- في اعتقادي الشخصي أن الكتابة عن وفي الهلال أصبحت من أصعب الكتابات، فإنجازاته المتلاحقة هنا وهناك، إضافة إلى أنها لا تمنحك مجالا لالتقاط الأنفاس فقد استهلكت كل كلمات الإطراء وقصائد المديح ومفردات الإشادة وبالتالي فمن أراد أن يختبر حصيلته اللغوية ولياقته الكتابية فليجرب أن يكتب عنه، سيجد نفسه حتماً في النهاية أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يتوقف أو يكرر نفسه! ناهيك عمن يكون موعد مقالته – كحالتي - بعد الحدث بأيام قيل فيها كل ما يمكن أن يقال ولم يبق من (الكعكة) إلا الفتات! - وبالرغم من هذا سأحاول أن استجدي بقايا من لغة واستفز شيئا من لياقتي الكتابية لأقول: على مدى تاريخه ومنذ فجر ولادته حتى اليوم الذي أصبح فيه مؤسسة رياضية شبابية جامعة لم يمارس دور المتفرج بل أخذ على عاتقه مهمة نشر الفرح وإسعاد أمته وضخ المزيد من الإمتاع والإبداع في شرايين رياضة وطنه بما لذ وطاب من البطولات الفاخرة وفق فلسفة تؤمن بأن العمل ثقافة والمادة والفكر توأمان وبأن أولى خطوات النجاح هي في الاستفادة من كبوات وإخفاقات الأمس والانشغال بالكيان عما سواه. - وفي قمة (نصف الأرض) أمام بوهانج الكوري كان الرهان الهلالي بعد الإتكال على الله على توفر كل مقومات النجاح بدءاً من فكر إداري غاية في الاحترافية يؤمن بأن العمل تراكمي تكاملي قائم على المشورة والاستئناس بالرأي الآخر دونما نرجسية أو أحادية وبدعم أعضاء شرف ورؤساء ولاعبين سابقين لا ينظر لأحدهم على أنه رمز، بل كلهم رموز وعطاء نجوم هم نخبة النخبة في ساحتنا الرياضية ومؤازرة جماهير عاشقة حد الثمالة ونجح الرهان أيما نجاح وسطع الهلال ليلتها بدرا وتجلى بأبهى صورة فكان في الموعد محققا (سبقاً) تاريخياً استثنائياً بإضافة لقبه الرابع كبطل لأبطال دوري آسيا أقوى مسابقات القارة على الإطلاق والثامنة في مسيرته القارية والتأهل لثالث مرة لبطولة العالم للأندية والبقية تأتي. - ويبقى فوز الهلال بهذه البطولة ذات العيار الثقيل، إضافة جديدة متجددة تضاف لمنجزات الوطن الاقتصادية والسياسية والتنموية والاجتماعية وترجمة صادقة لدعم قيادتنا حفظها الله لقطاع الشباب والرياضة وكرة القدم على وجه التحديد ولو لم يكن لهذا المنجز سوى أن تردد اسم هذا الوطن الغالي في كافة قنوات ومنابر وفضاءات الإعلام الخارجي لكفانا. - شكرا لمن قدم هذا الفريق بهذا النغم وبتلك النكهة وبذاك العنفوان المتخم بـ(المرجلة) فريق لا يشبهه أحد شغفه وطموحه لا سقف له وثقافة الفوز جينات متجذرة في كل مفاصله لا يخشى عليه سوى من نفسه منه وإليه يبدأ وينتهي النجاح ولا عزاء لمن تسبب له هذا المنجز الفخم بعسر هضم وارتفاع في الضغط وتقلب في المزاج من الغامزين والانتهازيين والمنتظرين ممن لا تعجبهم رؤية الهلال بدراً!! - وفي النهاية أقول: الطامحون يؤمنون بأن الحظ يحتاج لمن يعمل من أجله ويمتلك أدواته ويفعل أسبابه، أما المحبطون فدائما ما يقفون على رصيفه لينتظروا قدومه ودائما ما يضعونه شماعة ومشجباً لـ(خيباتهم) ليهربوا من واقعهم المبني في الأصل على الأحلام والأوهام والخزعبلات! هل فهمتم، لا أشك في ذلك؟! وسلامتكم.
مشاركة :