نجوم «92» في العصر الذهبي ليونايتد يعلنون التحدي بامتلاك نادي سالفورد للهواة

  • 11/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يجري داخل مانشستر يونايتد ترديد قصة حول الوقت الذي شعر فيه مدرب فريق الشباب إريك هاريسون بغضب شديد حيال مستوى أداء جميع أفراد فريقه لدرجة أنه تعمد تركهم معلقين من أيديهم على أحد الحواجز. والمعروف عن هاريسون اهتمامه البالغ بالنظام ومعاقبة التقصير، وقد شدد في تعامله مع ريان غيغز وبول سكولز ونيكي بات والشقيقين غاري وفيل نيفيل وكل لاعب آخر ينضم إلى منظومة مانشستر يونايتد على أهمية الالتزام بالتنظيم وطاعة الأوامر والعمل الدؤوب. وكانت الكلمات التي يتفوه بها هاريسون بمثابة قانون نافذ، وكانت شخصيته مرعبة للاعبين تمامًا مثلما الحال مع أليكس فيرغسون. وذات مرة، قال غاري نيفيل عنه: «بخلاف الرئيس، كان باستطاعة إريك إطلاق التعليقات الأكثر إيلامًا من بين جميع المدربين الذين تعاملت معهم». وعليه، ليس من الصعب تخيل حجم الغضب الذي اشتعل في أعقاب إحدى المباريات عندما اصطف اللاعبون في حائط دفاع وقفزوا محولين وجوههم إلى لاعب من الفريق الخصم بينما كان يسدد ركلة حرة باتجاه المرمى. وجاءت الركلة منخفضة ومرت أسفل حائط الصد الذي شكله اللاعبون لتستقر نهاية الأمر داخل المرمى. وخلال التدريب اللاحق، ترك المدرب اللاعبين الذين تسبب تقصيرهم في هذا الهدف معلقين من أيديهم. في الوقت ذاته، وجه لاعبين آخرين لتصويب كرات باتجاههم في محاولة لإسقاطهم. ومنذ تلك اللحظة، لم يحول أي من هؤلاء المعاقبين ظهره أثناء الاصطفاف أمام ركلة حرة قط. ورغم قسوة هذا الأسلوب فإن جميع هؤلاء اللاعبين يحملون توقيرًا بالغًا لهاريسون يكافئ ما يحملونه تجاه فيرغسون، وقد عمل كل من ريان غيغز وبول سكولز ونيكي بات والشقيقين غاري وفيل نيفيل الذين اشتروا نادي «سالفورد سيتي» أن يكون هذا النظام هو القانون المتبع في ناديهم. ومن الواضح كذلك أنهم يقدرون أهمية وجود هيكل سلطة هرمي قادر على معاقبة المقصر. وشكل ذلك أسلوب حياة بالنسبة إلى النادي، لذا فإنه من غير المثير للدهشة أن نجد أن ملاك سالفورد لجأوا إلى اثنين من العناصر الحازمة عندما قرروا أن المدرب السابق فيل باور ليس أهلاً للاضطلاع بمهمة تدريب الفريق. من جهته، كان باور قد بدأ مشواره في سالفورد بالانطلاق في رحلة إلى إبيزا خلال عطلته وعجز عن الحضور في أحد لقاءات الفريق قبل بداية الموسم. وخلال الفيلم الوثائقي «كلاس 92» الذي أنتجته محطة «بي بي سي»، عن فريق مانشستر يونايتد الذهبي الذي تكون عام 1992، وردت لقطات من المؤتمر الصحافي الذي عقد مطلع العام وأعلن رؤساؤه الجدد خلاله التخلي عن خدماته. واستعاض نادي سالفورد عن باور بزوج من المدربين، أحدهما أنتوني جونسون الذي يحمل وجهه دومًا تعبيرات غضب. أما المدرب الآخر فهو بيرنارد مورلي. وقد أثار الاثنان تعليقات ساخرة من اللاعبين، فعلى سبيل المثال قال المهاجم غاريث سيدون: «يبدو الشيطان حاضرًا في نظرات جونسون... أما بيرنارد فيبدو رجلاً صامتًا ومخيفًا، بل ويبدو وكأنه على وشك أن يقتلك». ومع ذلك، يبدو أن الاثنين يعملان معًا بصورة جيدة، حيث تأهل سالفورد إلى دوري المجموعة الشمالية الموسم الماضي. ويستعد الفريق لمواجهة نوتس كاونتي الذي ينتمي إلى الدرجة الثانية في تصفيات كأس إنجلترا. ويبدو نادي سالفورد في طريقه لاكتشاف حقيقة أن كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يمكنه تحقيق المعجزات لهم في ما يتعلق بالشعبية. ورغم أن مالكي النادي لا يزالون في مرحلة التعلم فإن الحقيقة تبقى أنهم يملكون من المنطق والدافع والاتصالات الشخصية ما يكفي لئلا تفاجأ حال سماعك مزيدا من الأنباء خلال السنوات الـ10 القادمة عن فريق سالفورد للهواة. وتكمن الصعوبة الكبرى في تحقيق توازن بين طموح ملاك النادي ومشاعر جماهيره. والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا: هل هؤلاء المشجعون الشجعان الذين اعتادوا شق الصعاب والتكيف مع أصعب الظروف كي يتمكنوا من مؤازرة فريقهم بحاجة بالفعل إلى الاستاد الجديد الفخم الذي يسع لـ20 ألف متفرج الذي يتطلع نجوم يونايتد السابقين إلى تشييده؟ أو هل يشعر هؤلاء المشجعون بالرضا حيال المشاركات دون مستوى الدوري الممتاز؟ من الواضح أن هذا الأمر سينطوي على حساسية بالغة. في هذا الصدد، قال غاري نيفيل: «وجودنا هنا سيقرب بين الناس»، وذلك في خضم شرحه لما يدفع الجماهير لإدمان المباريات المنتمية إلى المستويات دون الدوري الممتاز. واستطرد نيفيل قائلاً: «خلال هذه المباريات يتمكن الجمهور من الوقوف على الحافة العشبية، وهو أمر لا يمكن فعله داخل كثير من الملاعب اليوم. هذا هو ما كانت عليه كرة القدم قديما، لكنها لم تعد كذلك في المستويات الأعلى. إنه أمر رائع». وهنا تكمن النقطة الأساسية، أن غالبية المشجعين يرغبون في الإبقاء على هذا الوضع من دون تغيير. يذكر أن نجوم يونايتد الخمسة السابقين أدخلوا بالفعل تغييرات على شارة الفريق وألوان الزي الخاص به - حيث حولوا اللونين البرتقالي المحمر والأسود إلى الأحمر والأبيض - بجانب ضم الملياردير بيتر ليم إلى النادي بحصوله على 50 في المائة من الأسهم، ومن المأمول أن يتمكنوا من العثور على وسيط خلال المرحلة المقبلة من التغيير لأن جزءا من سعادة أنصار الفرق التي تلعب بمستويات أدنى من الدوري الممتاز الشعور بالانتماء إلى مجتمع واحد. على بعد بضعة أميال إلى الجنوب، توجهت لحضور مباراة ستوكبورت كاونتي في مواجهة سوليهول مورز في وقت سابق من العام الحالي، وأصابني الذهول حيال مدى انفتاح الملعب والروح الودودة السائدة داخل الاستاد مقارنة بالملاعب التي اعتدت الذهاب إليها. لم يكن هناك أفراد أمن يرتدون زيًا رسميًا ويتمركزون عند كل زاوية بالمكان، حيث ينهمكون في الحديث في أجهزة اللاسلكي. وتوجد أماكن جلوس الفريق الفني ولاعبي الاحتياط بجوار مقاعد الجماهير. وحتى أثناء انعقاد المباراة، يمكنك مشاهدة بعض لاعبي الاحتياط وهم يتحدثون إلى أطفال من الجماهير يتعلقون على الحاجز الفاصل ويبتسمون لالتقاط صور لهم. واللافت أن ستوكبورت كاونتي، مثل سالفورد، لديهم مسؤول خاص يعني بأمر المأكولات البسيطة، على خلاف الحال لدى مانشستر سيتي، على سبيل المثال، حيث يتولى الشيف الشهير ماركو بيير وايت، وكذلك جون بنسون سميث، وضع قائمة الطعام، في الوقت الذي تبيع منافذ جيمي أوليفر سلالا من التفاح والموز. وقد لاحظت أنه خلال 30 ثانية تحول مدرب ستوكبورت كاونتي آنذاك، آلان لورد، من الصياح في وجه الحكم المساعد إلى وضع 30 بنسًا في يد أحد الفتية الحاضرين في صفوف الجماهير، ربما كاعتذار عن استخدامه ألفاظًا غير لائقة في الحديث بصوت مرتفع. وفعلاً بوجه عام كان الوضع ممتعًا بدرجة تفوق مباريات الدوري الممتاز، حيث أحيا حضور هذه المباراة بداخلي المشاعر التي جعلتني أعشق الكرة من البداية عندما كنت صغيرًا. وقد جاء تراجع مستوى ستوكبورت كاونتي لافتًا لدرجة أن جماهيره الآن قد يكون أقصى طموحها ضمان مكان داخل دوري الدرجة الأولى الإنجليزي. أما بالنسبة إلى سالفورد فإن الوضع مختلف، وعلى ما يبدو فإن مالكيه يدركون على الأقل الحساسيات المحيطة بالأمر. وعن هذا، قال غاري نيفيل: «ملكية النادي شكلت تجربة رائعة لنا جميعًا، لكنها ميزة نحرص جميعًا على تجنب إساءة استخدامها»، إلا أنه بمرور الوقت قد تتصاعد معارضة قوية من داخل صفوف مشجعي مانشستر يونايتد إذا ما اتضح أن سالفورد يزدهر لدرجة ستدفعه إلى التخلي عن قاعدة الجماهير المحلية المرتبطة بأولد ترافورد. قبل إغلاقها في وقت سابق من العام، تساءلت مجلة «ريد إيشو» حول ما إذا كان هناك تعارض في المصالح وراء عمل غيغز ونيكي بات لصالح مانشستر يونايتد، بينما يشاركان في ملكية نادي بإمكانه الاستفادة ماليًا من الحصول على لاعبين صغار من أولد ترافورد. في الواقع، كرة القدم عالم تحيط به الشكوك، وقد يعاود هذا التساؤل الظهور إذا ما تولى غيغز منصب مساعد المدرب في أولد ترافورد وتولى بات التدريب في أكاديمية النشء.

مشاركة :