خريجات كلية الأم والعلوم الأسرية دفعة من نوع خاص

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

المشهد المعتاد في حفلات التخرج الجامعية أن تجلس الأم وبجوارها الأب على مقاعد الضيوف في قاعة الحفل، في انتظار صعود الأبناء لمنصة التكريم للحصول على الشهادة الجامعية التي طالما انتظرها الجميع بعد عناء امتحانات ومذاكرة دروس ومساقات، لكن ما حدث في حفل تخرج الدفعة الأولى لطالبات الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية، الذي أقيم في فندق كمبينسكي، كان على العكس، فقد جلس الزوج وبجواره الأبناء في انتظار صعود الأم المكرمة إلى المنصة، وعلى رأسها تاج الفرحة والتخرج لتسلم شهادة علمية أسرية مختلفة عن باقي الشهادات، و شاركت الخليج الخريجات فرحتهن. قال د. ماهر مهدي هلال أستاذ اللغة العربية بالكلية: نهنئ كل الخريجات بهذه اليوم العظيم والمؤثر في حياة كل واحدة منهن، ونهنئ أنفسنا وإدارة الكلية بهذا النجاح لدورها في بناء أمة عظيمة من خلال بناء أسرة متماسكة، وكلية الأم والعلوم الأسرية فتح في عالم الأكاديميات، ذلك لأنها استطاعت أن تحيي الرغبة في التعلم في نفوس تركت مقاعد الدراسة من سنين، لدينا طالبات تركن التعليم منذ أكثر من 20 عاماً، وعندي طالبات مع بناتهن في القاعة نفسها، ولديهن أحفاد، على سبيل المثال الطالبة أمينة العلي أجرت بحثاً على أحفادها في كيفية تقبل الشعر أو عدم تقبله، الكلية استطاعت أن توظف خبرة سنوات وتعيد تجربتها مرة أخرى وأخذت تنظر للأمومة نظرة أخرى، بعد أن أصبح لديها أحفاد، اكتشفت قوانين الأسرة والتعامل الصحي لبناء مجتمع متماسك وقوي، وهذه الرسالة الأولى للأم والزوجة. ورداً على سؤال إذا ما كان هناك صعوبات لتدريس أم وابنتها في القاعة العلمية نفسها، قال: بالعكس كان الأمر بالنسبة لي غاية في السهولة، لأنني خاطبت بداخلهن فكرة أنا أكون، وبالعكس الطالبات مميزات وبداخلهن العديد من القدرات، ومنها مواهب وقدرات كتابية، فهن لسن أمهات بل هن أمَّة. الشيف ماجد الصباغ أحد أساتذة الكلية قال: فرحتي أكبر بكثير من فرحة الطالبات اللاتي نقدم لهن اليوم التهنئة والتبريكات بالنجاح والتميز، فكل واحدة منهن سعيدة بنجاحها الشخصي بالتخرج وحصولها على شهادتها، أما أنا وباقي أعضاء هيئة التدريس، ففرحتنا بنجاح دورنا العلمي والعملي ونجاح الكلية كلها، وأنا أعتز كثيراً كوني واحداً من فريق عمل كلية تحمل رسالة مجتمعية أكبر بكثير من الحصول على شهادة دراسية، فهنا قدمنا علوماً أسرية يحتاج إليها المجتمع للوصول لأسرة مترابطة بشكل عام، أما أنا فقدمت مساقات الطهي محاولاً تكريس أهمية المطبخ في الأسرة، وضرورة المحافظة على غذاء صحي للأطفال، فنحن نعيش في عصر متسارع يعتبر المطبخ أو المائدة هو الشيء الذي يجمعنا، لذلك لابد أن يكون المقدم من خلاله شيئاً مميزاً. ورداً على سؤال هل كان من الصعب أن تتعامل مع فئات عمرية في السن؟ قال: هناك نوع من الصعوبة، لأن معظمهن لديهن مفاهيم خاطئة ومعلومات قديمة راسخة تحتاج لتصحيح عن الغذاء وطبيعته وكيفية إعداده، لكن الجميل في الأمر أنه كان بداخلهن شغف لتعلم المادة بالطريقة العلمية السليمة، وأنا بداخلي لدي شغف لتدريسها وتقديمها لهن، ونجاحهن بتقديرات مرتفعة هو نجاح لنا ودليل قاطع على تحقيق أهدافنا. فرحة العمر بملابس التخرج ووسط فرحة الأهل والأصدقاء، وقفت الخريجة هنادي صادق شعبان تخصص إرشاد أسري تشارك الجميع فرحتها التي وصفتها بأنها فرحة العمر، التي لن تنساها أبداً، ليس فقط بسبب حصولها على الشهادة الجامعية ولكن لمدى الاستفادة الكبيرة والهامة التي حققتها على المستوى الشخصي والإنساني، فرغم أنها لم تتزوج إلا أنها اكتسبت معلومات كثيرة عن الحياة الزوجية السليمة وتربية الأبناء وإدارة المنزل. عن سبب التحاقها بهذه الكلية قالت: سمعت كثيراً مؤخراً عن ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع الخليجي، والعديد من المشكلات الأخرى التي تسبب فيها عدم الاهتمام بالمشكلات الزوجية والحياتية، فقررت أن أدرس إرشاداً أسرياً حتى أتعلم وأكون زوجة ناجحة مستقبلاً على المستوى الشخصي، أما على المستوى المهني والعام فأنا موظفة في القيادة العامة لشرطة الشارقة في قسم شؤون الموظفين، ومن الممكن أن أقدم خدماتي العلمية من خلال الشرطة المجتمعية الموجودة في القيادة للجميع. أما عن التوفيق ما بين ساعات الدراسة والعمل فقالت: رؤسائي في العمل لهم فضل كبير في نجاحي، لأنهم ساعدوني كثيراً في هذا الأمر، منحوني إجازات للمذاكرة والامتحانات، دفعوني للاستمرار لذلك أشكرهم جميعاً. جوانب حياتية بجوار زوجها وابنتها الطالبة الجامعية وقفت الخريجة ندى الحاج علي تستقبل التهاني من كل زميلاتها خريجات أول دفعة من الكلية، وقالت للخليج: سعادتي الآن لا توجد كلمات تصفها، لأن هذه الشهادة لها أهمية مختلفة عن أي شهادة أخرى، فرغم أنني موظفة في وزارة الصحة في منطقة عجمان الطبية بمركز مشيرف الصحي، إلا أنني وبدعم وتشجيع من زوجي التحقت بهذه الكلية التي فتحت لي آفاقاً كثيرة في الجوانب الحياتية، وكيفية التعامل مع أسرتي، فأنا زوجة وأم لستة من الأبناء، لم تفدني الدراسة مادياً، لكن الإفادة الأهم والأعظم هي الخبرات الحياتية والمعلومات السليمة على يد خبراء الجامعة، فقد أصبحت نظرتي للأمور أوسع وأعمق، فبعد أن كنت أرى الأمر بطريقة واحدة أصبح الأمر الواحد واضحاً أمامي بطرق متعددة. وعن دراستها قالت: تخصصت في مساق عام، واستفدت من كل شيء: الطهي، التجميل، التربية، العلاقات الزوجية، وسعيدة جداً بكل هذه الخبرات التي لا يقدمها مكان آخر سوى الكلية التي أشعر بالفخر للانتماء لها، لذلك إذا طلبت ابنتي الانضمام لها فلن أرفض. الخريجة فاطمة عبدالله البلوشي زوجة وأم ل 3 أطفال، قالت: الفرحة هنا مضاعفة، لأنها فرحة بالتخرج ومشاركة الأسرة والأصدقاء هذا العرس المميز، والفرحة أنني اكتسبت من الخبرة والعلم ما يؤهلني لتربية أولادي بطريقة سليمة، كما أن نظرتي للحياة بوجه عام تغيرت وأصبحت أكثر اتساعاً عن السابق، لذلك أشجع كل بنت لديها رغبة في تكوين أسرة مستقرة تكون نواة لمجتمع متماسك، أن تلتحق بهذه الكلية، التي تساعد بكل الطرق في تقديم يد العون لكل الفئات للحصول على هذه الشهادة الدراسية المهمة. مرونة في التعامل أما سكينة محمد حسن أم لخمسة أبناء فدخلت من الثانوية العامة إلى الكلية الجامعية للأمومة والأسرة، بعدما ظلت تبحث عن دراسة تناسبها وتتفق مع أهدافها، فجذبها اسم الجامعة والمواد المقدمة فيها، فقدمت أوراقها بعد أن تأكدت من المرونة في التعامل وفي تنظيم أوقات الدراسة، حتى تتفق مع كل الطالبات سواء موظفات أو أمهات لديهن التزامات منزلية وعائلية. وعن دراستها قالت: حققت أهدافاً إنسانية وحياتية، لا يمكن أن أعبر عنها، فقد اتسعت مداركي وقدراتي كأم