لعبة القط والفار تشتعل بين إيران وإسرائيل

  • 12/8/2021
  • 20:27
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عادت لعبة الكر والفر (القط والفار) للظهور مجددا بين إسرائيل وإيران، حيث توالت الصفعات المتبادلة، وزادت التهديدات الكلامية في الأيام الأخيرة.وفيما تتحدث إسرائيل عن احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران لمنعها من الحصول على القنبلة، تهدد إيران إسرائيل من جهات عدة وهي مستعدة للرد عليها من مواقع مختلفة، أبرز هذه المواقع لبنان، حيث لا يخفي حزب الله، وهو لواء في الحرس الثوري الإيراني، امتلاك الآلاف من الصواريخ الدقيقة الموجّهة إلى إسرائيل. ويرى الكاتب اللبناني بصحيفة (العرب) خيرالله خيرالله أن سوريا تحولت إلى حلبة صراع حقيقية بين إيران وإسرائيل، ويقول «لا يزال لإيران وجود قوي على الرغم من كل الجهود الإسرائيلية لإزالة هذا الوجود في ظل موقف روسي متذبذب.تتعاون روسيا مع إسرائيل، لكنها لا تريد الذهاب بعيدا في تقليص الوجود العسكري الإيراني في الجنوب السوري.لا تستطيع روسيا في نهاية المطاف تجاهل العلاقة التاريخية التي أقامتها مع النظام العلوي في سوريا الذي يزيد عمره على نصف قرن والذي يلقى دعما إيرانيا لا حدود له».ويضيف «لا يمكن تجاهل صواريخ (حماس) في غزة، وهي صواريخ إيرانية في نهاية المطاف.أثبتت هذه الصواريخ فعاليتها في حرب مايو الماضي وذلك عندما أجبرت إسرائيل على إغلاق مطار بن غوريون في اللد لبعض الوقت.يصعب أن تغلب (حماس) مصلحة فلسطين وأهل غزة على مصلحة إيران وذلك على الرغم من وجود جناح وطني داخلها.عبر هذا الجناح عن أولوياته الفلسطينية في أثناء الحرب الأخيرة عندما اعترف أخيرا، بالدور الكبير لياسر عرفات على صعيد وضع فلسطين على الخارطة السياسية للمنطقة والعالم.لكن هذا الموقف المستجد لـ»حماس» لم يدم طويلا للأسف الشديد».ويبدو واضحا وفقا للكاتب، أن الهدف من التهديدات الإسرائيلية لإيران هو الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل الحؤول دون التوصل معها إلى اتفاق جديد يحيي بطريقة أو بأخرى اتفاق العام 2015 الذي مزقه الرئيس دونالد ترامب في مايو من العام 2018.اعتبر ترامب وقتذاك اتفاق 2015 بين مجموعة الخمسة زائدا واحدا وإيران أسوأ اتفاق من نوعه. ألقى كلّ اللوم على إدارة باراك أوباما التي لم يكن لديها من هم سوى استرضاء الجمهورية الإسلامية والتوصل إلى اتفاق في شأن ملفها النووي.ويؤكد أن أي هجوم إسرائيلي على إيران بمثابة مغامرة. يقول «المنطق إن إسرائيل لا يمكن أن تقدم على مغامرة من هذا النوع من دون غطاء أمريكي على الرغم من أنها دولة نووية من جهة ومن امتلاكها لأسلحة متطورة مثل طائرات «إف –35» وغواصات وقنابل ضخمة من جهة أخرى.ثمة حاجة إلى دعم أمريكي لمثل هذه المغامرة المكلفة التي ستكون لها انعكاساتها على دول المنطقة كلها وعلى التوازن الإقليمي خصوصا».ويشير في النهاية إلى أنه «لم يعد سرا أن عودة الإدارة الأمريكية إلى الحديث عن المواطنين الأمريكيين الذين خطفوا في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي على يد (حزب الله) وعن جائزة ماليّة لمن يدلّ على الخاطفين، لم يأت من فراغ.يتبين يوميا أن الإدارة الأمريكية تواجه صعوبات في الرضوخ لإيران وشروطها.الأمر ليس مرتبطا بإسرائيل وحدها، خصوصا مع ظهور تغيير في الموقف الأوروبي من البرنامج النووي الإيراني.

مشاركة :