بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون الذي وافق 21 من شهر نوفمبر الجاري، أقامت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي تحت رعاية وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي رئيس مجلس إدارة الهيئة احتفالية بحضور كوكبة مميزة من كبار الشخصيات الوطنية في المجال الإعلامي والفني والثقافي. خلال الاحتفالية أشاد الوزير القصبي في كلمة القاها أمام الحضور بما قدمه التلفزيون السعودي عبر قنواته المختلفة من برامج متنوعة منها الثقافي والرياضي والدرامي والتي ظلت عالقة في أذهان المشاهدين حتى وقتنا الحاضر، سيما وأن من قدمها في الماضي ونفذها وشارك فيها أسماء عملاقة منها من لا يزال على قيد الحياة ومنها من رحل عنا، تاركاً خلفه إرثا عظيما من الإبداع والعطاء المتميز. الوزير القصيبي نوه عن أهمية مواصلة رحلة النجاح والارتقاء بالرسالة الإعلامية نظرا للقفزات التطويرية المذهلة التي تشهدها المملكة والتي تستلزم بالتالي مواكبتها حتى أن تصبح لدى المملكة صناعة إعلامية مميزة وتكون بمثابة عامل من عوامل نجاحها. الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي بكلمته الافتتاحية، أكد على ما تَسعى إليه الهيئة بجهود العاملين فيها إلى تحسين المحتوى الإعلامي، باعتباره ركيزة أساسية للتفوق الإعلامي، وبالذات في بيئة محلية وإقليمية وعالمية تَعج بوسائل إعلامية عديدة ومنوعة، مشدداً على أن المحتوى الجيد هو الذي يفرض نفسه، وبالذات إن كان المحتوى المقدم جادا ينطلق من الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية بعيداً عن الإثارة المبتذلة. وفي هذا الخصوص أعلن الرئيس التنفيذي للهيئة عن إطلاق هاكاثون المحتوى الإعلامي يهدف إلى تحويل الأفكار إلى واقع ملموس على شاشة التلفزيون السعودي. إن أجمل ما تضمنته الاحتفالية لفقرات، فقرة جمعت بين بين الجيل السابق والجيل الحالي من الرواد الذين حملوا لواء مسؤولية الرؤية والعزيمة بتأسيسهم وبنائهم لعدة قنوات تلفزيونية، بما في ذلك وضعهم للأسس واللبنات الإعلامية الأولى التي حققت للتلفزيون السعودي ما نشهده اليوم من نجاح. ويأتي تكريم عدد من الإعلاميين والمذيعين السابقين والحاليين بما في ذلك من الممثلين والفنانين، خطوة رائعة على المسار الإنساني الصحيح لتعبيره عن لمسة وفاء متميزة قامت بها الهيئة، وبالذات وأنها شملت أشخاصا خدموا الإعلام السعودي بشكلٍ عام والتلفزيون السعودي بشكلٍ خاص بتفان وجد وإخلاص منقطع النظير وفق معايير إعلامية رفيعة المستوى. هذا التفاني والإخلاص في العمل جعل من إعلامنا التلفزيوني واقع ملموس خلال دوراته البرامجية المتعاقبة، وبالذات في قدرتها على استثمار المكنون الثقافي والتاريخي والمستقبلي للوطن، ما أثمر حديثاً في فوز الهيئة بسبعة من برامجها في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس. دون أدنى شك، أن تفاعل هيئة الإذاعة والتلفزيون مع مناسبة عالمية كاليوم العالمي للتلفزيون، يؤكد على حرص القائمين على إدارة الهيئة على مواكبة المستجدات الدولية في مجال الإعلام التلفزيوني، وبالذات في ظل ما يشهده الإعلام عموماً من تحديات كثيرة، من بينها البحث عن جودة المحتوى الإعلامي في ظل تعدد وسائل الإعلام، وبالذات الإعلام الجديد بتفرعاته المختلفة والمنصات والمواقع الإلكترونية. جدير بالذكر، أن اليوم العالمي للتلفزيون يأتي تخليدا لذكرى اليوم الذي انعقد فيه أول منتدى عالمي للتلفزيون في الأمم المتحدة، بَهدف التشجيع على التبادل العالمي لبرامج التلفزيون، بالتركيز على قضايا ترتبط بالسلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التبادل الثقافي. برأيي أن ما أضفى على المناسبة الاحتفالية للهيئة باليوم العالمي للتلفزيون جمالاً وزهواً، هو الاحتفاء بأسماء مرموقة صنعت الفارق في مسيرة التلفزيون السعودي التي امتدت لأكثر من ستة عقود، منذ أن تم تأسيس التلفزيون في عام 1962 وبالذات وأن الاحتفال لم ينس الاحتفاء بأوائل من ظهروا على شاشة التلفزيون السعودي بتكريم الأحياء منهم ومن رحل منهم رحمهم الله تحت شعار "ما نسيناكم".
مشاركة :