وقعت الدكتورة ياسمين الخالدي على مؤلفها "لا للعبث بالإنسانية البريئة لا للتحرش الجنسي"، الصادر في طبعته الأولى عن دار "سيف الجابري للطباعة والنشر والتوزيع" خلال فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال40 والتي أقيمت في مركز أكسبو الشارقة للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 3-13 نوفمبر/تشرين الثاني بمشاركة كبيرة من دور النشر في العالم. يضم الكتاب الذي يقع في 140 صفحة من القطع المتوسطة العديد من المواضيع الهامة والفصول التي تدرجت بها المؤلفة التي تعنى بأجيال المستقبل ويتصدر الكتاب مقدمة عن المحتوى الذي يرتكز عليه الكتاب في أول موضوعاته حول التحرش الجنسي الذي وصفته الدكتورة ياسمين الخالدي أنه من آخر المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مشيرة إلى أنه سلوك تعافه النفس البشرية وتمتنع عنه الفطرة السليمة من الإقدام عليه، لافتة بأنه سلوك اجتماعي مخالف لما تعارفت عليه الجماعات الإنسانية من قيم ومعايير على مدى الحقب التاريخية منذ القدم . وأكدت المؤلفة في مقدمتها أننا حين نتحدث عن التحرش فإننا نتحدث عن أحزان وآلام ونتائج سلبية لبدايات وسلوكيات خاطئة وبالتالي فإن الأسر إذا تصدعت وتأثرت به فلا شك بأن أطراف المتأثرين بالتحرش هم :المتحرش به، والمتحرش، وأسرة المتحرش، إضافة إلى أنه فعل محرم في الشرائع السماوية كافة، وتجرمه القوانين الوضعية وكذلك هو يسبب سلوكا يعكس اضطرابات نفسية وصراعات داخلية في نفس المتحرش والمتحرش به لا سيما الأطفال لما في ذلك من آثار اجتماعية ترافق الطفل الضحية طوال مراحل حياته. إلى ما في ذلك من مشاكل أسرية ومجتمعية تنعكس بكافة صورها عليه مسترسلة في توضيح ذلك في مقدمة الكتاب . وتميز الكتاب بمحتواه الاجتماعي والنفسي وفصوله المسترسلة في طرح ظاهرة التحرش من جانب انساني وديني اجتماعي وقانوني. وأستهل الكتاب بعرض مفهوم التحرش الجنسي في فصله الأول ثم تحدثت في الفصل الثاني حول الحديث عن القضايا الجنسية، وفي الفصل الثالث حول التحرش الجنسي بالأطفال، وفي الفصل الرابع عن أسباب التحرش، ثم الخامس عن الشذوذ الجنسي، ثم السادس تحدثت عن زنا المحارم. وفي الفصل السابع عن التحرش بالمرأة، وفي الفصل الثامن حول الاستغلال الجنسي ضد الأطفال ذوي الإعاقة، وفي الفصل التاسع حول القوانين الرادعة للتحرش التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة. ثم تحدثت قبل الخاتمة للكتاب عن الخطط العلاجية والطرق التي تساعد على حل المشكلات منها خط نجدة الطفل بالشارقة مشيرة إلى أهمية التربية الأمنية للأطفال منذ بداية حياتهم من خلال التربية الصحيحة بالمنزل داعية إلى أهمية مراقبة الأهل وخاصة الوالدين لأبنائهم بشكل دائم وعدم تركهم بمفردهم لفترات طويلة وتحفيزهم على ترديد كلمة لا في حال تعرضهم لأية مضايقات خارجية في حال عدم وجود الوالدين بسبب الانفصال بين الزوجين أو وفاة احدهما ووقوعهم في براثن من لا يرحمهم ولا من يعنى بهم كغيرهم من الأطفال الأسوياء . واختتمت المؤلفة الكتاب بتقديم لغة أرقام وإحصاءات لتعرض الكثيرين من الأطفال والنساء بالتحرش الجنسي في عدة دول مستشهدة بالآيات القرآنية الواردة في كتاب الله حول التنبيه من خطورة التحرش بأنواعه . في الختام الكتاب وثقت الكاتبة المؤلفة ياسمين الخالدي أهم المصادر والمراجع التي ارتكزت عليها في سرد محتواه الاجتماعي النفسي من قصص وأمثلة واقعية من مصادرها المختلفة حيث يعتبر الكتاب مرجعا للباحثين والدارسين في الجامعات والطلبة في المراحل الثانوية والجامعية للعودة إليه بهدف نشر الوعي والتثقيف حول ظاهرة التحرش لا سيما الجنسي منها مع الأطفال والنساء معاً.
مشاركة :