النهضة العقارية تحدي رسوم البنية التحتية!

  • 12/1/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حضارة‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬والحضارة‭ ‬الفرعونية‭ ‬تبقيان‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬شاهدين‭ ‬بارزين‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4000‭ ‬سنة‭.‬ وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬حضارة‭ ‬قوية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬صحيحة‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬تطويرية‭ ‬ورقي‭ ‬عمراني‭ ‬وتأسيس‭ ‬قواعد‭ ‬صحيحة‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬لكافة‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬التطوير‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬تخطيط‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬والمداخل‭ ‬والمخارج‭ ‬للمناطق‭ ‬وربطها‭ ‬بالمدن‭ ‬وتوفير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالديمومة‭ ‬والاستدامة‭.‬‮ ‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يبرز‭ ‬عامل‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬هو‭ ‬الدراسات‭ ‬المسبقة‭ ‬المتعمقة‭ ‬والاستشرافية‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التخطيطات‭ ‬المرورية‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسبق‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬لإنشاء‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬وشبكات‭ ‬المجاري‭ ‬والإنارة‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬وتصنيفات‭ ‬المنطقة‭ ‬وإنشائها‭.. ‬فمثلا‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬العقارات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المأهولة‭ ‬والمتوافر‭ ‬فيها‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬تكون‭ ‬دائمًا‭ ‬مرغوبة‭ ‬وعليها‭ ‬طلب‭ ‬شديد‭ ‬وأسعارها‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬لأن‭ ‬توافر‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬يمثل‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬رقي‭ ‬المناطق‭ ‬وجمالها،‭ ‬ويمثل‭ ‬مصدرا‭ ‬مهما‭ ‬لراحة‭ ‬القاطنين‭ ‬ومرتادي‭ ‬المنطقة‭.‬ انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬تحدّ‭ ‬كبير‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإدارة‭ ‬الطرق‭ ‬وإدارة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭. ‬فمن‭ ‬الأولويات‭ ‬المهمة‭ ‬جدًا‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عيها‭ ‬عمل‭ ‬مسح‭ ‬ميداني‭ ‬وجدولة‭ ‬واضحة‭ ‬بموجب‭ ‬الميزانيات‭ ‬المتوافرة‭ ‬والمعلنة‭ ‬للعموم‭ ‬لجميع‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬خدمات‭ ‬كافية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬المتوقع‭ ‬لبناء‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬وخدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المدفوعة‭ ‬من‭ ‬قاطنيها‭. ‬ويجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬القديمة‭ ‬المتهالكة‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.. ‬فهناك‭ ‬مناطق‭ ‬تعاني‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬وخاصة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬صخرية‭ ‬وخدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬معدومة‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬قلالي‭ ‬وخليج‭ ‬توبلي‭ ‬مجمع‭ ‬711‭ ‬والحد‭ ‬والهملة‭ ‬مجمع‭ ‬1010‭ ‬ومقابة‭ ‬والجنبية‭ ‬مجمع‭ ‬575‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬حديثًا‭ ‬وبنيت‭ ‬فيها‭ ‬المباني‭ ‬والبيوت‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضها‭ ‬تم‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القاطنين،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬فيها‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬ليبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬مسلسل‭ ‬تقديم‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬الشكاوى‭ ‬والالتماسات‭ ‬والمتابعات‭. ‬ السؤال‭ ‬هنا‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومعلنة‭ ‬لجميع‭ ‬المناطق؟‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جدولة‭ ‬متكاملة‭ ‬ومتفقة‭ ‬مع‭ ‬ميزانية‭ ‬الوزارة‭ ‬وفق‭ ‬الجداول‭ ‬الزمنية‭ ‬لعقود‭ ‬المقاولين،‭ ‬وبالتنظيم‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬المناقصات،‭ ‬فإعلان‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لخدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وشفاف‭ ‬يجعل‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬واقتناع‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬هدفا‭ ‬واضحا‭ ‬وخطة‭ ‬موضوعة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬والمستدامة‭.‬ من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬دينارا‭ ‬للمتر‭ ‬المربع،‭ ‬وعندما‭ ‬تكون‭ ‬المنطقة‭ ‬كاملة‭ ‬ومؤهلة‭ ‬ومبنية‭ ‬بنسبة‭ ‬تتجاوز‭ ‬90‭%‬،‭ ‬وتكون‭ ‬مطابقة‭ ‬لجميع‭ ‬شروط‭ ‬إنشاء‭ ‬الشوارع‭ ‬والإنارة‭ ‬وشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ -‬أعزكم‭ ‬الله‭- ‬نواجه‭ ‬للأسف‭ ‬تحديا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬ترسية‭ ‬المناقصات‭ ‬على‭ ‬المقاول‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخدمات‭ ‬أحيانا‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭. ‬وهذه‭ ‬الآلية‭ ‬يمكن‭ ‬تعديلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجية‭ ‬متقدمة‭ ‬حول‭ ‬تنظيم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وإنشائها‭.‬ ختاما‭.. ‬مازالت‭ ‬بشارة رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بشارة‭ ‬خير‭ ‬ومبعث‭ ‬سعادة‭ ‬بالتطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تمثل‭ ‬تحديا‭ ‬أمام‭ ‬المعنيين‭ ‬بتطوير‭ ‬نهج‭ ‬متكامل‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬وتطوير‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬للأفضل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭. ‬

مشاركة :