نظم منتدى العلاقات العربية والدولية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ندوة نقاشية بعنوان «الرواية السياسية في العالم العربي.. أثر الفكر في الأدب»، شارك فيها الروائي القطري عبدالعزيز آل محمود والروائي الإرتيري حجي جابر. وأدارها رياض المسيبلي . وفي هذا الصدد، قال الروائي القطري عبدالعزيز آل محمود، إن في الرواية سَعة في الحديث عن النفس والعالم ومشكلات الإنسان وأنها أوسع جنس أدبي للتعبير والسرد وتدوين الأحداث التاريخية وتوثيقها لتكون مراجع للباحثين والمهتمين، مبينا أنها قد توصل لنا بعض معاني المصطلحات. ومثّل آل محمود لبعض المصطلحات من حضارات مختلفة وصلت للعرب عن طريق الكتب، كما أن أفلاما سينمائية كان لها الفضل في بسطها ونشرها بين العامّة. وساق نماذج لروايات عالمية، وكيف حاول مؤلفوها إنشاء لغة خاصة بين الكاتب والقارئ (الترميز)، حتى يستطيع من خلالها القارئ أن يفسر بنوع من الحرية ما الذي يريد أن يوصله له الكاتب.. كما استعرض تجربته في الكتابة التاريخية عبر روايتي»القرصان» و»الشراع المقدس» وإسهامه عبر هذين المؤلفَيْن إلى التعريف بشخصيات تاريخية غامضة عبر تقنيات السرد الروائي. من جهته، أوضح الروائي الأرتيري حجي جابر، أن الرواية السياسية مهما اختلفت اتجاهاتها، فهي وسيلة لتوصيل رسائل الأحزاب إلى السلطات المختصة، مضيفا: أن «أي رواية سردية يكتبها الروائي بتمرد ورفض لمظاهر ومشاكل وبحثه عن حلول، تعتبر رواية سياسية مهما حاول إدخال العاطفة والخيال بها». واستعرض جابر تجارب روائية كلاسيكية سياسية وفي أدب الحروب والسجون، ممثلا لذلك بروائيين كبار. وفي ذات السياق، استعرض الروائي الإرتيري تجربته الروائية من خلال /مرسى فاطمة/ التي ناقشت قضايا القمع والتمييز العنصري والاتجار بالبشر والسلاح في القارة الإفريقية. واعتبر حجي جابر أن كل رواية رافضة للواقع والعرف السائد، هي رواية سياسية، باسطا مجموعة من المحاذير التي تنزع صفة « السياسية» عن هذا الشكل من الرواية منها؛ تسمية الأشياء بمسمياتها المباشرة، وكأن القارئ أمام نشرة أخبار ضاجة بمفردات السياسة، ونزوع الكاتب إلى قول كل شيء، في الوقت الذي تتكتم فيه الرواية الحقيقية على مجموعة أشياء ولاتفصح عنها ، ويبقى للقارئ هامش للتأويل والتفسير والتخييل. كما أن الشخصيات في الكتابة السردية متفلتة عن الحكم والتأطير، وموسومة بالغموض والالتباس لأن بناء أي شخصية ملتبسة في الرواية ينبني على مقدار حقنها بجرعات الخير والشر.;
مشاركة :