قطوف تويترية | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 12/4/2013
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

‏لفت نظري خبر عن بيع النجمة الشابة «كيتي بيري» عش الزوجية الذي كان يجمعها بالنجم «راسيل براند» زوجها السابق بـ5.988 مليون دولار. النجمة الأمريكية خسرت في هذه البيعة 500 ألف دولار حيث إنها اشترت القصر بمبلغ 6.5 مليون دولار. هذه الخسارة لا تُقاس بالطبع أمام زوجات يخرجن، بعد الانفصال عن أزواجهن، بلا شيء. والفرق أن هناك قوانين في كثير من بلدان العالم تحفظ حق الزوجة عند انفصالها عن زوجها، بينما تخرج المُطلقة السعودية، مهما طالت سنوات زواجها، إلى الشارع دون حقوق. *** هذا ذكّرني بمقال كتبه معالي الصديق الدكتور محمد عبده يماني، وزير الإعلام السابق -رحمه الله- بعنوان: (هل للزوجات حق في نهاية الخدمة)، يتعجب فيه كيف يتجرأ بعض الأزواج على ظلم أزواجهم حتى يُطلِّق زوجته التي عاش معها وعاشت معه عشرات السنين، وأنجب منها الذرية، وكان له منها الأولاد، أو التي عاشرته وصبرت عليه ومعه، وساهمت في بناء كيانه وربما ثروته، عندما وفَّرت له المناخ الأسري المناسب، وكانت أمينة على ماله وعرضه، ثم لا يحفظ لها كرامة، ولا يصون لها كبرة، ولا يرعى لها ذمة، بل يُطلّقها إرضاء لهوى زوجة أخرى تزوّجها. فرغم أن الله عز وجل قد أباح للرجل أن ينكح ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع، ولكن الله تعالى قد اشترط العدل، فقال: (وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، وحرّم الظلم -صغيره وكبيره- في حديث قدسي جليل ترتعد لهوله الفرائص، فقال سبحانه: (ياعبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا). *** لقد حفظت قوانين العمل في البلاد، كما يقول د. يماني، للعامل حقوق مثل نهاية الخدمة والتعويضات، لا يستطيع أحد التهرب من أدائها، لذا فهو يتساءل: لماذا لا يكون للمحاكم الشرعية عندنا حق التدخل في مثل هذه الأحوال لتُنصف الزوجة، فتحقق بذلك عدل الإسلام. ونرصد هنا بعض أقوال وردت في مقال د. يماني حول هذا الموضوع: - سبحان الله، كيف تقسو قلوب بعض المسلمين حتى رأينا بعضها قد أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، وسبحان الله كيف تغيض المودة والرحمة من قلوب بعض الأزواج وقد جعلها الله تعالى آية من آياته، ودليلًا من دلائل عظمته، فقال سبحانه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). - إن الشريعة الغراء ترتفع إلى ما هو أسمى من العدل، وهو الإحسان، فتدعو إليه في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى)، والمرأة المطلقة فى مثل هذا الوضع أحق بالاحسان والاكرام. - أهيب بقضاة الشرع فى محاكمنا الموقرة أن يُدقِّقوا في مثل هذه الأحوال، وأن تدرس مثل هذه الحالات بدقّة وهى قليلة والحمد لله، وخاصة تلك التى يقع فيها الظلم على المرأة، فيحاول القضاة منع الظلم أو رفعه. - والشريعة الغراء لا ترضى بالظلم، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، وسواء كان بسبب طلاق تعسفي أو لأي سبب آخر، ولا بد للظالم أن يوفي المظلوم حقه في الدنيا، فإذا لم يفعل أداه يوم القيامة، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء». * نافذة صغيرة: (هل آن للقلوب القاسية أن تلين، وهل نطمع أن نرى في رجالنا ونسائنا مزيدًا من الوعي والإدراك للحقوق الزوجية، واجتناب كل ما يسيء إلى العلاقة الزوجية ودوام العشرة، واجتناب كل ما يسيء للمرأة التي كرّمها الإسلام أعظم تكريم، وأعطاها من الحقوق ما لم تعطه المرأة الغربية حتى هذا اليوم). محمد عبده يماني. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :