تستمر فعاليات مهرجان قصرالحصن في أبوظبي، ومنها برنامج الأفلام السينمائية التي أنتجتها «إيمج نيشن»، حيث عُرضت مجموعة من الأفلام القصيرة أهمها: «بصيرة» «منحة الوالد» و«سبيل» و«صافي»، إضافة إلى الفيلم الروائي الطويل «ساير الجنة» الذي حصد جوائز عديدة، سيناريو وإخراج سعيد سالمين، وإنتاج عامر سالمين المري. البحث عن الجدة تدور أحداث «ساير الجنة» حول الولد سلطان الذي فقد الحنان بعد وفاة أمه، وعانى من قسوة زوجة أبيه، حتى تخبره شقيقته الطفلة أن في صندوق والده القديم صورة لجدته التي لم يعرفها، ومن هنا تبدأ رحلة البحث فيحمل الصندوق إلى صديقه سعود ويخبره بما سمع من أخته، ليذهب سلطان وسعود إلى صانع مفاتيح في محاولة لفتح الصندوق، وهنا يرى صورة الجدة والنظارة التي كانت تضعها على عينيها وشريط كاسيت مسجل بصوتها، ويقرأ عنوان جدته المكتوب خلف الصورة ويعلم أنه في الفجيرة، وهنا يقرر مع سعود أن يذهبا للبحث عن الجدة، ويظهر سالمين براعته في كشف العوائق التي صادفتهما في الطريق، وبعد أن وصلا إلى الشارقة يجدان سيارة يسألان صاحبها عن طريق الفجيرة فيخبرهما بأنها بعيدة والوصول إليها ليس بالشيء السهل، ومع تعاطفه معهما يأخذهما إلى بيته ويبقيان عنده عدة أيام. ملصق فيلم «ساير الجنة» ملصق فيلم «ساير الجنة» هنا يتعرف سلطان على صاحبة البيت ويشعر وكأنها جدته، نظراً لما أظهرته هذه السيدة من حنان وتعاطف معه. واستطاع الطفلان الممثلان والأخوان أحمد وجمعة الزعابي، أن يقدما أداء متميزاً بعفوية ومهارة، وفي الوقت ذاته أبدعت الممثلة فاطمة الطائي، وكذلك عبدالله مسعود، وعبدالله الجنيبي ومريم سلطان في تقديم أدوارهم ببراعة. الطبيبة «حمامة» ثم يأتي الفيلم الوثائقي الطويل «حمامة» للمخرجة نجوم الغانم التي أبدعت بلمساتها الفنية بإظهار مهارة السيدة «حمامة» في الطب الشعبي من خلال المراجعين الذين يقصدون منزلها من أجل العلاج، سواء بـ«الكي» أو بالأعشاب الطبية، والفيلم نص وبحث الشاعر خالد البدور، والدعم البحثي للكاتب سلطان العميمي وإنتاج نجوم الغانم وخالد البدور. واستطاعت الغانم من خلال هذا العمل السينمائي أن تسلط الضوء على حياة الطبيبة الشعبية «حمامة» التي اقتربت من الـ 90 عاماً، وهي تعالج أنواع عدة من الأمراض باستخدام الطب الشعبي، وتأتي المهارة الكبيرة التي تمتلكها «حمامة» من خبرات الماضي، لذا يأتي المرضى إلى بيتها في منطقة الذيد بالشارقة طلباً للعلاج، وتكشف أحداث الفيلم ماضي «حمامة»، حيث إن زوجها تزوجها لتعتني فقط بأمه المقعدة، مما جعلها تلجأ إلى تطبيب المرضى لإثبات ذاتها، ليقدم هذا العمل المتقن حياة «حمامة» بتفاصيلها اليومية، ليجد المشاهد نفسه أمام امرأة اقتربت من الـ 90 عاما، لكن محبتها لعملها أوصلها لهذه المعرفة والنجاح. ملصق فيلم «حمامة» ملصق فيلم «حمامة» كما يروي الفيلم القصير «لم أعد أكتم» للمخرجة مريم العوضي، الذي كان قد فاز بأفضل فيلم دولي بمهرجان جورجيا السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية، قصة فتاة تعاني نفسياً من نظرة الناس لها، مما خلق لديها حافزاً قوياً للتفوق في الدراسة لتثبت