كان الاستيطان القديم لا يتم إلا قرب مصادر المياه -القريبة من السطح- ومازال مع بعض التحولات قبل أن تتغير معطيات مصادر المياه بدخول تقنية تحلية مياه البحر والثاقبات حفارات المياه التي تصل إلى المياه الجوفية البعيدة، ولكون بلادنا تقع وسط الجزيرة العربية لا يوجد بها أنهار جارية ولا بحيرات ولا أحواض مياه سطحية ولا تتوسطها بحار -وإن كان هناك أودية موسمية تتحول إلى أنهار لفترة ثم تزول- لذا فإن الاستيطان يتركز على الأودية ومصائد المياه السطحية وبالقرب من الطبقات الحاملة للمياه القريبة من السطح في القطاع الرسوبي، وبالقرب من مياه الشقوق في مناطق الدرع العربي -التي تظهر على السطح- ولو تتبعنا المدن في بلادنا نجدها (تتطوى) على الأودية، ومن أشهرها وادي الرمة بأقسامه الثلاثة: الرمة، الأجردي، الباطن. وروافده من مجاري المياه وفحول الأودية حيث يشكل نهراً جافاً يربط غرب المملكة بشرقها، تبدأ مجاريه وروافده من المدينة المنورة غربا أي من البحر الأحمر، ومن مرتفعات حائل ومن حرة خيبر ومرتفعات الرياض جنوب غرب عفيف، حتى يصل إلى شرق المملكة في أقصى الشرق عند الحدود السعودية العراقية والكويتية بالقرب من الخليج العربي ليصب في شط العرب جنوب العراق، وكان يمثل في العصور المطيرة نهراً شبه جارٍ، وتقع عليه وعلى روافده الكبيرة المحافظات والمدن والمراكز والقرى والعديد من المستوطنات في مناطق: المدينة المنورة، حائل، القصيم، الرياض، الشرقية. ومن هذه الأودية الكبيرة: - وادي الرمة بأقسامه يتجاوز طوله (900) كيلومتر وتقع عليه أهم مدن القصيم ومراكز حائل والمدينة المنورة والرياض وحفر الباطن. - وادي بيشة يبلغ طوله (460) كيلومتراً في منطقة عسير يمتد من خميس مشيط حتى رنية بالرياض. - وادي الحمض يبلغ طوله (400) كم يخترق أراضي المدينة المنورة وتبوك. - وادي السهباء يبلغ طوله 380 كم يبدأ من الخرج وينتهي قرب الحدود السعودية الإماراتية. - وادي تثليث يبلغ طوله (350) كم يخترق أراضي في عسير سراة عبيدة وينتهي في وادي الدواسر جنوب الرياض. - وادي تربة يبلغ طوله (330) كم يخترق أراضي في منطقة الباحة وأراضي في مكة المكرمة. وهناك أودية يقل طولها عن (300) كم ولكنها بنفس الخطورة والقوة ومنها أودية: الجزل في المدينة المنورة، الركا في الرياض، رنية في مكة المكرمة والباحة، الجرير في القصيم والرياض، الشعبة في المدينة المنورة، الباطن بالمنطقة الشرقية، وج بمنطقة مكة المكرمة, وأودية أخرى مثل السرة والغر وفاطمة والخر والرشاء.. أيضاً هناك أودية أخرى تقل عن (200) كم. هذه الأودية التي يصل متوسطها (300) كم وينتهي بعضها في مدن وبعضها الآخر يخترق بعضها محافظات ومدن ومراكز تتحول إلى قوة تدميرية جارفة إذا اتحدت أو جاءت بلادنا أمطاراً شاملة. مقالات أخرى للكاتب هيئة التقويم تعلن عن نفسها محاولة هدم الجذور العربية (2 - 2) محاولة هدم الجذور العربية حماية ما تبقّى من التراث المعماري حين فرطنا بالتراث المعماري