رانغنيك في مهمة انقاذ هيبة يونايتد

  • 11/30/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - يلعب نادي مانشستر يونايتد الانكليزي عقب التعاقد الإثنين مع الألماني رالف رانغنيك لتولي مهمة المدرب الموقت حتى نهاية الموسم الحالي، ورقة الصدمة الإيجابية للحصول على جرعة ثقة يوقظ من خلالها مجموعة لا مبالية من اللاعبين وينقذ موسماً يبدو على شفير الانهيار. سمحت الاستعانة بمايكل كاريك كمدرب موقت، بعدما كان يشغل منصب أحد معاوني النروجي أولي غونار سولشاير، عقب إقالة الأخير قبل ثمانية ايام، لفريق "الشياطين الحمر" قارياً بحجز مقعده إلى ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا وبالعودة بنقطة من ملعب تشلسي المتصدر بعد التعادل 1-1 محلياً. لن يرغب الوافد الجديد رانغنيك باعتماد اسلوب اللعب الحذر الذي كان مفتاح المباريات الأخيرة ليونايتد لطمأنة نفسه وجماهيره الغاضبة والحد من هزائمه، خصوصاً أن الألماني يعتبر "الاب الروحي" لمواطنيه يورغن كلوب مدرب ليفربول وتوماس توخل مدرب تشلسي. قال عنه كلوب "انه من بين الأفضل، وربما أفضل مدرب ألماني". تحلم جماهير ملعب "أولد ترافورد" بمصير مشابه لتشلسي، إذ أن وصول توخل إلى ملعب "ستامفورد بريدج" بعد فترة قصيرة على اقالته من باريس سان جرمان الفرنسي رغم قيادته الأخير إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه (خسر أمام بايرن ميونيخ الالماني صفر-1)، حوّل الـ "بلوز" إلى منافس جديّ على الألقاب وإلى بطل متوج بالمسابقة القارية الأم الموسم الماضي ومتصدر حالي للدوري الممتاز. قلب توخل نادي تشلسي رأساً على عقب بفضل قراراته الحاسمة بتغيير الكثير من العادات المتبعة، ويرى الكثيرون أن رانغنيك سيسير على خطى مواطنه وهو الذي اعتاد على إملاء إرادته بشكل حازم إن كان في التمارين أو المباريات. لن يتردد رانغنيك في المس بهالة بعض اللاعبين وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لعب دور المنقذ في العديد من المباريات هذا الموسم عقب قرار عودته إلى الفريق، لكنه يبدو غير ملائم للاسلوب الذي ينادي به الرجل القويّ الجديد في النادي.  قد يكون أكثر من خطة بديلة  كما يبقى أن نعرف، كيف سيتمكن رانغنيك من التعامل مع غرفة ملابس تعج بالنجوم والاسماء الكبيرة غير "سي آر7". برهن المدرب الالماني عن قدراته التدريبية مع أندية ضمت في صفوفها لاعبين شبان، من دون نجوم، حيث كان قادراً على فرض أفكاره الكروية: الضغط العالي والمستمر والهجمات المرتدة العمودية الفائقة السرعة، من دون أن يشغل نفسه كثيراً بهوس الاستحواذ على الكرة. وبعد مسيرة طويلة على مقاعد المدربين حيث تنقل بين أندية شتوتغارت وهانوفر وشالكه وهوفنهايم، كان رانغنيك المهندس والعامل الاساس خلف نجاحات لايبزيغ، فقاده بعد وصوله إلى النادي عام 2015 إلى الدرجة الاولى في عامه الاوّل معه. وبعدما اختير ليشغل منصب المدير الرياضي، تخلى عن مهامه الفنية لصالح النمسوي رالف هانسهوتل (مدرب ساوثمبتون الإنكليزي الحالي) خلال موسمين. يعتبر رانغنيك عراب سياسة التعاقد مع لاعبين ما دون 25 عاماً حصراً، ما سمح له بقيادة لايبزيغ إلى القمة وجعله القوة الثالثة في الكرة الالمانية خلف العملاق بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند. عاد رانغنيك للتدريب في موسم 2018-2019 ليقود "الثيران الحمراء" إلى نهائي الكأس المحلية وللمركز الثالث في "بوندسليغا". ويدخل رانغنيك، مع مدرب منتخب "مانشافات" السابق يواكيم لوف، ضمن الدائرة المغلقة للمدربين الذي احدثوا ثورة كروية من ناحية الاسلوب المعتمد في الكرة الألمانية خلال القرن الحادي والعشرين، مانحاً الأولوية للسرعة على حساب القوة، ومعتمداً على فلسفة تبادل المراكز على حساب اسلوب تمركز اللاعبين. ارتفعت اسهمه كثيراً ضمن لائحة المدربين المرجحين لخلافة لوف الذي قرر الرحيل عن المنتخب الوطني بعد النسخة الأخيرة من كأس أمم أوروبا، قبل أن يتقدم مدرب بايرن السابق هانزي فليك على بقية الاسماء. عاد رانغنيك مجدداً إلى العمل بعدما غادر إلى لوكوموتيف موسكو الروسي لشغل منصب المدير الرياضي، لكنه لم يبقَ في منصبه سوى لأشهر معدودة بعدما فُتِحَ الباب أمامه للدخول الى "أولد ترافورد" نتيجة إقالة سولشاير. وبعد نهاية الموسم الحالي، سيتولى رانغنيك دوراً استشارياً في الإدارة الرياضية لفريق "الشياطين الحمر" في العامين المقبلين، لكن مع وجود فني بهذا العيار، يبدو أن يونايتد يقدّم لجماهيره ولنفسه أكثر من مجرد خطة بديلة في حال لم تنجح جهوده الصيف المقبل في التعاقد مع مدرب جديد.

مشاركة :