تراجع الثقة في التيار الوطني يدفع حزب الله إلى تأجيل الانتخابات

  • 12/2/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - تسعى جماعة حزب الله اللبنانية إلى تأجيل الانتخابات في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد وخاصة مع تراجع ثقة الطيف المسيحي في حزب التيار الوطني الحر حليف الجماعة. وحديث زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحية سمير جعجع من سعي حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر يدخل في هذا السياق حيث نجحت شخصيات وقوى سياسية مسيحية من مزاحمة التيار الوطني الذي رهن مستقبله في مربع جبران باسيل باعتباره صهر الرئيس ميشال عون. وأكد سمير جعجع الثلاثاء إن حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر سيعملان على تأجيل الانتخابات أو تعطيلها لأنهما شبه متأكدين من أنهما سيخسران الأكثرية النيابية التي بحوزتهما. وأضاف أن "الاستمرار في الوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وهذا هو الموت الذي من الممكن أن نصل إليه… من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جدا وهي عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أي وقت آخر”. وأكد إنه دون انتخابات في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه بالأغلبية “سترى المزيد من الشيء نفسه”، في إشارة إلى الانهيار المالي في لبنان الذي تقول الأمم المتحدة إن الأزمة جعلت 80 في المئة من شعبه في حالة فقر. وتابع "أهم شيء الآن الانتخابات النيابية لنخرج بأكثرية نيابية مختلفة، ماذا إذا اللبنانيون لم يتحملوا مسؤوليتهم ورجعنا إلى الأكثرية النيابية ذاتها، العوض بسلامتك، سيستمر الوضع على ما هو عليه ويبدو أن إصرار سمير جعجع على إجراء الانتخابات في موعدها يشير إلى ثقته في إمكانية هزيمة خصمه التقليدي واستقطاب جزء كبير من خزانه الانتخابي مع تصاعد غضب المسيحيين من أداء الحزب ومؤسسه الرئيس ميشال عون. وتشير مصادر وفق ما نشرته صحيفة  العرب" ان حزب الله أجرى تقييما للاوضاع السياسية في البلاد وتيقن من ان حليفه المسيحي يعاني من تراجع من حيث نسب الثقة وبالتالي لن يكون قادرا على تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات المقبلة على غرار الانتخابات الماضية.  ووفق نفس التقييم فان الشباب المسيحي لم يعد له ثقة كبيرة في التيار الوطني الحر وأنهم ربما يختارون مقاطعة الانتخابات او القيام بتصويت عقابي لصالح القوات اللبنانية خاصة وان التيار الوطني لم يعد قادرا على تقديم الدعم السخي الذي كان يقدمه في مناسبات سابقة. ويعاني الحزب من تداعيات العقوبات المفروضة عليه وعلى داعميه الرئيسيين مثل حزب الله وإيران مع خسارة التمويل الذي كانت تقدمه دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. ويرى حزب الله ان الظروف الاقتصادية السيئة للغاية وتصاعد شعبية المناوئين للنفوذ الإيراني والغضب من الطبقة السياسية الحالية التي حملت مسؤولية الأزمة ستدفع اللبنانيين الى تعديل بوصلتهم وانتخاب خصوم الحزب بغاية تجاوز الأزمة وإعادة الدعم الخليجي الذي توقف. وساهم التيار الوطني الحر في فتح المجال امام حزب الله للسيطرة على الوضع السيادي ومقاليد الدولة وجرها تماما إلى المحور الإيراني وهو امر لم يعد يستسيغه اللبنانيون الذين باتوا في عزلة إقليمية ودولية ويريدون تغييره عبر الانتخابات.

مشاركة :