جولة جديدة من لعبة القط والفأر بين الأمن المصري وطلاب «الإخوان»

  • 3/17/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذت لعبة القط والفأر الأحدث على الساحة الجامعية- السياسية في مصر، بُعداً جديداً بعد انتهاء عطلة منتصف العام التي امتدت حتى شك البعض في انتهائها، وطالت حتى ظن البعض إنها ضربة قاضية يتصارع عليها طرفا المعادلة: الأمن ومعه الجانب الأكبر من المصريين من جهة، و «الجماعة» وقواعدها من طلاب الجامعات. عادوا والعود أبعد ما يكون عن الأحمد، وصالوا ولا من عنصر مفاجأة، فكلاهما يعرف نية الآخر المبيتة، وليس بينهما من يحلم بالقضاء كلياً على الآخر، فتلك قواعد لعبة السياسة حيث الكر والفر. القاعدة الذهبية التي كانت تصدم كل من يتطرق إلى حلول أمنية للسيطرة على عنف الجامعات الذي اندلع استجابة لتوجيهات كوادر جماعة الإخوان المسلمين بعد فض اعتصام رابعة وما تلاه من محاولات إخوانية لاستعادة سرقة الثورة المصرية من دون جدوى، ليكون طلاب الجامعات من المنتمين والمتعاطفين مع الإخوان هم وقود الثورة الإخوانية أو وسيلة الجماعة لاستعادة حكم مصر، لم يعد لها وجود، وصار العكس هو الصحيح. تعالت الأصوات حتى تحولت صراخاً، وعلت الاقتراحات حتى باتت المطالب صريحة بأن تدخل وزارة الداخلية بعدتها وعتادها في مواجهة عنف طلاب الجماعة ومحاولاتهم المستميتة لاستعادة «شرعية» الرئيس المخلوع محمد مرسي. ومن كان يهتف بالأمس «حرس الجامعة بره بره» يصرخ اليوم «حرس الجامعة جوه جوه». نداء الجماعة الذي تحول دعاء قوامه «اللهم بلغنا 19 مارس» على صفحات الطلاب ومواقع الطالبات، يعني إن ما يجري منذ فتحت الجامعات المصرية أبوابها الأسبوع الماضي من عنف واحتكاك بقوات الأمن ومحاولات مستميتة لتعطيل الدراسة ومناورات عنيفة للخروج خارج الحرم الجامعي ليس إلا عمليات إحماء للموجة الثورية الثانية تحت شعار «الشارع لنا، معاً للخلاص». خلاص الجماعة الذي بات معلقاً في رقبة طلابها وطالباتها استوجب مغازلة مشاعر الشباب مجدداً ودغدغة أحاسيس المعتقد الديني. لكن هذه المرة تم إلصاق الدعوة بشباب الجامعات، إذ أعلن «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» ، أن «ملايين المصريين سيستجيبون لدعوة «شباب ضد الانقلاب» لشن موجة ثورية جديدة تبدأ يوم 19 الجاري وتم تحديد 11 يوماً تحت عنوان فرعي «ثورة واحدة دم واحد قاتل واحد». وعلى رغم أن غالبية المصريين باتت على وعي كامل بأن الثورة ثورتان، والدم نوعان، وإن ظلت تهمة القتل مشتتة بين أطراف عدة، وعلى رغم أن الجماعة وقواعدها من طلاب الجامعات على يقين بأن المصريين من غير الإخوان يقفون في مواجهتهم داعمين للجيش ومؤيدين للشرطة حتى وإن احتفظ البعض بملاحظات على أداء الأخيرة، إلا أن المشهد في الجامعات بات كاشفاً ومنكشفاً. فالعام الدراسي 2013- 2014 سيصنف في كتب التاريخ، بعدما سطر في صفحات الحوادث، باعتباره عام عنف شباب الإخوان لاستعادة شرعية انقضت بنزول الشعب المصري بالملايين في 30 حزيران (يونيو) الماضي طلباً للخلاص من حكم الجماعة. لكن العام الدراسي لم ينته بعد، والمواجهة الدامية بين القط والفأر في أوجها. طلاب الجماعة يكتبون على صفحاتهم ويقترحون على حساباتهم طرقاً عدة وسبلاً كثيرة للجهاد في سبيل الله ودحر الانقلاب واستعادة الشــــرعية، فمن مُطالب بمهاجمة أقـــسام الـــشرطة يوم 19 الجاري واقتحامها واحتلالها وتقديم ضباطها وأفرادها لمحاكمات فورية، إلى مندد بـ «السلمية الزائدة» التي يصر عليها الطلاب، داعياً إياهم إلى «الاسترجال» و «الخوشنة» لاستعادة الحق المستلب وإعادة مرسي إلى القصر، إلى «حرائر» الإخوان اللاتي تمت المتاجرة بهن على أكمل صورة في الفصل الدراسي الأول ودفعهن لمواجهات مع الأمن تحقيقاً لمطلب غال وهدف مهم، حيث مخاطبة الجمعيات الغربية والمنظمات الأممية تحت شعار «الانقلاب يقمع الحرائر». الرمق الأخير المتبقي للإخوان في الشارع يقتصر على طلاب وطالبات الجامعات المنتـــمين والمتعاطفين معهم، فهم الأكثر قدرة –أو بالأحرى أصحاب القدرة الفعلية الوحيدة المتبقية على أرض مصر– للإبقاء على التنظيم حياً، فالتنظيم الدولي الذي مازال قادراً على ضخ الأموال وحشد المساعدة والتأييد لحلم الخلافة يظل قاصراً عن تفعيل فعلي في الشارع المصري. الأمن المصري

مشاركة :