الرباط - فيلم "ممكن العب معاكو" هو روائي قصير للمخرج المصري شريف محفوظ، يدور حول مراهق يعاني من قصور عقلي، يسعى لاكتشاف ذاته من خلال اللعب مع أصدقائه، إذ يقابل أولادا يلعبون في منطقته، يشاركهم في اللعب، لكنه يفاجأ برفضه وطرده، ويقرر بعدها البحث عن أصدقاء آخرين يشاركهم فرحة اللعب. وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته ميدل ايست اونلاين مع المخرج المصري شريف محفوظ: ما الذي ألهمك لاختيار قصة مراهق يعاني من قصور عقلي؟ الفكرة جاءت من جار كان يقطن بجواري، كنت أقوم بمرافقته في نزهاته، وكنت ألاحظ تهميشه من قبل إخوته بسبب ظروفه العقلية، من هنا بدأت الفكرة تتكون وتطورت إلى مشاهد ولقطات سينمائية. كيف تم التحضير للتصوير؟ هل واجهت تحديات خاصة في التعامل مع الممثل الرئيسي الذي يجسد الشخصية ذات القصور العقلي؟ تم التحضير له في ظروف صعبة، خاصة أنه أول عمل قمت بإخراجه، وكانت هناك قلة في الإمكانات والخبرة، واضطررت إلى استثمار وقت طويل في إنتاج الفيلم في جميع مراحله، بدءا من مرحلة التصوير وصولا إلى المراحل ما بعد التصوير، سواء في مرحلة المونتاج أو إضافة الموسيقى، وتطلب مني كل مرحلة خبرة واسعة بسبب رغبتي في تقديم العمل بجودة عالية، أما بالنسبة للشخصية الرئيسية، فقد كانت من تمثيلي الخاص، ولم أجد صعوبة في ذلك، حيث قمت بإعداد الشخصية قبل عام كامل من تصوير العمل. ما هي الرسالة التي تأمل في نقلها من خلال تجربة هذا المراهق وكيف يبحث عن الانتماء؟ كل منا يسعى للحصول على الفرصة التي تؤكد على إيمان أحدهم بنا، ورسالتي هي إعطاء الفرصة للآخرين، وخاصة لذوي الهمم لأن جزءا من رسالتي هي الإيمان بقدراتهم من خلال منحهم الفرص، كما ظهر في معظم لقطات الفيلم، وأسفرت على إعطاء الفرص لهذا المراهق عن تأثير إيجابي على حياته، حيث وجد الانتماء والتآلف من خلال تفاعله مع الحيوانات. هل استخدمت أسلوبا معينا في الإخراج لتسليط الضوء على التجربة الفريدة للشخص الوقعي في شخصية الفيلم؟ طبعا، استخدمت أسلوب الرمزية في الإخراج، حيث تمثل الشخصية الرئيسية رمزا يعبر عن عدة شخصيات من بينها الطفل مع والديه، وكذلك شخصية الزوجة مع زوجها، والموظف مع مديره، وهذه الرموز تعكس تجربة الشخص الرئيسي إلى حاجة هؤلاء للايمان والاعتراف من قبل الآخرين ليتمكنوا من الإعطاء. كيف استفادت القصة من الموقع الجغرافي وتفاعل الشخصية مع محيطها؟ كان للقصة تأثير إيجابي في المهرجانات المحلية، حيث تفاعل معها الجمهور مباشرة بسبب سهولة طرحها وأيضا تفاعل النقاد مع الأحداث بسبب رمزيتها، واستغلت القصة الموقع الجغرافي بشكل فعال، مما أثر إيجابيا على تفاعل الجمهور والنقاد، وزاد من جاذبيتها في المحافل المحلية. هل كان هناك تحديات في تصوير المشاهد التي يتم فيها رفض فيها الشخصية الرئيسية؟ لم تكن التحديات كبيرة بشكل كبير، وذلك بسبب تعايش باقي الممثلين مع الأحداث، تمكنت القصة من تقديم المشاهد التي يتم فيها رفض الشخصية الرئيسية بشكل فعال ومؤثر، وتم استيعاب التحديات بسلاسة خلال عملية التصوير. كيف تعاملت مع تمثيل المشاهد العاطفية والمحزنة التي تواجه فيها الشخصية رفضا من أصدقائه؟ تم التعامل مع تمثيل المشاهد العاطفية والمحزنة التي يواجه فيها الشخصية رفضا من أصدقائه من خلال توفير تدريب كاف للممثلين على هذه المشاهد، حيث حرصت على نقل المشاعر بشكل حقيقي وبخبرة، مما أسهم في تحقيق أداء مؤثر لتلك اللحظات العاطفية. هل كان لديك رؤية محددة لاستخدام الموسيقى أو الصوت في تعزيز تجربة المشاهد؟ قامت الموسيقى التصويرية بلعب دور هام في نقل معان مختلفة وإضفاء عمق على الأحداث بما يتناسب مع رؤيتي للفيلم. كيف تم اختيار الممثل الذي يلعب دور الشخصية الرئيسية، وكيف ساعد ذلك في توصيل رسالة الفيلم؟ تم اختيار الممثل الذي يلعب دور الشخصية الرئيسية بطريقة فريدة، حيث كانت الشخصية من تمثيلي الخاص، قمت بالتدرب على تجسيد هذه الشخصية لمدة عام كامل من خلال الدراسة والتعايش مع الواقع الذي يتعامل معه ذوو الهمم، كان هذا التدريب والتعايش يعززان اتصالي الشخصي والعاطفي مع تلك القضية، مما ساعد في توصيل رسالة الفيلم بشكل فعال ومؤثر. هل لديك خطط لمشاركة الفيلم في المهرجانات أو العروض السينمائية المحلية؟ نعم، الفيلم شارك في عدة مهرجانات بالفعل، وحقق نجاحا بارزا، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم في نيويورك، وكذلك حصل على جائزة أفضل فيلم في زارت الثقافة المصرية. هذه الفعاليات تعكس نجاح الفيلم واستقباله الإيجابي من قبل الجماهير والنقاد.
مشاركة :