قال محمد شمس الدين، الباحث لدى الشركة الدولية للمعلومات، إن نسبة الفقر في لبنان بلغت 55%، كما تجاوزت نسبة البطالة الـ 35%. وأكد الباحث، خلال مشاركته في برنامج (ماذا بعد؟) على شاشة الغد، أن هذه الحالة دفعت نحو انتشار العصابات الإجرامية في البلاد، لافتا إلى أن العديد من السارقين يتعاطون المخدرات وهو ما يفاقم من حجم الأزمة. وأوضح الباحث أن الذين يقومون بسرقات السيارات هم عصابات منظمة لتهريبها لخارج الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية دفعت الكثير من اللبنانيين لشراء الخزانات الحديدية. واستكمل قائلا، “تم خلال الفترة الماضية، شراء أكثر من 37 ألف خزنة حديدية، وأصبحت الأسر الميسورة هدفا للعصايات”. ويعيش لبنان منذ أكثر من عامين أزمة سياسية واقتصادية، تركت بصماتها على كافة مناحي الحياة، حيث أدى انسداد الأفق السياسي وتعثر الوضع الاقتصادي إلى عدد من الظواهر الخطيرة كان على رأسها تنامي معدلات الجريمة بشكل عام وخاصة جرائم السرقة. ونشرت الشركة الدولية للمعلومات مؤخرا دراسة، استنادا إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، حول تزايد حدة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي. وترتفع المخاوف من زيادة جرائم القتل والسرقة بفعل الحاجة والفقر، والأرقام حول ارتفاع جرائم السرقة والقتل تؤكد هذه المخاوف. وأكدت الدراسة أنه خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري زادت الجريمة عموما بنسبة 212%، كما ارتفعت جرائم السرقة بنسبة 265%، كما زادت جرائم القتل بنسبة 101%. ومع تنامي معدلات الجريمة، تتحدث تقارير عن ازدهار تجارة الأسلحة في لبنان بفعل حرص قطاع من اللبنانيين على تأمين أنفسهم بشكل شخصي، وهو ما يعكس أن أزمة غياب الأمن باتت ملموسة للمواطن.