وزوجة، بشهادة كل المحيطين بي، تغيرت شخصيتي للأفضل في التعامل مع المشكلات والأبناء، ومعظم أفراد أسرتي كانوا يستشيرونني في بعض الأمور. وأضافت سكينة: كنت أقرأ في المجلات عن التجميل والطهي، وكنت أحصل على معظم معلوماتي من شاشات التلفزيون، وهي طبعاً قشور معلومات، لا أعرف ما يناسبني منها وما لا يتفق معي، لكن بعد دراستي لهذه العلوم أصبحت كل معلوماتي موثقة وسليمة لا تضر بي أو بأسرتي. ليلى علي خريجة الدبلوم قالت: عندي شهادة من كليات التقنية العليا، وكنت أدرس في جمعية النهضة بدبي المنهج نفسه المقدم في مقر الجامعة بعجمان، من خلال الأساتذة أنفسهم، لكنني شعرت بأن الدراسة هنا مجال مميز يختلف عن باقي العلوم، يفيدني في بيتي، ويلامسني أنا شخصياً، خاصة أنني زوجة وأم لبنتين، وانتبهت كثيراً لموضوع التعامل مع الصغار في كل مرحلة عمرية سواء الطفولة أو المراهقة، عرفت كيف أصل لأفكارهم، كيف أحفز ابنتي وأشجعها وأعزز بداخلها ما أريد. هند محمود حامد، قالت: بصراحة الإحساس لا يوصف، ووسط الأهل دمعة العين قريبة من شدة الفرحة، المواد رائعة عن الطفل، والطهي والتجميل، ولدي 3 أطفال، وعندي تدريب في الجامعة للعمل بها، بعد أن حصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف والرابعة على الجامعة. هنا جمعة، قالت: علمتني الكلية العديد من الأمور في التعامل مع أولادي، كنت أفتقدها كثيراً، وبعد أن درست أول كورس فيها، تعلمت الطرق الصحيحة لتربية الأبناء والتعامل معهم، وغيرت سلوكياتي معهم، كان عندي مشكلة مرهقة في التعامل مع ابني لكن الحمد الله بالتدريج ومع الدراسة أصبح لدينا حوار مشترك وتفاهم وود، كنت أشعر بأنه مفقود بيننا، وكموظفة كان هناك تعاون وتشجيع من زوجي. أما الخريجة والموظفة في الكلية أمينة الحمادي، فقالت: سعادتي اليوم لا تقل عن سعادة صديقاتي، خاصة أنني مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في الكلية، فبعد أن تخرجت عرضت الإدارة علي أن أتولى هذا المنصب، مما زاد من إحساسي بالامتنان للكلية التي علمتني الطرق السليمة للتعامل مع الآخر، مع الزوج والأبناء، وأضافت لخبراتي الحياتية والتربوية المزيد من المعلومات التي تحتاج إليها كل امرأة تريد المشاركة في بناء المجتمع بشكل سليم. وقالت الحمادي: اعتماد شهاداتنا اليوم، يعني أننا بدأنا الخطوة الأولى لبناء أسرة عمادها الأم وقواعدها وأصولها مستمدة من الدين والعلم والتراث العربي الأصيل، وأن الطريق إلى المستقبل مملوء بالتحديات، لكن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو الإسهام في التنمية الشاملة للمجتمع، من خلال الأدوار والواجبات الملقاة على عاتق كل واحدة منا. فرحتي اليوم أكبر من فرحة يوم عرسي، بهذه الكلمات بدأت الخريجة شروق العايدي كلامها، وأضافت: سعيدة جداً بأنني أتممت تعليمي الجامعي في تخصص أحبه وأتمناه، فقد كنت من أوائل الملتحقات بالكلية عندما كان غرفة في فندق كيمبنيسكي، قبل افتتاح المبنى الرئيسي، التحقت وأنا أم لثلاثة من الأطفال وحامل في الرابع، وتجربتي مع الكلية أعتبرها حالة خاصة، فقد انفصلت عن زوجي بسبب بعض المشكلات، ومن خلال دراستي عرفت أن الطلاق من الممكن أن يكون نهاية للمشكلات لي ولأطفالي، وبداية حياة سليمة لبناء أسرة مستقرة، بعيداً عن أي ضغوط نفسية لي ولهم، وحالياً أتدرب للعمل في الكلية، وإن شاء الله سوف أكمل دراستي العليا بها.

مشاركة :