أعلن مسئولون فلسطينيون اليوم (السبت)، أن أعياد الميلاد في مسقط رأس المسيح تحمل اسم "يعم الفرح بنجمة بيت لحم" للعام الجاري بعد غياب دام نحو عامين بسبب مرض فيروس كورونا. وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة خلال مؤتمر صحفي في مبنى بلدية المدينة، إن أزمة مرض فيروس كورونا ألقت بظلالها السلبية على القطاع السياحي الذي تكبد حتى الآن خسائر تصل إلى 1.5 مليار دولار. وأضافت معايعة أن الوزارة تتحرك لإنعاش القطاع من خلال التركيز على السياحة الداخلية والوافدة من الفلسطينيين في إسرائيل، مشيرة إلى أن ما قبل انتشار فيروس كورونا وصل أعداد السياح والحجيج نحو 3.5 مليون شخص. وأشارت إلى أن الأيام الماضية شهدت فلسطين بما فيها بيت لحم حركة سياحية خارجية لكن بأعداد قليلة، ولكن هناك مؤشرات بأن تسترد السياحة عافيتها من حيث الإقامة في المدينة. وفي السادس من شهر نوفمبر الجاري، قررت وزارة السياحة الفلسطينية استقبال السائحين بعد استكمال كافة الاستعدادات للخطوة مع الجهات ذات العلاقة مع الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا. وجاء القرار بعد توقفت أنشطة نحو 70 فندقا سياحيا في بيت لحم بشكل كلي تقريبا منذ مطلع مارس من العام الماضي إثر اكتشاف أولى حالات الإصابة بكورونا في المدينة، ما أدى لارتفاع نسبة البطالة بين سكانها، بحسب مسؤولين محليين. بدوره، أكد رئيس بلدية المدينة أنطون سلمان خلال المؤتمر ضرورة الاحتفال بالعيد والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف الوطنية بالحرية والاستقلال، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس حسب القوانين الدولية. ودعا شعوب العالم المحبة للسلام لزيارة فلسطين خاصة بيت لحم، والحج للأماكن المقدسة فيها، ودعم الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، وتعزيز صمود الفلسطينيين ليبقوا كما كانوا دائما عبر الأزمنة شاهدا على ميلاد السيد المسيح. ومن المقرر أن تشهد المدينة الأسبوع المقبل إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد بمشاركة فرق فنية من الولايات المتحدة الأمريكية ومالطا. من جهته، قال مدير عام شرطة المدينة العميد طارق الحاج خلال المؤتمر، إن العمل بدأ لتوفير خطة أمنية لتأمين الاحتفالات، لافتا إلى أن الشرطة استنفرت قواتها من خلال تسخير 500 عنصر من المدينة. وأوضح الحاج أن شرطة المدينة ستستعين بقوة من خارجها، لافتا إلى أن الخطة الأمنية سيتخللها إغلاق بعض الطرق وتحويل بعضها لتأمين الاحتفالات وتسهيل حركة السياح والزوار. يأتي ذلك فيما وصل، ظهر اليوم، إلى مدينة بيت لحم موكب حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون قادما من القدس، إيذانا بالبدء باحتفالات أعياد الميلاد المجيدة وعيد القديسة "كاترينا الرعوية شفيعة رعية اللاتين"، الذي يصادف غدا (الأحد). وأعرب باتون لدى استقباله من قبل المسئولين الفلسطينيين وسكان المدينة للصحفيين عن "سعادته بتواجده في مدينة مهد المسيح، واستقبال الأهالي والمحتفلين، وهو دلالة على الأجواء الحقيقية للفرح والبهجة بأعياد الميلاد المجيدة". وقال "لا تفقدوا الأمل وتسلحوا به، ومهد المسيح تحمل معها كل بشائر الخير، وسنصلي من أجل الخلاص من فيروس كورونا، وأن ينعم العالم بالحرية والأمن والسلام". بدوره، قال مستشار حارس الأراضي المقدسة الأب أبراهيم فلتس، إن الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة تعود هذا العام بصورتها البهية، بعد أن غيبها فيروس كورونا، داعيا الجميع للمشاركة والمساهمة في الاحتفالات، للتأكيد دوما على أن بيت لحم مهد المسيح شامخة وتتحدى الصعاب. وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح. ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريبا يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما العام 383 م بترجمة الأناجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى 30 عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.
مشاركة :