يرى خبراء روس في الشؤون السياسية أنّ اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، الأربعاء المقبل، من شأنه معالجة عدد من الملفات، والقضايا الساخنة، فضلاً عن تسريع وتيرة إيجاد حل للأزمة في سوريا، مؤكدين أن توقيت اللقاء يشي برغبة لدى الطرفين في تحقيق نتائج إيجابية حيال بعض الملفات. رئيس قسم الشرقيات بالأكاديمية الدبلوماسية الروسية التابعة لوزارة الخارجية، البروفسور إسلام بيك موزلوييف، أكد في حديث للأناضول أنّ الملف السوري سيكون على رأس الملفات التي سيناقشها بوتن وأردوغان، خلال لقائهما في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود. وقال موزلوييف: «الزعيمان سيؤكدان خلال مباحثاتهما زيادة سرعة محادثات الأستانا المتعلقة بحل الأزمة السورية، فهي محادثات تصب في مصلحة البلدين روسيا وتركيا على حد سواء». كما أشار الخبير الروسي إلى وجود ملفات أخرى ستكون على أجندة لقاء الزعيمين منها قضايا إقليمية كمكافحة الإرهاب، وأخرى تتعلق بعلاقات بلديهما التجارية والاقتصادية، على حد تعبيره. وذكر موزلوييف أيضاً أن رفع القيود المفروضة على حركة التجارة بين تركيا وروسيا ستكون من ضمن موضوعات نقاش من المنتظر أن يتطرق إليها الرئيسان، لافتاً إلى وجود خطوات أولى لرفع القيود على رجال الأعمال الأتراك. وكان نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك، قد قال في أبريل المنصرم إنّ المحادثات النهائية بين بلاده وروسيا حول رفع القيود المفروضة على بعض المنتجات التركية من قِبل الأخيرة، ستجري في مايو الجاري. وفي ذات السياق أوضح الخبير الروسي موزلويف أن معرفة الرئيسين لبعضهما ستكون عاملاً إيجابياً في إضفاء مزيد من السرعة في المضي قدماً بعلاقات البلدين. ومن جانب آخر لفت رئيس قسم تاريخ الشرق بمعهد الشرقيات في أكاديمية العلوم الروسية البروفسور ديميتري وسيلييف إلى توقيت لقاء بوتن - أردوغان، ويرى أنه يأتي لبحث مواضيع مهمة في هذه الفترة. وأوضح أنّ رغبة الطرفين في عقد لقاء سوتشي، في هذا التوقيت، يبين وجود خطط وآمال معقودة على هذا اللقاء، ويعطي مؤشرات بخروج نتائج إيجابية. وأضاف: «الرئيسان لا يمكن أن يعقدا هذا اللقاء لمجرد اللقاء فقط، ثمة ملفات خاصة ستطرح على الطاولة، على رأسها سوريا والعلاقات الاقتصادية». وربط وسيلييف مستوى العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا عبر التاريخ بمدى متانة العلاقة الشخصية التي كانت تربط بين زعيمي الدولتين. وتابع قائلاً: «بوتن وأردوغان أظهرَا سابقاً قدرة على التفاهم حول أصعب المسائل التي واجهتهما، وهذه المرة سيجدان طريقاً مشتركاً لهما». أما الباحث في معهد العلاقات الدولية والاقتصادية الروسي فلاديمير يسييف فركز على الملف الأبرز الذي سيناقشه الزعيمان وهو الملف السوري. وبيّن يسييف أنّ النقاش خلال اللقاء سيدور حول الاختلاف في وجهات النظر حيال تنظيم «ب.ي.د/بي كا كا» والوضع في إدلب السورية ومفاوضات الأستانة.;
مشاركة :