إلى هلاكهم وارد، وإذا ما أرادوا النجاة منها، ففي حلها بما يجعلها تذهب وتتحسن أمر متعارف، ولما كانت الحياة بهذا الترتيب والنهج، فإن التعاضد والالتفاف مع بعضنا، يسهل الكثير من الأمور، والله جلَّ جلاله قال "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". إذن فبطاعة الله تحل البركات وتنزل الخيرات وتزول الشحناء والبغضاء والافتراقات، والصبر على الأخ والجار والقريب والصديق والقريب والبعيد، فيه أجر عظيم، فالله الله على علاقات حسن الجوار وتعزيزها بما يجعلها تدوم، فإنه بعدها يأتي الأمن والأمان، ويسود الود يوماً وزمانا، ويتحقق الصفاء، ونكون لبعضنا عدة على البلاء، ومعونة على الأعداء. إن السلطنة وهي تنتهج نهج الخير في علاقاتها مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي منذ القدم، لتنظر إلى هذه العلاقات على أنها علاقات أخوة وجيرة وصداقة ومحبة، فيها من الخير الكثير، وبالتالي فإنَّ تاريخها شاهد على أنها دولة متصالحة مع نفسها تميل للسلم، وتنزع عن الخلافات وكل ما يعكر أجواء الأخوة والسلام والصفاء، وحريصة على دوام الصداقات وتبادل المصالح ونبذ العداوات. إن عُمان مع شقيقاتها بقية دول مجلس التعاون الخليجي، يمثلون إخوة وأشقاء يجمعهم البيت الخليجي الواحد، ويوحدهم الهدف والمصير المشترك المتقارب، ويؤلف بينهم روابط الأخوة والدم والرؤى المتقاربة، والعلاقات المتميزة بينهم يوما بعد آخر تزداد صلابة، وتسهم في بناء صروح المجد والعزة، وتأتي بالرخاء والرفاهية والتقدم والتطور لشعوب هذه الدول. ختامًا.. حفظ الله الخليج وأهله، ووحد كلمتهم وألف بين قلوبهم، وجمعهم للخير والمحبة والسلام والوئام والوفاق، وبارك في قادتهم، ووفقهم لما فيه مصلحة مواطنيهم.. اللهم آمين.
مشاركة :