أكدت الدكتورة ميساء الخواجا أستاذ الأدب والنقد قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود أن الرواية النسائية الخليجية بشكل عام مشغولة بالتمرد على الواقع، مشيرة إلى أن ذلك نابع من المتغيرات الثقافية والاجتماعية ومن محاولة عدد من الروائيات طرق المسكوت عنه وإعادة صياغة هرم العلاقات الاجتماعية والثقافية . وقالت الخواجا أن هذه الكتابة في المجتمعات التي تسيطر عليها التقاليد والثقافة الذكورية يمكن أن تشكل طبيعة العلاقة مع الرجل مجالا لفتح كثير من القضايا الثقافية والاجتماعية التي تتفاعل الكتابة معها, ولا سيما الكتابة النسائية والروائية تحديدا. ذلك على اعتبار أن الروائيات الخليجيات تعاملن مع الكتابة باعتبارها فعل كينونة ووجود, ومن ثم مساءلة لكثير من المفاهيم والقيم التي تحكم المجتمع وتعين وجودها فيه. جاء ذلك في ندوة الرواية الإماراتية والسعودية تحت مجهر القراءة والتحليل التي استضافها الصالون الثقافي بالجناح السعودي المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء امس وأدراتها الدكتور بهيجة أدلبي بحضور الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني والتي أبدت تفاؤلها بتجربة الجيل الجديد من الكاتبات في الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص والتي تضيف شيئاً جديداً للمنجز الإبداعي المحلي سواء في القصة القصيرة أو الرواية، واستثنت من ذلك تسرع بعض الكاتبات اللواتي يبحثن عن الشهرة، على حساب الجودة. موضحة أن مثل هذه الكتابات سرعان ما يلفظها الزمن وذاكرة القارئ المثقف وطالبت الروائيات الجدد أن يستمعن للنقد البناء ويتضمن قدراً من العلمية ، وذكرت أن الرواية النسائية كانت تعاني من العادات والتقاليد وهو ما جعل البعض من الكاتبات تبدأ بإسم مستعار تخفيفاً من وطأة العيب الثقافي التي تحكمه العلاقة مع الرجل الذي تختبر فيه المرأة وجودها وحقوقها الأمر الذي شكل وعيا ضاغطا على الروائيات في الإمارات والسعودية بشكل خاص والروائيات الخليجيات بشكل خاص فظهر مهيمنا في عدد من الأعمال الروائية . وأيدت الخواجا ما تطرقت إليه الزرعوني مستشهدة بالرواية النسائية السعودية التي ظهرت في العام 2005 مع رواية بنات الرياض النابعة من متغيرات ثقافية واجتماعية ، فيما أبرزت ظاهرة العمل الواحد عند عدد ممن كتبن الرواية في السعودية, وبشكل عام رأت أن بعض الكتاب يبدع عملا يشعر بعده أنه غير قادر على تجاوزه فنيا أو قرائيا ولاسيما إذا حظي ذلك العمل لسبب أو لآخر بشهرة واسعة كما هو الأمر مع هذه الرواية التي تساءلت عن حجم الموهبة الفنية والخبرة التي يتمتع بها كاتب الرواية , وهو الأمر الذي يكشفه صدور العمل الثاني. مشيرة إلى أننا نستطيع فهم ذلك إذا ما حاولنا مقاربة تلك الروايات من خلال المنظور الذي انبثقت منه متى ما بنيت على مقومات فنية لا يمكن تجاوزها أو إغفالها, وهو ما أهملته غالبية الروائيات عدا محاولات قليلة كانت معنية بالقضايا الجمالية الإبداعية والهم الإنساني العام في كتابات حافظت على جمالياتها الفنية كما عند بعض الكاتبات. إلى ذلك قالت الزرعوني أن الرواية الإماراتية عالجت منذ نشأتها العديد من المواضيع والقضايا الاجتماعية التي كانت سائدة في مجتمع الإمارات مواكبة مستمرة مع التغيرات التي حدثت في المجتمع إبّان اكتشاف النفط الذي أحدث طفرة كبيرة وتحولا عميقا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، مشيرة إلى نجاح عدد من الأعمال الروائية في التعبير عن ذلك الواقع ومتغيراته التي تختزل العلاقة داخل المجتمع بين مكوناته ككل . وأكدت على أن الرواية قد بدأت تميل في الآونة الأخيرة إلى مواضيع جديدة لم تكن مطروقة من قبل من خلال المواضيع التي المناقشة، والصور الفنية والجمالية التي تبرز في مضمونها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الرواية الإماراتية والسعودية تحت مجهر القراءة والتحليل
مشاركة :