أصبح التساؤل الأكبر داخل الدوائر السياسية الغربية، قبل ساعات من عقد قمة افتراضية، عبر تقنية الفيديو، تجمع الرئيسين الأمريكي والروسي اليوم الثلاثاء: هل يصل بايدن وبوتين إلى اتفاق مع مراعاة الخطوط الحمراء التي تحرص دبلوماسية البلدين على إظهارها في كل مناسبة؟ من المقرر أن تتناول القمة الافتراضية، ثلاث ملفات ساخنة: التوتر في أوكرانيا..وأزمة المهاجرين الأوروبية على الحدود.. وتوسع حلف الناتو شرقا. ويرى الباحث الروسي ديمتري ترينين، أن الرئيس الروسي يرغب في توقيع اتفاقيات والحصول على ضمانات ملموسة بشأن عدم توسع حلف الناتو شرقا، ومنع أوكرانيا من الانضمام الى الحلف. «أوكرانيا» الملف الساخن في القمة بينما أشارت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى أن الرئيس الروسي يأمل أن يكون لبايدن نفس الموقف الذي اتخذه مع الصين تجاه موسكو، أي عدم الدخول في صراع مفتوح مع بكين وعدم محاولة تعديل النظام السياسي الصيني وهو أمر صعب المنال وتشير صحيفة «فزغلياد» الروسية، إلى أن أوكرانيا ستكون موضوعا رئيسيا في المحادثات بين فلاديمير بوتين وجو بايدن..ولكن، خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأمريكي إنه لن يعترف بأي «خطوط حمراء» في أوكرانيا، تلك التي سبق أن تحدث عنها زعيم روسيا. ويؤكد الباحث الروسي في الشؤون الأمريكية، بوريس ميجويف، أن هناك شعورا بأن للطرفين مصلحة بالتقارب؛ ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الاستدراكات التي قد تقضي على النجاحات المحتملة مقدما. على وجه الخصوص، تصريح بايدن بأنهم لا يعترفون بأي خط أحمر. في حين أن الموضوع الأوكراني، والذي تكمن وراءه موضوعات انتشار الناتو والاستقرار الاستراتيجي لأوروبا، أصبح الآن أولوية وأضاف: يجب أن يكون القرار منهجيا وخطيا. لن تقبل روسيا تعهدا شفهيا بعد عدم الوفاء بالاتفاقات السابقة. وبحسب تحليل الباحث السياسي «ميجويف»، فإن المشكلة تكمن في أن مثل هذه الاتفاقية الخطية بالنسبة للأمريكيين تبدو وكأنها تجبرهم على فعل ما يعدونه مستحيلا. فبالنسبة لهم، لا وجود لمناطق نفوذ، ولا يمكن لأحد أن يمنع أوكرانيا أو أي دولة أخرى من دخول كتلة شمال الأطلسي. وفي الوقت نفسه، فإن مناطق نفوذ الولايات المتحدة في المكسيك وجزء كبير من أمريكا اللاتينية واضحة، ومن المستحيل تخيّل نشر قوات روسية أو صينية هناك. ففي الولايات المتحدة، هذا الموضوع من المحرمات، ولذلك يتظاهر بايدن بأن «الخط الأحمر» في أوكرانيا غير موجود بالنسبة له. ووفقا للباحث الروسي، لن يتم حل هذه القضية في القمة القادمة، لكن الطرفين قد يتعهدان بعدم إيصال الأمر إلى تصعيد عسكري. وقال: هناك حاجة الآن إلى تثبيت استحالة الحل العسكري للمشكلة الأوكرانية، وتمديد حالة عدم اليقين حتى الاجتماع المباشر بين بايدن وبوتين، المقرر عقده في مارس/ آذار 2022. لا يمكن حل المسألة بالكامل إلا بعد العام 2022، إذا عززت إدارة بايدن موقفها الخارجي، فمن الصعب الآن إبرام أي اتفاقيات معها بسبب ضعفها. لافروف: بوتين سيضع النقاط على الحروف في الملف الأوكراني ومن جانبه، يؤكد وزير الخارجية الروسي،سيرغي لافروف، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيعرض على نظيره الأمريكي جو بايدن، خلال المحادثة الهاتفية بينهما اليوم، موقف روسيا بخصوص أوكرانيا، وسيحدد الجانب الروسي مرة أخرى بوضوح مسالكه تجاه التسوية الأوكرانية، والتي تتلخص في ضرورة إجبار سلطات كييف على تنفيذ اتفاقيات مينسك. وتابع لافروف : أود أن أؤكد مرة أخرى، أنه سيكون لدينا اليوم حدث مهم في علاقاتنا – اتصال هاتفي بين الرئيسين بوتين وبايدن ـ وبالطبع، سنقوم بوضوح شديد بعرض مسالكنا للتسوية الأوكرانية، وضرورة إجبار نظام كييف على الوفاء بالتزاماته المكتوبة بدقة وبشكل واضح في إطار اتفاقيات مينسك. عدم توقع حدوث «اختراق» نتيجة محادثات بوتين وبايدن وبينما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن المحادثة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، التي ستجري اليوم عبر الهاتف، هي حديث عمل، ولا داعي لتوقع «اختراق» منها، هذه محادثة عمل، تجري في فترة معقدة للغاية. وأشار بيسكوف إلى أن، قرار إجراء المفاوضات يدل على أن الرئيسين الروسي والأمريكي، يركزان على مناقشة القضايا المحددة، ولا يعتزمان دفع الأمور إلى طريق مسدود. عدم التوجه شرقا ومن جهة أخرى، ألمح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إلى إن واشنطن لا تعتقد أنها نكثت بوعدها لروسيا بعدم توسيع الناتو شرقا، مشيرا إلى أن واشنطن تنتهج منذ زمن طويل «سياسة الباب المفتوح». وقال برايس إن الناتو «تحالف دفاعي بحت» ويجب أن يكون لديه خيار قبول أعضاء جدد. وأضاف: إن فكرة أن الناتو أو الطامحين للانضمام إليه مثل أوكرانيا، يمكن أن يشكلوا تهديدا لروسيا هي «فكرة مثيرة للضحك لو لم يكن الوضع بهذه الدرجة من الخطورة»، والولايات المتحدة تدعم حق أوكرانيا في «تقرير مستقبلها»فيما يتعلق بالعضوية في الناتو دون تدخل خارجي.
مشاركة :