انضمت الولايات المتحدة وألمانيا إلى دول أخرى في مختلف أرجاء العالم تخطط لفرض قيود أكثر صرامة لمكافحة مرض «كوفيد-19»، في حين يثير ظهور أوميكرون المتحور الجديد من فيروس كورونا اضطرابات في الأسواق، خوفاً من أن يعطل الانتعاش الاقتصادي. وتعتزم ألمانيا فرض قيود صارمة على غير الملقحين، مع حجر شبه كامل، وسط توقعات بأن تصبح سلالة «أوميكرون» سائدة في أوروبا، خلال الأشهر المقبلة، وفقاً للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض. وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل، أمس، عن تشديد القيود على الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد لـ«كوفيد»، وفرض حجر شبه كامل عليهم، مع منعهم من دخول المتاجر غير الأساسية أو المطاعم أو الأماكن الثقافية أو الترفيهية. وسيتعين عليهم أيضاً حصر تواصلهم في المنزل، أو في الخارج، بشخصين من أسرة أخرى كحد أقصى. واتخذت هذه الإجراءات الجديدة، بعد لقاء مع خلفها أولاف شولتز وقادة مناطق البلاد الـ16. وسيرفع مشروع قانون بشأن التطعيم الإلزامي الذي يؤيده شولتز، إلى البرلمان لدخوله حيز التنفيذ في فبراير أو مارس. وأشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومقره ستوكهولم من جانبه، إلى أن «البيانات الأولية تشير إلى ميزة كبيرة» للمتحورة الجديدة على المتحورة دلتا السائدة حتى الآن. واستناداً إلى هذه النماذج الرياضية، حذرت الوكالة، أمس، من أن «أوميكرون قادرة على التسبب بأكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فيروس سارس- CoV-2 في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر القليلة المقبلة». وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: إنه «يجب مناقشة» إلزامية التطعيم في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس في جنيف، أنه في الوقت الحالي تشكّل نسبة التلقيح وكشف الإصابات المتدنية مزيجاً «ضارًا». وحذر من أنها «وصفة مثالية لتكاثر المتحورات وتفشيها»، مشدداً على أن نهاية الوباء هي «مسألة خيار». وفي جنوب أفريقيا، حيث أعلن رصد المتحورة أوميكرون للمرة الأولى الأسبوع الماضي وحيث جرى تطعيم أقل من ربع السكان، تحدثت السلطات أمام البرلمان عن انتشار متسارع للفيروس. ووفقاً لباحثة من المعهد الوطني الجنوب أفريقي للأمراض المعدية، فإن الأجسام المضادة المكونة من الإصابة الأولى بـ«كوفيد» لا تمنع الإصابة بالمرض مرة أخرى بالمتحورة أوميكرون. وقالت آن فون غوتبرغ خلال مؤتمر صحافي من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: «نعتقد أن عدوى سابقة لا تحمي من أوميكرون». من جانبها، قالت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي: إن الأولوية تظل «لضمان إنتاج اللقاحات وتوزيعها في أسرع وقت ممكن في كل أنحاء العالم». ورصدت المتحورة أوميكرون في كل القارات، لكن أوروبا التي واجهت قبل ظهورها تفشياً قوياً للوباء، تبدو الأكثر تضرراً. وبعد كثير من البلدان الأخرى، أعلنت إيرلندا وايسلندا والهند بدورها عن أولى الإصابات فيه. وفي النرويج، يُخشى تسجيل نحو خمسين حالة من المتحورة أوميكرون بعد حفلة قبل عيد الميلاد. وقررت دول أوروبا تشديد القيود الصحية مرة أخرى: ضبط الحدود وحظر السفر إلى منطقة أفريقيا الجنوبية وإلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل العام والمحلات التجارية في المملكة المتحدة، والتوصية بتلقيح الأطفال المعرضين للخطر في فرنسا. في بلجيكا، من غير المستبعد أن تعقد السلطات اجتماعاً ثالثاً في أقل من ثلاثة أسابيع لاتخاذ قرار بشأن قيود جديدة حول النشاطات في الداخل وفي المدارس. وسجلت الدنمارك التي واجهت تفشياً وبائياً قوياً، رقماً قياسياً، أمس الأول، مع أكثر من 4500 حالة جديدة. وأعلنت الولايات المتحدة، أمس، عن تعزيز الفحوص للمسافرين الوافدين إلى أراضيها، اعتباراً من الأسبوع المقبل بعد الإعلان عن أول حالة إصابة بالمتحورة أوميكرون.
مشاركة :