أفاد تقرير جديد بأن جائحة فيروس كورونا المستجد أدت إلى انخفاض حاد في أعداد الأشخاص الذين يتم فحصهم للكشف عن الإصابة بمتلازمة النقص المناعي المكتسب. وحذر التقرير، الذي نشر بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي يخلد في الأول من ديسمبر من كل عام، من خطر تأخر تشخيص المرض وظهور موجة تفش جديدة من الفيروس الذي يهاجم الجهاز المناعي. يشار يشار إلى أن الأشخاص المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسب، الذين لا يتلقون العلاج يواجهون خطراً أكبر بكثير فيما يتعلق بالإصابة بالمرض الفتاك ونقل العدوى لآخرين. وجاء في التقرير، الذي نشره اليوم المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إن «هذا وضع مثير للقلق، بالنظر إلى أن حالات العدوى الجديدة بمتلازمة نقص المناعة المكتسب على مدار العقد الأخير تتزايد في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية». يشار إلى أن الإيدز سيكون له تأثير على انتشار أمراض أخرى. وعلى سبيل المثال، يعتقد بعض العلماء أن سلالة فيروس كورونا الجديدة «أوميكرون» تطورت في جسد مريض بمتلازمة نقص المناعة المكتسب. وبحسب المنظمتين، ارتفعت عدد الإصابات الجديدة المسجلة بمتلازمة نقص المناعة المكتسب بنسبة 24% على أساس سنوي في أوروبا. في حين طورت خلال بضعة أشهر، مجموعة لقاحات مضادة لمرض كوفيد-19، أخفقت الأوساط العلمية حتى الآن في إيجاد لقاح للإيدز رغم أبحاث متواصلة منذ سنوات طويلة. ويعود هذا الفارق إلى طبيعة فيروس نقص المناعة البشرية الذي يصعب تعطيله، إلا أن التجارب مستمرة لتحقيق ذلك. وأتاحت الاستثمارات الضخمة والإجراءات المسرّعة والمسارات المبتكرة للبحوث، ظهور لقاحات مختلفة ضد فيروس كورونا العام الفائت في وقت قياسي. ومن الواضح في مناسبة اليوم العالمي للإيدز، اليوم الأربعاء، أن الحرب ضد فيروس نقص المناعة البشرية لم تحظ بالمصير نفسه. فعلى الرغم من التقدم الهائل في علاجه، توفي 680 ألف شخص في كل أنحاء العالم سنة 2020 بسببه. ومع ذلك، لم يتوقف السعي إلى إيجاد لقاح منذ أن اكتشِف العام 1983 هذا الفيروس الذي يتميز بخاصية إضعاف جهاز المناعة. ولكن تبيّن، بحسب ما يوضح الباحثون، أن طبيعة هذا الفيروس تجعل أمر تدميره بالغ الصعوبة. وشرح مدير وحدة المناعة والفيروسات في معهد باستور الفرنسي البروفيسور أوليفييه شوارتز أن فيروس نقص المناعة البشرية «يصيب خلايا جهاز المناعة» في الحمض النووي، ومنها يستمد مادته الجينية. وهذا الأمر يجعل استهداف الفيروس أكثر صعوبة لأن هذه الخلايا المناعية، عندما لا تُستدعى للتدخل، تمر بمراحل نائمة يتسلل خلالها الفيروس. وبالتالي، فإن ما ينطبق على الإصابة بسارس- كوف2 لجهة شفائها طبيعياً في معظم الحالات، وإتاحتها اكتساب مناعة، لا ينطبق على فيروس نقص المناعة البشرية.
مشاركة :