أمام الجميع أن الخلفيات الثقافية ليست مشكلة، لكن المهم تميز الشخص ونجاحه في الحياة. في عباءة الماضي ومن داخل قصر الحصن، يقدم المهرجان فعالية أخرى مختلفة تمثل الماضي حيث يظهر عدة أشخاص، وكل منهم يقدم دوراً من أحداث الماضي، وهؤلاء مجموعة شباب ممثلين يقدمون لمحات من الماضي الجميل باللباس التقليدي القديم، ليعرف الجمهور كيف كانت حياة الناس في ذلك الوقت، من خلال الأدوار التي أسندت لكل منهم، وهم: محمد البلوشي، حمد سلطان، خالد المعني، وفيصل المنصوري، وكل من هؤلاء يؤدي دوره بإتقان، حيث يقدم البلوشي دور المترجم «مستر جان» الذي كان يرافق الشيخ أيام زمان، ليقوم بالترجمة خلال حديث الشيخ مع ضيوفه الأجانب، أما زيد الهاشمي فيؤدي دور «السائح» الذي كان يمشي بالأسواق ليكتشف جماليات إمارة أبوظبي في الماضي، ويتعرف على الأسواق الشعبية من خلال محبته للثقافة والتراث، وأخذ الشاعر والممثل خالد المعني دور «معلم المدرسة» في الخمسينيات، بينما أدى فيصل المنصوري دور الحارس المرافق للشيخ، وهؤلاء يقدمون أدوارهم المرسومة يومياً في قصر الحصن أمام الجمهور، مع إتاحة أخذ صور فوتوغرافية تذكارية للزوار معهم. محمد مندي خلال ورشة تعليم الخط (من المصدر) محمد مندي خلال ورشة تعليم الخط (من المصدر) ورش لتعليم الخط في منطقة تعليم اللغة العربية من خلال رسم الأحرف، خصص مهرجان الحصن ورشاً لتعليم الخط بإشراف الخطاط محمد مندي، والذي تحدث قائلاً: نحن عادة في ورشة تعليم الخط العربي نستقبل الناس حسب الأعمار، ويتضمن برنامجنا أياماً للكبار وأخرى للأطفال، لكن بمناسبة مهرجان الحصن قررنا أن نشارك في ساحة المهرجان، ونفتح المجال أمام كل الفئات، ولأن الطفل لا يعرف كيف يمسك القلم بطريقة فنية مريحة ويكتب، فهذه الورشة تعلم الخط عن طريق الرسم، حيث نقدم أوراقاً تحتوي على مربعات ليختار الطفل ورقة يرسم فيها بعض الخطوط التي تشكل حروفاً عربية، ثم يلونها ويضع عليها الأصداف إلى أن تكتمل الأشكال لديه، فيضعها في صندوق بلوري صغير ثم يحتفظ به للفائدة والذكرى، مؤكداً مندي على أهمية هذه الطريقة التي تحبب الطفل في اللغة العربية من خلال تشكيل الأحرف الملونة. «الفروخة» محملة بروائح العطر (من المصدر) «الفروخة» محملة بروائح العطر (من المصدر) «فروخة» الحرير.. تذكار يفوح عطراً في باحة قصر الحصن يتابع الزوار العمل الفني «الفروخة» للفنانة جواهر الخيال، التي استلهمت من البيئة المحلية، هذه العقدة الحريرية التي توضع على ياقة الكندورة الرجالية، حيث أبدعت الفنانة منها أشكالاً من الفروخات وضعتها ضمن مجسم كبير، ليظهر في تصميم رائع. وتقول الخيال عن هذه «الفروخات»: بينما يستعد جميع رجال القرية للانطلاق في رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر للغوص بحثاً عن اللؤلؤ في أعماق الخليج العربي، تقدم الأم أو الزوجة للرجل «فروخة» مصنوعة بدقة وعناية تحمل رائحة عطرية مميزة، ليثبتها على ياقة كندورته، قبل مغادرته المنزل، وهذه «الفروخة» هي بمثابة تذكار دافئ وأنيق يذكره بأحبائه الذين ينتظرون عودته من هذه الرحلة البحرية التي لا تخلو من المتاعب.
مشاركة :