أنقذت اسبانيا الّتي خاضت نهائي 2019 على أرضها في العاصمة مدريد المسابقة جماهيرياً، في حين أن معظم المباريات أقيمت في صمت كئيب ومطبق وفي المجهول. تبدّل نظام المسابقة هذا العام، فشارك 18 منتخبًا في كأس ديفيس التي أقيمت في ثلاث مدن هي مدريد، تورينو الايطالية وإنسبروك النمسوية وقُسّمت الى ست مجموعات من ثلاثة منتخبات. واستضافت كل مدينة مجموعتين من أصل ست، في حين استقبلت مدريد مواجهتين في ربع النهائي مقابل واحدة لكل من تورينو وإنسبروك. أما الدوران نصف النهائي والنهائي، فاستضافتهما العاصمة الإسبانية. أرخت الجائحة بظلالها على المنافسات، فالنمسا المحاصرة قبل ثلاثة أيام من بدء المباريات بـ "كوفيد-19" نظمت مبارياتها في فراغ قاتم. شدد إريك روخاس الرئيس التنفيذي لشركة "كوزموس تنس" التابعة لشركة "كوزموس" صاحبة حقوق تنظيم كأس ديفيس والتي عمدت إلى إدخال تعديلات جذرية عليها، انه في مدريد وتورينو "تابع 100.000 متفرج المباريات، وهي نتيجة استثنائية". وأضاف باصرار "حتى بعد إقصاء إسبانيا (من دور المجموعات)، ظلت القاعة ممتلئة. أظهرنا أنها كانت بمثابة كأس عالم حقيقية للتنس". -تاريخ لأكثر من قرن- وعلى الرغم من الإيجابيات التي أظهرها روخاس، إلاّ أن العديد من اللاعبين والمشاهدين تأسفوا لتعديل نظام هذه المسابقة الّتي تجمع منتخبات الرجال، بنظامها التاريخي الذي يعود جذوره لأكثر من 100 عام. ويعود قرار اللاعبين بتلبية الدعوة للالتحاق بمنتخبات بلادهم إلى حسّهم الوطني وحبهم للقميص الدولي، وضمن هذا السياق قال الفرنسي نيكولا ماهو الفائز مع منتخب "الديوك" باللقب عام 2017 "بالنسبة لنا، الإثارة هي البدلة الرياضية لمنتخب فرنسا، فخرنا في ارتدائها، وواقع تمثيل فرنسا والذهاب بعيداً في المنافسة". من ناحيته، يرى الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أوّل عالمياً والذي خرج مع منتخب بلاده من الدور نصف النهائي هذا العام، أنه من الضروري تغيير الصيغة، التي طرحت مشاكل خاصة من خلال اقامتها على مدار العام في جدول مليء بالدورات والبطولات الكبرى. علق "ديوكو" المتوج بـ 20 لقباً في بطولات غراند سلام والفائز بسهولة بجميع مبارياته في فئة الفردي في نسخة كأس ديفيس هذا العام "للفوز بكأس ديفيس، نحتاج إلى فريق في فئة الزوجي يلعب معًا باستمرار، وإلاّ في كل مرة سيكون كمن يتسلق إيفرست" في إشارة إلى خسارة بلاده في مباراة الزوجي الحاسمة أمام كرواتيا 1-2 في العاصمة الاسبانية مدريد. وإدراكًا منهم لأوجه القصور في الصيغة الجديدة المحسّنة لكأس ديفيس، فقد أعلن المنظمون بالفعل عن عدد من التغييرات ستطال نسخة العام المقبل. -"قتل المنافسة"- وضمن التغييرات الجديدة، سينخفض عدد المنتخبات المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة من 18 إلى 16 فريقًا (لتجنب الحسابات المعقدة لتحديد أفضل وصيفين)، وسيلعب 12 منهم مباراة فاصلة وفق النظام القديم (أربع مباريات في فئة الفردي وواحدة في فئة الزوجي ولكن من مجموعتين لتحديد الفائز بدلاً من ثلاث). وسيتم توزيع مباريات المجموعات في أربع مدن، كل منها تستضيف منتخبها الوطني، في حين ستقام المباريات بدءاً من الدور ربع النهائي حتى النهائي، في مدينة محايدة لم يتم تحديدها بعد. قال الأميركي ديفيد هاغرتي رئيس الاتحاد الدولي للتنس ""تم تعلم دروس عام 2019. نموذج المدن الخمس هو شكل بسيط ومفهوم يُعتمد في العديد من بطولات العالم الأخرى. وسيمنحنا المرونة في البرمجة التي نحتاجها". كان من المقرر إعلان المدينة المحايدة التي ستستضيف مراحل خروج المغلوب صباح الأحد في أحد الفنادق في العاصمة الاسبانية مدريد، إلاّ انه في اللحظة الأخيرة تم إلغاء الحدث واستبداله بمؤتمر صحافي بسيط في مكان المسابقة، مع شرح مفصل للنظام الجديد ولكن من دون الإفصاح عن هوية المدينة المضيفة. وعلى خلفية ما يحصل، انتشرت شائعات مفادها أن أبوظبي حيث لا جذور تاريخية للعبة التنس، ستكون المدينة المحايدة. قابلت هذه الشائعات، انتقادات لاذعة من اللاعبين، أبرزهم قائد المنتخب الأسترالي ليتون هيويت، المصنف أوّل عالمياً سابقاً والفائز باللقب عامي 1999 و2003، إذ حذّر قائلاً "إذا باعوا روح كأس ديفيس للشرق الأوسط (...) فإنهم سيقتلون هذه المسابقة".
مشاركة :