وصلتني رسالة عبر بريدي الإليكتروني من إحدى القارئات تتناول في شكواها قضية مهمة تتعلّق بالحقوق المسلوبة للإرث، حيث تقول في رسالتها: «توفي والدي رحمه الله تعالى، وترك عائلة من خـمسة أبناء وأنا البنت الوحيدة، وكان ضمن ملكيته عقارات تقدّر بـملايين الريالات فضلا عن السيولة المالية، وبعد صدور صك حصر الإرث، أراد إخواني الذكور حرماني من نصيبي الشرعي في إرث أبي بحجة عدم السماح بتمتّع زوجي (الغريب في نظرهم) بأموال والدي، والمؤلم أكثر أن أمي وافقتهم وساعدتهم على تحقيقه بالضغط عليّ ومقايضتي رضاها عنـّي بتنازلي عن نصيبي الشرعي، فاضطررت بعد اصرارها وخشية غضبها عليّ أن أتنازل عن كلّ نصيبي، لكني طلبتُ أن يـتركوا لي مزرعة واحدة فقط من أصل 15 مزرعة فقبلوا، واضطررت لتوثيق تنازلـي في الـمحكمة، وعندما طلبتُهم أن يوثّـقوا صك الـمزرعة باسـمي ماطلوني أشهراً طويلة، وأخيرًا كتبوا لـي مساحة (6000 متر مربع) وسط إحدى المزارع الكبيرة وأحاطوها بأملاكهم من كل جانب، ثم منعوا عنها الـماء حتى ماتت الأشجار وأصبحت أرضًا قاحلة لا تثمر ولا تسرُّ الناظرين. ولم يهدأ إخواني إلا بعد الإيعاز لأمي – التي قاطعتني وغضبت عليّ - بالضغط عليّ حتى تنازلتُ في المحكمة أيضًا عن هذه القطعة البـوار من الـمزرعة لكي أنال رضا أمي - سامحها الله - لكني أخشى عليها من الذنب والظلم، وأخاف أيضًا أن تـموت وهي غاضبة عليّ من أجل حفنة من تراب الأرض». وتلفتُ مرسلة الرسالة النظر إلى أن جميع إخوانـها الذين حرموها ميراثها الشرعي، حاصلون على شهادات الدكتوراة في تـخصصاتـهم!! وتقول لهم: «أنـا خصمكم .. أمام الله يوم القيامة». لا أجد من الكلمات الـمُناسبة ما يُعبّـر عن مشاعري تـجاه هذه القصة التي اكتشف تكررها في حالات مشابـهة، لكني أتوجّه إلى من يهمّه الأمر في هذه القضايا الشرعية القضائية الإنسانية الحساسة، للوقوف على مدى انتشارها وتضرر عدد من النساء في مـجتمع من المفترض فيه تـحلّيه بالمُروءة والأخلاق الإسلامية، لكن البعض من أفراده ينظر إليهنّ نظرة قاصرة ويعاملهنّ بتسلّط وقهر، حتى في حقوق شرعية نصّ عليها كتاب الله عزّ وجلّ، تضيق بـها صدور بعضهم في مجتمع ذكوري بامتياز .. والله المستعان. abkrayem@gmail.com
مشاركة :