رام الله / القدس 24 نوفمبر 2021 (شينخوا) صادقت لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس اليوم (الأربعاء) على مخطط لبناء حي استيطاني جديد يضم آلاف الوحدات السكنية شمال القدس، وسط تنديد فلسطيني. وذكرت الإذاعة العبرية العامة اليوم أن لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس صادقت على المخطط الجديد الواقع في منطقة مطار (قلنديا / عطروت) الذي توقف عن العمل منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 على مساحة تقارب 1243 دونما، ويقدم بناء حي سكني جديد يضم آلاف الوحدات السكنية. ومن بين الوحدات سيكون هناك 800 وحدة سكنية محصنة ومساحة للفنادق والمناطق والمباني العامة والأماكن العامة المفتوحة ومناطق العمل والمناطق التجارية. وكان المخطط قد وضع قبل عدة سنوات، وتم تجميده في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية الرافضة للاستيطان الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية وشرق مدينة القدس التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب 1967، بالإضافة إلى المعارضة التي أبدتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للتوسع الاستيطاني في القدس. وبحسب الإذاعة، تعمل وزارة الإسكان الإسرائيلية على "تخطيط استخدام الأراضي" التي سيتم استغلالها لإقامة المنطقة الاستيطانية، على أن يتم تقديم هذه الخطة للجنة التخطيط والبناء التابعة لمنطقة القدس. ومن المقرر أن تعقد اللجنة القطرية للتخطيط والبناء في منطقة القدس في السادس من ديسمبر المقبل جلسة استماع لمناقشة بناء أكثر من 9000 وحدة استيطانية لتوسيع "عطروت"، ضمن المخطط نفسه وعلى الرغم من ذلك، مازال المخطط المطروح بحاجة إلى عدة تصاريح لاحقة قبل أن يتم تنفيذه على أرض الواقع. ورحب رئيس بلدية القدس موشيه ليئون بمخطط إنشاء حي جديد. وقال ليئون في تصريحات للإذاعة العبرية العامة إن هذا "برنامج آخر كجزء من عدد من البرامج التي أقودها وأعززها وأعمل على تقليص الفجوات وإيجاد حلول سكنية للشباب من جميع القطاعات، هذه هي الطريقة الصحيحة لتحسين نوعية حياة السكان". بدورها، طالبت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية تراقب توسع المستوطنات، في بيان أعضاء البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بوقف الترويج للخطة. وقال البيان إنه يجب إنشاء "آلية حكومية مشتركة تشرف على البناء في المستوطنات"، مضيفة أن وزير الإسكان ألقى "قنبلة سياسية من دون نقاش عام أو حتى في الحكومة". واعتبر أن الخطة "تقوض احتمالات السلام على أساس دولتين لشعبين، حيث يضع الحي المخطط حجر عثرة في قلب التواصل الحضري الفلسطيني القائم بين رام الله والقدس الشرقية مما يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية". وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مساء اليوم مصادقة إسرائيل على المخطط الاستيطاني. وقال بيان صادر عن الوزارة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن المخطط يهدف إلى استكمال فصل القدس عن محيطها الفلسطيني من جهة الشمال كجزء لا يتجزأ من عملية تهويدها وضمها وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي، ومحاولة إخراجها من أية مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين. وأكد أن الوزارة تنظر بخطورة بالغة لاستكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، خاصة تداعيات ذلك على فرص تطبيق مبدأ حل الدولتين. وطالب البيان المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري لوقف تنفيذ هذه المشاريع التي تكرس الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري وتؤدي لحسم مستقبل قضايا المفاوضات النهائية من جانب واحد وبقوة الاحتلال. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014. ويقطن ما يزيد على 600 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس. وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي.