«أخضر» عشوائي لا يملك الحلول.. والمرحلة المقبلة صعبة

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في السابق وتحديدا من (1984- 1996) كان المنتخب السعودي يرسخ الثقة وينشر الفرح في الشارع الرياضي والخوف لدى المنافسين، كان بينه وبين المنتخبات الآسيوية الأخرى مسافات كبيرة، وكانت تحسب له ألف حساب، وبعض منها يرى التعادل معه مطمعا عطفا على هيبته وقوته والعناصر التي تعج فيها مختلف صفوفه، وكانوا على قلب رجل واحد وهم هواة لم ينالوا الملايين التي فاز بها انصاف اللاعبين، يحرثون الملعب طوال وقت المباراة بحماس وقتالية وإخلاص. في الوقت الراهن اختلف الوضع وتغيرت الصورة، ف "الاخضر" صار يرسخ بهويته الضعيفة وغياب الاستقرار وكثرة التغييرات الفنية وفي العناصر القلق لدى الإعلام والجماهير وعشاق الكرة السعودية، صحيح أنه يفوز في بعض المباريات، ولكن اغلب هذه الانتصارات تتبخر عندما تحين لحظة الحسم وتكون المباريات الكبيرة، وحدث هذا في عدة مواجهات. بالأمس لم يكن المنتخب الفلسطيني الشقيق ذلك الخصم القوي الذي من الممكن أن يقف حجر عثرة في طريق "الأخضر" نحو الفوز والتزود بالنقاط لولا أن الكرة السعودية تراجعت كثيرا وتقدم الآخرون، وبعضهم تجاوزها بمراحل كبيرة حتى صار الفوز عليهم صعبا ونيل البطولات من امامهم غير ممكن، في مباراته الخامسة في تصفيات كأس العالم 2018 وآسيا 2019 لم يكن مقنعا في الاداء وفي تنويع اللعب والتغييرات، لذلك ظهر مدربه الهولندي بيرت فان مارفيك فاقدا الحلول الممكنة، ولم يوجه اللاعبين في ظل تكتل فلسطين الى التسديد المباشر من مختلف الاماكن، ما اراح الحارس ودفاع فلسطين، وجعل الهجمات المعاكسة تشكل خطورة على خالد شراحيلي. ربما يخرج بعضهم ويقول مباراة فلسطين ظروفها غير، والنقطة الواحدة افضل من الخروج خاسرا، هذا ليس عذرا، بل هو مساعدة للاعبين والمدرب على المزيد من الفوضى والتهاون والعشوائية التي ستكون وبالا على المنتخب في الفترة المقبلة، التي لن يواجه فيها منتخبات بحجم تيمور وماليزيا وفلسطين، هناك منافسون محترفون في كل شيء على مستوى القارة، والاعداد لهم يختلف عن التحضير لمنتخبات بحجم كوريا الجنوبية والصين واليابان وايران واستراليا، وبالصورة الحالية لا يمكن تجاوزهم بسهولة ما لم تتعدل الاوضاع. المنتخب القوي والمدرب المتمكن واللاعبون المحترفون هم من يوجدون الحلول عندما تحكم الظروف تكتل الخصم وضرورة التنويع على كسر ذلك، ولا يمكن أن تفعل ذلك وأنت لا توجد لك حلول، ما نشاهده اداء يغلب عليه الفردية، واذا برز لاعب او لاعبان فهذا مردة الاعتماد على مهاراتهم، وليس تألق المجموعة ونجاح اسلوب خطة المدرب والتميز في التحضير، هناك من يقول إن 13 نقطة اصبحت كفيلة بتعزيز الروح المعنوية للمنتخب السعودي حتى يصل الى الادوار النهائية، منطقيا في ظل مجموعته الحالية نسبة التأهل عالية جداً، ولكن ليس هذا الطموح، الطموح أن تتسلح بمنتخب قوي ولاعبين متنجانسين واعداد مميز تواجه بهم الظروف وينجحون وسط الاختبارات الصعبة، وهزيمة الاقوياء الذين سيكون الموقف صعبا امامهم ما لم يتم القضاء على العشوائية وايجاد الحلول الكفيلة بهزيمتهم. ايعقل أن يلعب المنتخب طوال 94 دقيقة من دون أن نرى بارقة أمل في تنويع اللعب، وفك تماسك دفاع الخصم، واخماد حماسه بتسديدات مثمرة، هذا لم نشاهده بكل أسف مع المدرب الهولندي مارفيك الذي عليه قراءة الواقع جيدا والا سيكون موقفه في غاية الصعوبة عندما تبدأ صافرة التصفيات النهائية في حال تأهل "الأخضر".

مشاركة :